أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (راغب شحادة)
تقدم ميداني وانتصارات تحققها قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري على حساب داعش، والتي لا شك أنها تقلص نفوذ التنظيم في معقله البديل الموقت عن الموصل، الرقة.. هذه المدينة أكسبت معادلة الحرب في سوريا مزيدا من التعقيد رغم الكشوف المبشّرة التي لاحت في الأفق نهاية شهر مارس/آذار الفائت وتمثلت بالسيطرة على مطار الطبقة العسكري.
مدينة الرقة عقدة الوسط بين أطراف عدة، تتهيأ لفتح أبوابها أمام مد عسكري تقوده قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بقوات التحالف الدولي.. فكيف يمكن قراءة المشهد هناك بشقيه العسكري والسياسي؟
نحن في موقع أخبار الآن توجهنا للحديث عن المسألة الى المحلل العسكري والإستراتيجي العميد الركن أحمد رحّال والذي أوجز لنا تفاصيل العمليات العسكرية في محيط الرقة بالقول:
معركة الرقة حاليا هي في المرحلة الثالثة من العزل، كل ما يجري الآن هو مرحلة تطويق، مرحلة عزل وتأمين، وهذا ما يسمى في العلوم العسكرية "العمليات التأمينية"، من أجل بدء المعركة الحقيقية وهي معركة تحرير الرقة.
فمعركة الرقة لم تبدأ بعد، وأنا أعتقد أن كل ما يجري الآن كما قلت سابقا هو عمليات تأمينية، الغاية منها تأمين الشروط الموضوعية، والشروط الصحيحة لبدء المعركة الكبرى. وحسبما ما يردنا من معلومات فإن قوات سوريا الديمقراطية شبه متأكدة هي والولايات المتحدة من قدرتهما على حسم المعركة.
وأضاف: من وجهة نظر عسكرية، فإن ما يدور الآن حول الرقة هو نشر لـ7 نقاط عسكرية، أو مواقع قتالية لمدفعية "هاوتزر" ومدفيعة "ميلرز" الأمريكية، وهنالك أيضا 3 نقاط ذات أهمية لوجستية أقامتها القوات الأمريكية ما بين كل من الحدود التركية ومدينتي منبج والرقة.
هنالك باعتقادي قراءة عسكرية وفقت بها قوات سوريا الديمقراطية، بمنظومة قيادة جيدة، لديها رؤية استطلاعية للمناورة بالقوات ما بين الكرامة والطبقة نزولا الى مطار الطبقة والعودة الى المنصورة والصفصافة.
ويبدو أن التعاون الوثيق بين منظومة الإستطلاع الأمريكية وغرف القيادة لقوات سوريا الديمقراطية يظهر قدرة على إدارة معركة عزل الرقة، هذا الشيء واضح بصرف النظر عن اختلافنا السياسي عن قوات سوريا الديمقراطية، إنما على الأرض فثمة نجاح لهذه القوات من خلال الأعمال التي تقوم بها.
إقرأ: خاص | ساعة الحسم إقتربت.. الرقة تتخلص من جاهليتها وتتجه نحو المدنية
قوات سوريا الديمقراطية والجيش الحر.. إمكانية التعاون المشترك
العميد "رحال": لا توجد قواسم مشتركة بين فصائل الجيش الحر وقوات سوريا الديمقراطية، وهنالك تباين واضح بين الطرفين في كثير من القضايا، وعليه فأنا لا أعتقد بوجود أي تعاون بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الحر.
وأضاف: الجيش الحر يحاول أن يحسن مواقعه الميدانية، رأينا كيف أنه سيطر على مناطق بريف درعا وريف السويداء الشرقي وريف دمشق، وقد تم تطهيرها من داعش الذي شكل تواجده فيها طوقا لنجاة النظام، فأصبح الجيش الحر بذلك في تماس مباشر مع قوات النظام، التي بدورها وضعت 6 مطارات على أهبة الإستعداد لمواجهة فصائل الجيش الحر، وهذا ما سيشكل ضغطا على نظام الأسد وستكون له انعكاسات ميدانية قوية جدا في المرحلة القادمة.
إقرأ أيضا
خاص | "هادي العبد الله": الثورة السورية تواجه كل مجرمي الأرض