أخبار الآن | عمان – الأردن (دانية المعايطة)

ضمن سلسلة التقارير التي عرضناها في وقت سابق والتي تتحدث عن اللاجئين السوريين وآمال العودة إلى بلادهم مرة أخرى، نتابع اليوم قصة لجوء جديدة من الأردن، لرجل ثمانيني يقطن في مخيم الزعتري شمال الأردن، وتحدث لأخبار الآن عن أمله بالعودة إلى وطنه من جديد.

هنا داخل أسوار هذا المخيم، كلما مررت بشارع أو بحارة وتأملت الوجوه الحائرة، هناك ينسج خيالك قصصا مؤلمة تكون في معظمها واقعية لأناس تاهوا في غياهب الغربة.

أبو مروان لاجئ سوري ثمانيني يقطن في مخيم الزعتري، التقينا به وحدثنا عن أمله بالرجوع للوطن يوما ما.

إقرأ: عاصم حمشو.. يقيم معارض في فرنسا وألمانيا لنقل حقيقة الإنسان

أبو مروان يقول: "أصعب شيئا  في حياة الإنسان أنه يترك بلده وتضيع هويته ولولا أملنا في العودة ما عشنا حتى اللحظة، لدينا بلد سنعود إليها ولا بد من أن تعود سوريا ونعيش بها من جديد، الشخص عندما يخرج من بلده ما هو أغلى شيء عليه هو منزله لكن لا أستطيع أن أحمله معي إلى هنا لكن أستطيع أن أحضر شيء يثبت بأنه منزلي فقد قمت بأخذ سندات التمليك حتى إذا عودت إلى سوريا أخبرهم أن هذا المنزل لي لأنه لابد بأن نعود يوما ما".

لا يختلف شعوره عن شعور هذا العصفور الذي اغتيلت حريته فغدا حبيس هذا القفص، فقفص الغربة في صدر ابو مروان يكبل يديه ويدمع عينيه.

ويضيف أبو مروان: "خسرت أرضي ووطني هنا أعتبر غريب اسمي غريب متقيد في عدد من الأمور حرية الحركة والعمل الغربة موجعة جدا وخصوصا للاجئ السوري، الوطن روح الإنسان فالإنسان بلا وطن مجرد هيكل متحرك كما يقول المثل خذوا كل شي لكن اعطوني وطننا".

حاله كحال جميع سكان المخيم يحلم أن يكبر أحفاده في سوريا وعلى ترابها، فحجارة الوطن أرق عليهم من حرير الغربة، الوطن الذي فقد لأجله أبو مروان ابناءه ورووا ترابه بدمائهم.

ويقول: "فقدان شخص عزيز لا يمكن للإنسان أن ينسى هكذا جروح ولذلك نقول أن ما حدث لم يحدث معي فقط، هناك 90% من الشعب السوري فقدوا أبناءهم وخسروا منازلهم".

تتشابه القصص بين اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء الذين يتشاركون الهموم والالام، والآمال بيوم عله يكون قريباً يعودون فيه الى الوطن وتمسي قصصهم في المخيمات ذكرى يروونها لابنائهم ليعلموا أن للحرية ثمن دفعه الاجداد بغربتهم ودمائهم.

شابوا ولم تشب أحلامهم بالعودة متشبثين بها تشبث الطفل بأمه متمسكين بحلم لطالما تحدثوا عنه فسوريا غائبة لكنها حاضرة في ضمائرهم وحاضرهم، فسنعود يوماً اكثر المفردات ترديداً على ألسنتهم.

إقرأ أيضاً:

كندا تنشئ مخيماً على الحدود مع أمريكا لتزايد عدد اللاجئين

حسن البحراني .. بحريني مسن وضرير يسطر قصة كفاح بأنامله