أخبار الآن | طهران – ايران – (خاص)
موجة الإحتجاجات متواصلة في إيران، بعد تراجع قيمة الريال في ظل الظروف الإقتصادية التي تعانيها، ونتيجة السياسات الخارجية التي تنتهجها طهران.
محللون اقتصاديون يؤكدون أن العملة الوطنية فقدت نصف قيمتها، ولاسيما في أعقاب توسعة العقوبات الأمريكية على إيران ووقف استيراد النفط.
هذا بالإضافة الى ضعف الخطط الإقتصادية والضغوط السياسية الداخلية.
الخبير الإقتصادي الإيراني محمد حسين أنصاري فرد، شرح لأخبار الآن عن الأسباب التي دفعت بالإقتصاد إلى هذه المرحلة.
الدكتور محمد حسين أنصاري فرد – محلل سیاسي واقتصادي
“أعتقد أن سبب ما يحدث في إيران يعود إلى ثلاثة عوامل، أولها ضعف التخطيط الاقتصادي للحكومة، فعلى سبيل المثال عندما تعلن الحكومة عن توحيد سعر الدولار ليصبح أربعة آلاف ومائتي ريال إيراني، نلاحظ أن المصدرين الذين يحصلون بصعوبة على الدولار ليسوا مستعدين للعودة إلى هذا السعر، وتعلن شركات البتروكيماويات عن تضررها بسبب هذه السياسة، وعندما تريد الحكومة تخصيص العملة الأجنبية، تواجه الكثير من القيود، وهذا ما يؤدي إلى الاضطرابات، ويعني أن السياسات الاقتصادية للحكومة لم تكن مدعومة بأساس فكري وعملي.
أما العامل الثاني فهو خروج أمريكا من خطة العمل الشاملة المشتركة، مما وجه صدمة اقتصادية ودولية كبيرة، وزعزع السمعة الاقتصادية لإيران في أنحاء العالم، ووفر فرصة كبيرة لبعض الأفراد لاستغلال الوضع لتحقيق مصالحهم الشخصية.
والعامل الآخر هو الجو الذي ساد بعد خروج الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي أدى إلى شعور الناس بالاضطراب والقلق ولجوئهم إلى شراء الدولار والعملات الأجنبية الأخرى والذهب، خوفاً من انخفاض قيمة أموالهم، وأعتقد أن هذه العوامل تكاتفت مع بعضها البعض وأدت إلى هذه الظروف، ويكمن الحل في العمل بصورة عكسية، أي أن تقوم الحكومة بتعديل سياساتها وتتوصل مع أوروبا إلى الاتفاق، لكي تستفيد من وجود أوروبا في خطة العمل الشاملة المشتركة، بالرغم من خروج الولايات المتحدة منها ونشر الثقة وتهدئة الوضع بين الناس لاكتساب ثقتهم وإعادة أموالهم إلى البنوك ودفع اقتصاد البلد إلى الأمام”.
اقرأ أيضا:
من أشعل فتيل الإحتجاجات في ايران بنظر الإيرانيين؟