أهلاً بكم إلى مرصد الجهادية لهذا الأسبوع من ١٤-٢٠ يونيو ٢٠٢٠، الحلقة ٤١. بإمكانكم الاستماع إلى النسخة الصوتية على alaan.fm. وفيما يلي نص الحلقة.
أخبار هذا الأسبوع:
- اغتيال القائد العسكري في حراس الدين أبو القسام الأردني
- هيئة تحرير الشام تعتقل الأوزبكي وتفتح كتب عتيقة
- القاعدة في إفريقيا تؤكد مقتل دروكدال من دون تعيين خلف
- وداعش في إفريقيا تقتحم مخيماً للنازحين بحجة حفظ عقيدة المسلمين
ضيفا الحلقة:
بارق محادين خبير الأمن الإنساني وكبير الباحثين في مركز غرب آسيا وشمال إفريقيا WANA في عمّان للحديث عن الجهاديين في شمال سوريا،
أمين مقداد الموسيقي العراقي وابن الموصل لاستكمال الحديث عن سقوط الموصل في يد داعش في مثل هذا الوقت من العام ٢٠١٤. وهنا تجدون صفحة أمين على الفيسبوك حيث يمكن مشاهدة فعاليات مشروع “ضوء”.
إلى الأخبار:
آخر الحراس
مساء الأحد ١٤ يونيو، استهدفت طائرة مسيرة مركبة كان يقودها خالد العاروري أبو القسام الأردني، القائد العسكري لحراس الدين. كان معه القائد الميداني بلال الصنعاني، قائد جيش البادية، أحد أهم مكونات الحراس. أبو القسام كان صهر أبي مصعب الزرقاوي وذراعه الأيمن. كان من قيادات القاعدة الذي فرّوا إلى إيران بعد غزو أفغانستان.
في ردود الفعلك معارضو هيئة تحرير الشام اتهموا الجولاني وكبار مساعديه أبا ماريا القحطاني بالوقوف وراء الاغتيال.
حساب مزمجر الثورة أعاد نشر بوستات عن محاولات سابقة لاستهداف أبي القسام وكيف ضُبط القحطاني ومعاونوه وهم يتتبعون الرجل.
أنصار داعش قالوا إن الجولاني ردّ الصاع للحراس بعد أن شكلوا غرفة عمليات فاثبتوا.
أنصار هيئة تحرير الشام لم يذكروا القسام في شيئ.
المهاجرون والجولاني
في ١٥ يونيو، نشر مقاتلون وشرعيون مهاجرون بياناً عنوانه “شكر وتأييد” لهيئة تحرير الشام واعتبروا أنها تقيم شرع الله وترعى مصالح الناس. البيان وصف الموقعين بأنهم يمثلون “السواد الأعظم” من المهاجرين العرب والتركستان والأوزبك والطاجيك والقوقاز والأتراك والإيرانيين و”غيرهم” والحقيقة لم يبق هنا سوى الألبان والمالديف. البيان وجّه إلى “لزوم الجماعة ونبذ الفرقة.”
في ردود الفعل: مؤيدو الهيئة ردوا بأن “المهاجرين منا ونحن منهم”
المعارضون ردّوا: “يأتون بقادة وشرعيين في الهيئة يشكرون الهيئة … لمحاولة تحسين صورتها بعد الصدمات الأخيرة وكأن ملف المهاجرين لعبة حتى يستخدمه الجولاني متى يشاء”
آخرون استذكروا كلام الفرغلي (وهو أحد الموقعين وشرعي هيئة تحرير الشام) عن تحكيم الشريعة وتساءلوا: “لا ندري أين تحكيم الشريعة هل في إدخال الدوريات الروسية ام في تسليم المحرر لتركيا ام في عدم تفعيل الحسبة والنهي عن المنكرات؟”
آخرون على روكيت تشات وصفوا البيان بأنه “الوداع قبل هجرة العودة” على اعتبار أن المهاجرين خُدعوا بالهيئة.
الأوزبكي
بعد يومين من هذا البيان وفي ١٧ يونيو، اعتقلت هيئة تحرير الشام القيادي السابق فيها أبي صلاح الأوزبكي ومعه أبو يحيى الجزائري وهو أيضاً من الشخصيات المعارضة للجولاني والمطلوبة لديه.
