أخبار الآن | ريف حماه – سوريا (عماد كركص)

لا شك أن الضربة التي وجهها النظام لمدينة خان شيخون قبل أيام مستهدفاً إياها بالغازات السامة، هزت العالم بأسره وليس المدينة ومحيطها فحسب.

العشرات من الأبرياء وقعوا بين قتيل ومصاب، قضى من قضى خنقاً ومن تبقى نقلوا إلى "مشفى الرحمة" في المدينة قبل أن يتم قصفه بعد ساعات قليلة من الاستهداف وقبله بأيام كان "مشفى معرة النعمان الوطني" قد خرج عن الخدمة بسبب القصف الجوي أيضاً، والذي كان يضم فريقاُ طبياً خاصاً للتعامل مع حالات الاختناق والإصابات بالغازات السامة.

بالتزامن مع الضربة الكيماوية وما قبلها وبعدها، عمد النظام وحليفه الروسي إلى استهداف العديد من النقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني في محيط المنطقة، ما يمنع إسعاف المصابين إلى أماكن قريبة، ويضطر المسعفين لنقلهم إلى المشافي الحدودية مع تركيا أو إدخالهم إلى تركيا، بما تتخلله الرحلة من خطر على حياة المصابين.

كل ذلك جعل نشطاء في القطاع الطبي والمدني في كل من ريفي حماه وإدلب يطلقون نداءات استغاثة لإيصال صوتهم و التنبيه لما وصفوه أمراً خطيراً يهدد حياة المئات من المصابين إن ما حدث أي استهدف آخر سواء بالغازات السامة أو غيرها، كون أغلب النقاط الطبية في المنطقة خرجت عن الخدمة، ويقول هؤلاء الناشطون "أن الاستهداف الممنهج للمشافي والنقاط الطبية والاسعافية قد يخرج ما تبقى منها عن الخدمة في قادم الأيام".

أخبار الآن وضعت هذا الأمر أمام الدكتور منذر خليل مدير مديرية صحة إدلب الحرة والذي قال: "لا شك أن الهدف الرئيس من خلال عمليات القصف التي تستهدف كل مناطق سوريا هو القتل وبث الرعب وتهجير السكان لإحداث تغيير ديموغرافي في طبيعة سكان سوريا، ومن ضمنها ما حدث في خان شيخون خلال الضربة الكيماوية".

ويضيف خليل: "استهداف المشافي قبل وبعد الضربة يؤكد على أن النظام يحاول الضغط أكثر على المدنيين من خلال بث الرعب في حال تعرضوا للقصف بأن لا مشافي لتستقبلهم، ما يجعل المصابين بإصابات خطرة فرصهم أقل بالنجاة، وهذا ما يدفع الناس للهجرة وترك المناطق أو الاستسلام بحسب ما يحاول النظام أن يكسبه من خلال كل ذلك".

ويختم الخليل حول الحلول التي يمكن أن يقدمها القطاع الطبي لتلافي الأضرار التي تنتج عن استهداف النقاط الطبية والمشافي بالقول: "نحاول تأهيل كوادر مجهزة للتعامل مع حالات الإصابة بالغازات الكيماوية وغيرها من الإصابات من خلال فرق متنقلة غير ثابتة، ما يجعلنا نصل إلى أماكن الاستهداف بسرعة ولا يعرض الفرق للقصف إن كانت في مكان واحد".

أما مصطفى حاج يوسف قائد قطاع خان شيخون للدفاع المدني قال لأخبار الآن: "أن استهداف النقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني ليس جديداً أبداً فنحن في مركز خان شيخون للدفاع المدني فقط تعرضناً لعشر حالات استهداف آخرها كان يوم مجزرة الكيماوي، أما الهدف الذي يريده النظام من خلال قصف النقاط الطبية ومراكز الدفاع وإخراجها عن الخدمة، هو عدم إعطاء أي فرصة للمصابين للعلاج وبالتالي قتل أكبر عدد من السكان، وهذا ما اتضح من خلال قصف مشفى معرة النعمان الكبير قبل يومين من الضربة".

الجدير بالذكر، أن طائرات النظام وروسيا تتناوب على استهداف النقاط الطبية في ريفي إدلب الجنوبي وحماه الشمالي قبل وبعد ضربة خان شيخون الكيماوية، منها ما استهدف مستوصفات ونقاط أسعفت مصابي خان شيخون، ما يجعل نشطاء القطاع الطبي يدقون ناقوس الخطر من انتقام النظام من هذه النقاط واستهدافها مجدداً، ويقولون بأن الحلول البديلة هي العودة للمشافي الميدانية والفرق الطبية المتنقلة، المجهزة بأفضل ما يمكن للتعامل مع جميع الحالات.

اقرأ ايضا:

من هو الطيار الذي إرتكب مجزرة "إدلب" بغاز السارين؟

هجوم إدلب الكيماوي هو الأكبر من نوعه في سوريا