أخبار الآن | لبنان -البقاع – تريسي ابي انطون (خاص)
يكاد ينسى السوريون في مخيمات النزوح في لبنان أنه زمن رمضان. فوضعهم المأساوي خطف البسمة من وجوههم، واستبدلها بالمعاناة والحزن.
تحت خيمة أم أحمد يقلّ الأثاث،تجفّ المؤن، وتكثر الدموع في شهر رمضان. عائلة من خمسة عشر فرداً، معظمهم أولاد، يمرّ عليهم الشهر الفضيل بكثير من الحسرة.
ابنتها كوثر، بالدمعة والغصة تشكو عدم توفر فرص العمل وصعوبة المعيشة، وتقارن بين رمضان سورية ورمضان المخيم.
و نازحة اخرى كوثر رضية / نازحة من حلب قالت "كان لدينا منزل هناك، أما هنا فخيمة والجو حار، فيما منزلنا كان الطقس جميلا ولا نشعر بحرّ رمضان. صحيح هناك حرب لكن نرغب في العودة وفيض من الدعاء.
حال هذه العائلة، كحال المئات من النازحين السوريين الذين يقطنون خيما لا ترقى لكرامة الانسان، فيما ضيوف سكانها يزيدون الوضع مأساوية.
تتدرج المأساة صعوداً عندما يشعر أب لعائلة من أكثر من عشرة أشخاص بالعجز، ويجد نفسه غير قادرٍ على مجاراة شهر رمضان.
أبو صلاح يتحدث عن الفرق في لمضان في بيته و رمضان في المخيم
وحين يدخل المرض خيمة النازح تزداد الحياة بؤساً، فلا مال للعلاج. هذه حال زهرة محمد التي تكاد تنسى فرحة الشهر الفضيل؛ فبين تأمين القوت اليومي والأمرّين الذي تعيشه مع أمها المصدومة مما شهدته من أحداث الحرب، تتمنى العودة إلى حلبمهما كان الوضع الأمني هناك.
و تقول زهرة محمد / نازحة من حلب "بالنسبة الي اتمنى العودة حلب لأنه في الغربة ذلّ ولو كانت هناك حرب في سورية…
نساء يتملّك الهمُّ قلوبَهن في شهر رمضان، يحارُون كيفية تيسير الحدّ الأدنى من المعيشة، فيما أولادهن يبحثون بين أرجاء المخيم عن حقوق الطفل المفقودة.
وقد يكون بالنسبة للكثير من هؤلاء الأطفال، الأمن الغذائي حقاً مبدئيّاً مهدَّداً.
لقد أصبح قدوم شهر رمضان هماً إضافياً يزيد الأعباء على النازحين فتنحسر البهجة مجدداً.
إقرأ أيضاً