الأوزبكي انشق عن الهيئة وهو اليوم جزء من أنصار الدين المنضوية في غرفة عمليات فاثبتوا بقيادة حراس الدين التي أعلن عنها الأسبوع الماضي؛ وكان من مكوناتها لواء المقاتلين الأنصار بقيادة أبو مالك التلي الشامي الذي انشق أيضاً عن الهيئة قبل شهرين تقريباً.
بيان صادر عن أنصار الدين دعا الهيئة إلى عقد لجنة شرعية تنظر في المسألة.
ويبدو أن المسألة تتعلق باتهام الأوزبكي بالاحتطاب أي السرقة منذ عام ونصف العام يقال إنه خضع للمحاكمة وبُتّ في الأمر.
في سبتمبر ٢٠١٩ نشر حساب مزمجر الثورة المعارض أن أمنيي الهيئة استدعوا الأوزبكي لكنه ذهب إلى الجولاني وبرأه فيما عوقب مساعد الأوزبكي بالسجن والتعذيب.
في مايو الماضي، نشر مزمجر أن الأوزبكي انشق عن الهيئة ومعه أربعون مقاتلاً، ومطلع الشهر، اقتحم الأمنيون بنك شام التابع للجولاني وأخذوا أكثر من ٦٠ ألف دولار من حساب الأوزبكي.
هذا الأسبوع، نشر مزمجر أن اعتقال الأوزبكي “بوابة” لغيره وأنّ نائب الجولاني، أبا أحمد حدود، أمر برصد تحركات أبي مالك التلي؛ فيما قال مظهر لويس، شرعي الهيئة، “من يريد ترك الهيئة عليه أن يجلس في بيته.”
حسابات أخرى معارضة للجولاني مثل “شبل العقيدة” قالوا إن الهيئة آثرت الصمت على فساد الأوزبكي مقابل بقائه في الجماعة “وهذا أحد أكبر وجوه الفساد المنظم الذي ترتكبه جماعة بأكملها.”
المحامي عصام الخطيب، الذي عمل قاضياً ومحققاً مع هيئة تحرير الشام قبل أن ينشق عنهم، قال إن “الجولاني عمل ملفات للكوادر يهددهم بها كي لا ينشق أحد عنه وطالما أن الشخص يعمل معه فهو سيدنا وابن سيدنا فإذا انشق فهو شرنا وابن شرنا وعليه ملفات قضائية.”
حسابات مؤيدة للهيئة ردّت على “حجة الانشقاق” فقالوا: “شققت أنت وغيرك قبله الصف ولم تعتقلوا ولم تلاحقوا، بل وأنفقت عليكم الهيئة.”
أنصار داعش تساءلوا: “هل اعتقال الأوزبكي هو … رسالة غير مباشرة لمن يرفض مشروعهم … بأنهم لا زالوا قادرين على التضيق عليه بالاعتقال أو القتل وانهم تعمدوا أن يكون كبش الفدا غير سوري لتقليل من أي تقارير سلبية عليهم من الإعلام وكذلك لتحقيق نظرة إيجابية عنهم من الغرب.”
القاعدة في إفريقيا
مساء ١٨ يونيو، بثت مؤسسة الأندلس الجناح الإعلامية للقاعدة في المغرب الإسلامي كلمة صوتية بعنوان: “رَبِحَ البَيْعُ أبَا مُصْعَب” قرأها أبو عبدالإله أحمد المسؤول الإعلامي في التنظيم، يؤكد فيها قتل أبي مصعب دروكدال زعيم التنظيم في غارة فرنسية شمال مالي في ٣ يونيو الجاري.
أهم ما جاء في الكلمة هو أن أبا عبدالإله لم يسمّ خلفاً لدروكدال.
وليست المرة الأولى التي يظهر فيها أبو عبدالإله على الإعلام فقد كان سابقاً رئيس اللجنة السياسية والخارجية في التنظيم.
