أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (راغب شحادة)
نبذه عن المناسبة
يشكل الثالث من أيار/مايو من كل عام التاريخ الذي يحتفل فيه بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، و ذلك من أجل تقييم أوضاع حرية الصحافة في العالم أجمع، و حماية وسائل الإعلام من كل أنواع الاعتداءات والانتهاكات التي تواجه استقلالها ولتوجيه تحية إلى الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في ممارسة مهنتهم.
وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم العالمي في عام 1993، وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991.
هذا اليوم هو فرصة لإعلام المواطنين في العالم أجمع في ما يتعلق بانتهاكات حرية الصحافة.
وللتذكير فإن في عشرات من البلدان حول العالم، تخضع المطبوعات فيها للرقابة، وللعقاب، وللإغلاق ويتعرض الصحفيون، من محررين وناشرين يتعرضون لمختلف أنواع المضايقات، من اعتداء واعتقال وحتى القتل أحيانا كثيرة.
إنه تاريخ لتشجيع وتطوير المبادرات المتخذة لصالح حرية الصحافة، ولتقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.
الصحافة الحرة في سطور
حرية الكلمة بالنسبة للمستبد هي مرض يعالجه إذا أصاب اسمه أو مملكته الرطبة المظلمة، بالفصد حينا وبقطع اليد حينا، أما آخر علاجه فليس الكي أو الإعتقال والسحل، بل القتل، فلربما يكون التخلص من أسبابه أنسب، وعلة المرض عند الطغاة ليست بدن المستنير، إنما فكره وكلماته..
هكذا يرى مغتصبو العقول، أصحاب الفكر والقلم الحر، آفات تهدد ما عمّروه من جبال فساد، وأقلامهم التي تحتّ في قواعدها، هي ذاتها من لربما تخط أنباء زوالهم، وتكتب سيرهم بمداد من قطران وصديد..
وسواس أزرق لا يرغب المتأله بأن يصيب مزاجه، أخيلة تظهر على مرآته السحرية كلما نظر إليها بزهو، فتجرد الكذب بالصدق والوهم بالحقيقة. فالطاغية الذي أغرق الأمة في عرقها، يخشى على نفسه من بلل الحبر الذي قد يوقظه من خدر النرجسية.
على وقع هذا الوصف نكتب لكم نحن فريق موقع أخبار الآن سيرا موجزة لبعض أبطال الكلمة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة..
معارك وشهداء
في سوريا التي أنهكتها حرب امتدت منذ العام 2011 إبان انطلاق الثورة حتى يومنا الحالي، سقط على أرضها العشرات من شهداء الحقيقة واعتقل المئات، ولكم يشق على المتابع أن يحصي أسماءهم وسيرهم في بضع سطور، ولكننا نستذكر بعض الأسماء التي حفظها وجدان كل منصف.
سوريا:
خالد العيسى الذي استشهد في 24 يونيو/حزيران 2016 جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة في حلب أثناء تغطية المعارك الدائرة ضد قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني.
باسل شحادة الذي استشهد إثر قصف قوات النظام حي الصفافة في حمص، متأثرا بجراحه مع أحمد الأصم في 28 أيار/مايو 2012.
طراد الزهوري الذي قضى إثر تعرضه لشظية في رأسه أثناء تغطيته لإجتياح مدينة القصير من قبل عناصر ميليشيات حزب الله اللبناني في 21 شباط/فبراير 2014.
ولا ننسى ذاك الذي وطئت قدماه جوف التابوت مرارا "هادي العبد الله" الحاصل على جائزة حرية الصحافة من منظمة مراسلون بلا حدود، والذي شاءت أقداره أن يبقى في عداد الأحياء ليكمل الطريق متكئا على عصى الإصرار.
لبنان:
حينما نتحدث عن لبنان نستحضر صورة قلم برته التجارب المرّة في هذا الميدان الصعب.
سمير القصير صحفي جعل من أوراقه جبهات يقارع عليها الجور المستورد، اغتيل في 2 يونيو/حزيران 2005 عن طريق قنبلة مزروعة في سيارته.
وعلى مثاله كان جبران تويني في القول والفعل والمصير والذي اغتيل في الـ 12 ديسمبر/ كانون الأول 2005 في اعتداء بسيارة مفخخة في ضاحية المكلّس شرق بيروت.
إقرأ: الصحفية "شفاء كردي" قضت بإنفجار لغم لداعش أثناء تغطيتها معارك الموصل
العراق:
أطوار بهجت الصحفية والمراسلة والأديبة اغتيلت من قبل تنطيم القاعدة مع طاقم العمل أثناء تغطيتها لتفجير ضريح العسكريين في سامراء في صباح يوم الأربعاء 22 فبراير/شباط 2006م
اليمن:
وفقا لنقابة الصحفيين، تعتقل جماعة "الحوثي" 18 صحفيا منذ عامين، بتهمة العمل مع التحالف العربي والحكومة الشرعية، ولم يتم محاكمة أي منهم حتى اليوم، سوى الأكبر منهم سنا، الصحفي "يحي الجبيحي"، "61 عاما"، الذي حكمت عليه بالإعدام محكمة تابعة لـ"الحوثيين"، منتصف أبريل/نيسان الماضي.
واقع تؤكده الأرقام والإحصاءات
لعل الأرقام التي تصدر تباعا وترصد واقع الصحافة والصحفيين في شتى دول العالم، تؤكد على سوداوية المشهد، وقتامة ألوانه، فقد وثق تقرير الإتحاد الدولي للصحفيين، قتل 93 صحفيا نتيجة استهداف مقصود، أو تفجيرات، أو تبادل لإطلاق النار.
فيما لقي 29 صحفيا حتفهم نتيجة حوادث أو كوارث طبيعية، ليبلغ إجمالي عدد الوفيات 122 صحفيا وإعلاميا سنة 2016.
أما الدول التي شهدت أكبر عدد من جرائم القتل للصحفيين فهي سوريا بـ30 صحفيا، العراق 15 صحفيا، وأفغانستان 13، المكسيك 11، اليمن 8، غواتيمالا، الهند 5، وباكستان قتل فيها أيضا 5 صحفيين.
واستهدفت عمليات القتل، بما في ذلك عمليات القتل المقصودة، والتفجيرات وحوادث إطلاق النار الصحفيين في 23 بلدا في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ والأمريكتين وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
والى أن تنجلي الحقيقة دون ريب أو زيف وتسويف تبقى الكلمة الحرة أعتى ما يمكن أن يواجه صناع الجهل والموت في شتى بقاع الأرض، فتحية لأضدادهم صناع الكلمة الحرة وكتابها وألف تحية للشهداء الذين ارتقوا في سبيلها.
إقرأ المزيد
تجار سوريون يستثمرون في "الفاتح" أعرق الأسواق التركية
منتدى الإعلام العربي: جلسة بعنوان "حال صورة العرب" ضمن فعاليات اليوم الثاني