أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (فاطمة جنان)
استطاعت "المرأة العربية" في عالم الأعمال أن تثبت وجودها وتتخطى العديد من التحديات والعراقيل التي واجهتها في مجتمعات اتسمت بالطابع الذكوري. عملت ثابرت تحدّت ونجحت، لتؤكد أنها قادرة على تأدية دور الريادة ليس في قطاع المال والأعمال فقط، بل في ميادين شتى، وما تألق بعض الشخصيات النسائية العربية في هذا القطاع إلا خير دليل على ذلك.
على الرغم من هذا التحول الجذري الذي من خلاله فرضت المرأة العربية نفسها في مجال المال والأعمال، هل ما زال ينقصها شيء من الثقة في النفس لتكون سيدة أعمال خارقة، وزوجة ناجحة، وأم مثالية، وابنة حنون في آن واحد؟
موضوع ذو صلة: خاص | بمناسبة يوم المرأة العالمي.. "أميرة رشاد" حقوق المرأة هي حقوق المجتمع
في العالم العربي، وبلغة الأرقام أصبحت المرأة في "دول الخليج" على سبيل المثال تشكل نموذجا قياديا في مجال المال والأعمال، إذ يُشكل النساء 41% من سكان الخليج، تصل نسبة العاملات منهن إلى 16%، تحتضن السعودية والإمارات نحو ثلاثة أرباع إجمالي القوى العاملة النسائية في منطقة الخليج، التي تضم حوالي 1.75 مليون امرأة، وفق صحيفة "الرياض".
في يوم احتفال العالم بالمرأة وإنجازاتها، ارتأينا أن نسلط الضوء على واحدة من هؤلاء النساء العربيات التي تسلقن سلم النجاح بثبات، متسلحات بكفاءتهن وعزيمتهن على النجاح والتفوق في هذا المجال.
تحدث موقع أخبار "الآن" الى رائدة الأعمال السعودية السيدة "مضاوي حسون"، التي تعتبر أول امرأة تدير بنك للسيدات في المملكة العربية السعودية في عام 2006، كما كانت أول امرأة سعودية في الترشح للانتخابات. وقد عينت في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ومثلت بلدها في الخارج ضمن العديد من الأعمال والوفود السياحية بالسفر إلى أوروبا، وجميع أنحاء الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: خاص | "ممارسة مهنة الطب هي تحد زمني وعملي للمرأة"
بخصوص اقتحام المرأة العربية مجال المال والأعمال وتفوقها فيه، أكدت سيدة الأعمال "مضاوي"، "أن المرأة العربية لها مقومات النجاح في هذا المجال، فالمرأة عموما تتسم بالدقة، وتتقن عملها جديا، كما تمتلك المقومات الأساسية للنجاح في مجال المال والأعمال، التعليم الملائم هو ما تحتاج اليه، وبالنسبة للمرأة السعودية، فهي كانت تجهز نفسها مسبقا لدخول هذا المجال، واستغلت الوقت جيدا لتكوين نفسها، فهناك نسبة عالية من الفتيات السعوديات ممن يدرسن في هذا المجال، ومن الممكن أن يكون عددهن أكثر من الشباب".
ومن المعلوم أن المرأة تحتاج لكثير من الدعم والمساندة من قبل محيطها الاجتماعي قبل اقتحام أي مجال كان، في هذا الصدد عبرت السيدة "مضاوي" عن أهمية هذا الدعم للمضي قدما الى تحقيق تفوق مبهر.
قالت مستذكرة تجربتها "في الثامن من مارس/ آذار 2008 كرمت في مركز دراسات الشرق الأوسط، وكان هذا التكريم في حد ذاته هدية لوالدي، الذي يجهل القراءة والكتابة، لكنه ساعدني على الدراسة كثيرا، ووفر لي كل الوسائل لتحقيق للتفوق، وخلال حفل التكريم كان زوجي وابني حاضرين، فبالنسبة لي كان هناك تفاعل ودعم لنجاحاتي من قبل بيئتي الاجتماعية، لذلك أنا أعتبر أن المرأة بحاجة لتشعر بالدعم من قبل أسرتها أولا، فهذا امر يجعلها تحس لاشعوريا بالأمان، في حقيقة الأمر أنا أشعر بالأسى حيال الأسر التي تحطم أهداف المرأة وتعرقل طموحاتها".
رغم هذا الدعم الأسري الذي من الممكن للمرأة التسلح به، يظل أمامها نوع من التحدي الاجتماعي والتنافس مع الوجود "الذكوري" في بعض الأحيان ببعض المجالات، هذا ما يكلفها الكثير من الجهد لتسلق سلم النجاح، السيدة "مضاوي" ألقت الضوء على هذه النقطة تحديدا، فأردفت قائلة: "نجاح المرأة العربية يتطلب منها جهدا كبيرا على الدوام، ففي كثير من الأحيان تصطدم بالأعراف والتقاليد، ففي مجتمعاتنا، تجبر المرأة على اثبات وجودها في هذا المجال ليتسنى للأخريات دخوله مستقبلا، أما الرجل فذلك مكانه الطبيعي دون بذل جهد خارق. لذلك فعامل الفشل بالنسبة لها شبه مرفوض، فهي في كل الأحوال مجبرة على تحقيق النجاح لأنه يكفل لها بقاء الأبواب أمام نساء أخريات مستقبلا".
في نفس الوقت، شددت السيدة "مضاوي" على أن دخول أي مجال، وبما في ذلك مجال "المال والأعمال" يشترط على المرأة العربية امتلاك بعض المفاتيح المهمة، أهم هذه المفاتيح:
المقومات الشخصية: الثقة في الامكانيات، واستغلالها بجهد وذكاء، اضافة الى حصولها على تعليم عال ومكثف، وأخيرا تطوير امكانياتها عبر انخراطها في الدراسة والتكوين باستمرار، فهي اعتبرت أن "الافتقار للمعلومة يحد من تقدم المرأة".
في ختام حديث موقع "أخبار الآن"مع السيدة "حسون"، "تمنت أن يخصص للمرأة أكثر من يوم واحد في السنة للاحتفال بها، لأنها تقوم بأدوار كثيرة ومركبة، بغض النظر عن المجال الذي تشتغل فيه، فهي مربية للأجيال، اضافة الى أنها امرأة_عائلة".
خاص | مرح البقاعي.. وحديث عن دور المرأة السورية والعربية لمناسبة يوم المرأة العالمي