أخبار الآن | نواكشوط – موريتانيا – (أحمد تيجاني)
بينما يعمل الجولاني والظواهري بجد للقضاء على بعضهما البعض، سيكون من السذاجة التفكير في أن الصراع بينهما سببه الاختلاف في شخصيتهما فقط، فلكل منهما أهداف مختلفة تماما، ولا سيما في المسألة الحيوية التي تتعلق بدخول أي حرب.
مفتي القاعدة السابق محفوظ ولد الوالد يبين ذلك ويقول: "السؤال ينطلق من فرضية غير صحيحة، حسب علمي أن هناك أي تنظيم أو أي كيان في سوريا يريد إقامة إمارة في ادلب أو غيرها، تجربة كطالبان في افغانستان وتجربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، أوصلتا عامة المهتمين بالأمر الجهادي إلى قناعة هي أن إعلان أي كيان سواء كان إمارة أو دولة أو كيان من أي مستوى اسلامي أنه سيجعله محل استهداف من قبل قوى الكفر العالمي، وبالتالي ليست هنالك أي مصلحة ولا أعلم أي أحد يقول إن من مصلحة قيام كيان إسلامي سواء كان إمارة أو دولة في أي مكان آخر، وبالمناسبة هذه القناعة هي التي توصل إليها الشيخ أسامة بن لادن في فترته الأخيرة قبل مقتله، هذه موجودة في بعض الوثائق التي سربت، كان يرى أنه من الخطأ الكبير إعلان أي كيان إسلامي في هذه المرحلة من التاريخ لانه سوف يكون مستهدفا، وفعلا التجربة التي حصلت في افغانستان استهداف إمارة طالبان والأمر الذي حصل بالنسبة لداعش في العراق والشام، حقيقة تؤكد هذه الحقيقة، فالسؤال ينطلق من فرضية ليست يعني صحيحة حتى لو كان هذا خلافا بين الاثنين، هذا ليس خلافا استراتيجيا وليس خلافا كبيرا، الخلاف بين الرجلين هو خلاف أكبر من هذا، مثلا الدكتور أيمن هنالك شخصيات يعني محسوبة على أنها من مشايخ الجهاد من أقلام الجهاد ومن المنافحين عن الجهاد، يرى أنهم من خيرة الأئمة ويعتبرون مرجعية، بينما هيئة تحرير الشام ترى أنهم نفس الغلاة الذين خرجوا من مدرسة تنظيم داعش وغير ذلك، هذا خلاف أساسي من الخلافات الأساسية أيضا أن هيئة تحرير الشام ترى أنها كيان مستقل لم تعد لها علاقة بالقاعدة وليس للقاعدة وصاية عليه، الدكتور أيمن يعتقد غير ذلك، هذه هي الخلافات الأساسية الجوهرية؛ من الخلافات الجوهرية المهمة أن هيئة تحرير الشام لا ترى قضية البدء برأس الكفر العالمي وضرب أمريكا وضرب الدول الغربية خارج سوريا لا ترى ذلك أولوية بالنسبة لها. القاعدة الأم ترى أن هذه أولوية، هذه أمور حقيقة هي محل خلاف بين الطرفين، أما الحديث عن حرب عصابات قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن ليس خلاف جوهري التي يكمن في المسائل التي ذكرت".