سلطان النجار
أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (عمر الفاروق)
شاب سوري، يعشق الرسم بقلم الرصاص، ويحضر حالياً لعرض لوحة بطول 7 أمتار. هذه اللوحة ستكون توثيقية لما حدث في مدينة حلب، إذ تضم مجموعة من الأشخاص خاصة الشهداء والمدنيين.
يشير الشاب السوري خالد العطار، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وكلية الفنون الجميلة، إلى أنه اختار مجال الرسم لأنه يعطي الإنسان مساحة كبيرة للتعبير، وخصوصاُ الأشياء التي لا نستطيع أن نتكلم عنها، لافتاً إلى أنه بدأ مهنته في الرسم الكاريكاتيري منذ أن كان في الصف الثاني الابتدائي، وفي عام 2011 انتقل إلى الرسم التعبيري بالقلم الرصاص، ويقول: "الرسام ينظم صراعاته على الورق بناءً على الخطوط، بينما الملون ينظم صراعاته وفق الألوان الباردة والحارة، واخترت القلم الرصاص، لأنني أشعر أنه يعطي فن اكثر عقلاني، أكثر من العاطفي".
أنه يعمل حالياً على مشروع فني، أنهى منه نحو 6 لوحات، وهو بعنوان "العودة إلى الجذور"، يحكي من خلاله عن الصور والعبارات التي كان يرددها في الطفولة، ويقول: "المشروع مكرس حتى أتكلم عن جوانب عدة في طفولتي، منها المدارس والأساتذة والأفكار التي كنا نتلقاها ولم نعرف ماهيتها، أو مسبباتها، أو لماذا نتعلم هذا الأمر"، لافتاً إلى أن لوحاته تختصر هذا الموضوع، واختار رموزاً حيوانية ليعبر أكثر عن هذا الأمر، وأضاف: "اخترت الرموز الحيوانية مثل الخنزير والكلب والحصان والمواشي، لأنني تأثرت كثيراً بالكاتب والروائي جورج أورويل وخاصة روايته مزرعة الحيوانات، لذلك أحببت أن أجسد هذا الأمر على واقعنا الحالي"، منوهاً إلى أنه يستعمل رمز الخنزير كثيراً في لوحاته وقال: "الخنزير بالنسبة لي حيوان حقير، يستفزني بشكل كبير حتى أرسمه"، أما الرموز الثانية مثل الكلاب وهي اليد الباطشة للخنزير، مثلما مذكور بالرواية، وتابع: "هناك المواشي التي هي مجموعة القطعان، ومع الأسف نحن أحياناً نشكل جزء منها".
وعن المشاريع المتوقفة، أوضح العطار أن لديه مشروعاً بدأ فيه في عام 2013، وهو عن ألف سياسي في العصر الحديث، أثرو في حياة هذا الكوكب، من خلال أفكار إيجابية نشروها أو أفكار عنصرية وسلبية نشروها، ويقول العطار: "المشروع هو توثيقي أكثر من أن يكون فنياً، وبالطبع هناك شخصيات عربية، لأن الشرق الأوسط جزء كبير من التاريخ المعاصر، وهناك شخصيات عربية عدة أثرت بشكل إيجابي مثل يوسف العظمة، أو جورج حاوي، أو بشكل سلبي، من خلال مجازر ارتكبوها أو أصوات كتموها". منوهاً إلى أن المشروع سيتم العمل عليه قريباً، وسيتم التعاطي معه بطريقة مختلفة.. واما اللوحات فهي فسيفساء ستشكل مستطيل، ولا يوجد شكل محدد للوحات.
اما بالنسبة لموضوع الأمل في لوحاته، فيشير العطار إلى أن الأمل في لوحاته الأخيرة يكاد يكون ضعيفاً أو معدوماً، وقال: "أحب أن أوصف أولاً المشكلة، ويحضرني مقولة للفنان فسيغولود مايرخولد، أن الوظيفة الفعلية للفن، هي ثقب الباب وليست المفتاح"، مشيراً أن إلى أن الفنانين ليسوا قادة فيالق أو ليس لهم أي تأثير في قرار سياسي، أو حتى قرار اجتماعي، وتابع: "نحن أشخاص نفتح الطريق للآخرين لينظروا من خلال ثقب الباب، حتى ترى منه المشكلة، ولكنه فعلياً ليس المفتاح".
اقرأ أيضا:
ناشطون يجمعون على إستمرارية الثورة وضرورة تقويم مسارها