أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( متابعات )
تتزايد الأنباء عن سقوط حمزة؛ النجل المفضل لأسامة بن لادن، صريعاً، بعد هذا التطور، ما هو مستقبل التنظيم بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت به؟ , وما هي الاستراتيجة التي سيتبعها قادة التنظيم للعودة واستعادة النفوذ المفقود ؟
منذ ظهوره في أغسطس/ آب عام 2015، كان حمزة بن لادن يؤهل، بحسب وجهات نظر عديدة، لتولي القيادة العالمية لتنظيم «القاعدة» من زعيمه الحالي أيمن الظواهري.
ولم يكن من الواضح مطلقاً ما إذا كان حمزة بالفعل هو الخليفة الحتمي لأيمن الظواهري على رأس التنظيم؛ أم لا، مع تنحية الافتراضات التي شاعت أول الأمر في الغرب.
عندما قدم التنظيم صوت حمزة بن لادن إلى العالم في صيف عام 2015، كان التنظيم نفسه في خضم واحدة من أحلك فترات وجوده تحدياً وصعوبة.
صعود تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، وإعلانه «الخلافة» مع التوسع السريع عبر مختلف أرجاء العالم، شكل تحديا لموقف تنظيم «القاعدة» البارز بوصفه زعيم التمرد المتطرف الأول على مستوى العالم.
في الأثناء، بدا أيمن الظواهري أكثر انفصالاً عن الأحداث العالمية الجارية، وأكثر بعداً عن فروعه الموالية في سوريا، واليمن، وشمال أفريقيا، وأكثرهم من أتباع استراتيجيات النأي بالنفس عن مركزية تنظيم «القاعدة».
وبالتالي، فإن توقيت الدفع بحمزة بن لادن إلى الواجهة لم يكن من قبيل المصادفة، وعلى غرار والده، كان المأمول في حمزة إعادة توحيد صفوف تنظيم «القاعدة» عالمياً.
لكن المعروف أن حمزة لم يكن من مقاتلي التطرف. ولم يشارك في أي حرب أو يقود الجنود في ساحة المعارك. وكان ادعاؤه القيادة يستند إلى اسمه ونسبه لوالده فقط. ولم يكن ذلك كافياً مع مرور الوقت.
ولم يكن تقديمه المفاجئ إلى العالم سوى انعكاساً لحالة الضعف التي يعانيها التنظيم، وليس تعبيراً عن قوته وبأسه المستمر كما يزعم.
من ناحية أخرى، فشل حمزة في حيازة القدر نفسه من الشهرة الذي حازه والده من قبل، ما يؤكد تحول القيادة المركزية المنفصلة للتنظيم من التخطيط الاستراتيجي إلى القتال التكتيكي على مستوى ساحات المعركة.
مع مرور الوقت ومع الهزيمة التي تكبدها تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، سنحت الفرصة أمام تنظيم «القاعدة» لاستعادة بعض من النفوذ والزخم المفقود خلال السنوات القليلة الأخيرة.
لكن مع مقتل حمزة وبقاء الظواهري على رأس «القاعدة»، يكون التنظيم قد فقد آخر ركن من أركان بن لادن، وبقي لديه زعيمه غير الملهم الذي يعاني من تدهور بالغ في حالته الصحية.
وإلى الآن، فإن المسار الواضح لتنظيم «القاعدة» يميل إلى اللامركزية.
إذ إن منظمات التطرف العنيفة، التي ينفصم زعماؤها عن مركزية القيادة، تلجأ بطبيعة الحال إلى الانخراط المتزايد، وربما المستدام، ضمن فعاليات وديناميات الصراعات المحلية نائية بذاتها عن مجريات الصراع العالمي الأكبر.
وكان من نتائج هذه النزعة أو الاستراتيجية المحلية أن أجبرت أذرع «القاعدة» على التكيف والتماهي والتطور وفق أساليب تتعارض، وربما تتحدى، الفرضيات الكلاسيكية لهوية تنظيم «القاعدة.
إقرأ أيضا:
هل يستطيع الظواهري التغطية على خسارة حمزة بن لادن برسالة عن الحجاب؟