أخبار الآن | السعودية – جدة (يامن مصباح)
تعددت الفنون وتنوعت ألوانها بين تراث الماضي وأصالة الحاضر فبقيت مهنه الجسيس متمسكة بأصالتها وهويتها التاريخية رغم قدمها، فتبقي لمنطقة الحجاز تاريخا يروي حضارتها القديمة، لذلك يعدّ الجسيس من أهم رموز الاحتفالات والافراح الحجازية، فبصوته المميز وقصائده الأنيقة وزيّه التقليدي يعيد للوجدان تراث الاباء والاجداد وكيف كانوا يحييون حفلاتهم.
حلاوة صوته وروعة أدائه لفتت إليه أنظار الكثير من رواد الشعر والغناء المحلي، حيث حظي الجسيس الشاب منير الحسني الذي برزت موهبته من خلال الكثير من المناسبات الوطنية والفنية التي شارك فيها مما جعل الجميع يهتمون به ويشجعونه ويتسابقون على دعوته في مناسباتهم الخاصة، لكن موهبة المجس لديه والمواويل الحجازية غلبت عليه كفنان عاطفي فاختار المجسات والمواويل والابتهالات الدينية على الغناء.
الجسيس منير الحسني يتحدث عن اللون الحجازي ويقول: "اللون الحجازي من أصعب الفنون على مستوى العالم العربي. هو شيء يجري بدمي من صغري. البداية كنت مؤذن ومن بعدها انتقلت لللإنشاد ومن بعدها للمجسات".
بدأ الان الشباب يلبس الغبانه (العمه على الراس) ويلبسوا البكشه ويلبسوا السديري ويعرفوا لون المجس ويعرفوا مقامات الجسيس وأصبح المجتمع عندهم ثقافة حول هذا الموضوع.
برز الكثير في فنون التراث الشعبي من أصحاب الكسرات والمواويل لكن أهل مكة بما تميزوا فيه من مجسات جعلهم أهل جودة في هذا الفن الصوتي فن المواويل بل إن استعمالهم له في حياتهم الاجتماعية من ترحيب وسعادة في قمة أفراحهم كاستقبال عريس أو أهل عروسة كانت عادة سار على نهجها كل المناطق المجاورة حتى أنه وصل لتقاليد وعادات أهل الشام والعراق وثبت عندهم بأسماء أخرى.
أما العريس وليد الوصابي فيقول: "عندما تجيب الناس وتذكرهم بالماضي وبالمجسات الحجازية خاصة والتي نحن تربينا عليها أهل جدة ومكة. أكيد الناس حتتفاعل معها وتذكر كيف كانت افراح زمان وحتشارك معنا الفرحة وتصير الفرحه فرحتين".
ويضيف المواطن عبد المجيد القطامي أن هذا النوع من الفلكلور هو النوع الذي نشدد عليه ونعلم أولادنا عليه كي لا يندثر. فهذا التراث القديم الذي نسعى للحفاظ عليه لكي لا نضيع مع الاغاني الجديدة.
وينتشر في المنطقة العديد الفنون والموروثات الشعبية التي صمدت في وجه الحضارة واحتفظت بتاريخها وعراقتها. ومن أشهر الألوان الشعبية السائدة في المنطقة (شعر المراد والمحاورة – السامري – دمّام – خبيتي بالقصبه – الزير – رديح – المجس الحجازي) وتعتمد معظم تلك الألوان على إيقاع الزير وبمصاحبة مجموعة من الدفوف ويجري أداء تلك الألوان بين صفين متقابلين وقوفاً أو جلوساً للاعبين تبعاً للون المؤدى.
اقرأ أيضا:
السعودية تسجل أكبر إنفاق للمستهلكين