استهداف النازحين
في الصفحة ٨ من صحيفة النبأ تقرير طويل بعنوان “ولاية غرب إفريقية: غزوة منغونو … حفظاً لعقيدة المسلمين” عن هجوم نفذه مقاتلو داعش ضد مخيم للنازحين قالوا إن فيه منظمات دولية تحرّض على الرذيلة. ودعوا النازحين البائسين إلى العودة إلى أماكن سكنهم التي تشكل ساحة حرب لداعش.
حملة ضد المقدسي
هجوم متبادل بين داعش وأبي محمد المقدسي منظر القاعدة.
المقدسي علّق على جزء من مقال الأسبوع الماضي في النبأ الذي تحدث عن استهداف القاعدة لمقاتلي داعش. في هذا الجزء، يقول داعش إن بعض قيادات القاعدة يقيمون في مدينتي “تنزاواتين” و “تيمياوين” جنوب الجزائر.
يقول المقدسي إنه بعد “وشاية” النبأ بتحركات “المجاهدين” قام الجيش الجزائري بتطويق تنزاواتين وتنفيذ حملة مداهمات.
أنصار داعش ردّوا بأن المحليين أنفسهم يتهمون السلطات بتأجيج الموقف وأن السياج ليس جديداً وإنما أقيم بسبب التهريب وليس بسبب وجود “حاضنة” شعبية للقاعدة هناك.
التكفير
تنتهي اليوم المناظرة حول العذر بالجهل بين فريقين يمثلان تيار الحازمي في داعش المتشدد وتيار البنعلي الأقل تشدداً. يتحدث باسم الأول أبو سلمان الصومالي وباسم الثاني أبو عبد الله السوداني.
كان يفترض أن تنتهي المناظرة الأحد ١٤ يونيو لكنها لا تزال مستمرة. تُنشر البيانات والجج على قناة خاصة على التلغرام. ومع استمرارها نشر أبو محمد المقدسي عن فهمه للعذر بالجهل ونشر آخرون.
المسألة تتعلق ببساطة بشروط إطلاق الكفر على المسلم. فهل إن جهل مسلمٌ أمراً وأتى بسبب جهله بشرك، فهل يُكفّر أم يُعذر لأنه جاهل؟
في الأسبوع المقبل إن شاء الله ننظر في نتائج المناظرة وردود الفعل عليها.
داعش البنعلي
نشرت مؤسسة التراث العلمي التي تضمّ تيار البنعلي المنشق عن داعش مقالاً لـ ابن جبير بعنوان “إني بريء منهم وإنهم مني براء”
ويتحدث فيها عن كيف خُدعوا بالبغدادي و”بطانة السوء التي كانت تأمره بالشر وتحضه عليه … “حتى أصبح المظلوم بلا ناصر والظالم بلا رادع وبخاصة إن كان من أكابر القوم؛” وكيف انتهى بهم الأمر جماعة تكفّر المسلمين “بالمظنة، وتقتل بالشبهة.”
إقامة الحدود
نشر أبو قتادة الفلسطيني وهو من منظري القاعدة، وإن كان هذه الأيام أقرب إلى هيئة تحرير الشام، نشر عن مسألة إقامة الحدود أنه لا تجوز إقامتها قبل تعزيز الحكم. فلا حدّ سرقة قبل أخذ الزكاة من الأغنياء وردها على الفقراء “حتى يكفي الناس” وهكذا.
أنصار داعش استنكروا المنشور ووصفوه بأنه “آخر الإبداعات”
إقامة الحدود مسألة مهمة عند داعش ويدلّلون بها لإثبات السلطان. يتفاخرون أنهم ما أن يحلّوا في مكان حتى يقيموا الحدود ويأخذون على القاعدة في اليمن وإفريقيا أنهم لا يقيمون الحدود.
الاعتزال الكبير
صدر العدد ٢٣٩ من صحيفة داعش الأسبوعية، النبأ، بافتتاحية عنوانها “جواسيس يقودون الحرب على الدولة الإسلامية”
خلاصة المقال هي أن قيادة القاعدة في شبه جزيرة العرب كانت تحرّض أعضاءها على قتال داعش ومن يتشدد في ذلك كان ينال مراتب عليا في التنظيم؛ وأن التحالف كان “يغربل” هؤلاء فمن يتوقف عن قتال داعش كان يُقتل إما بالقصف أو بالاتهام بالجاسوسية.
والحقيقة المشكلة في هذا الطرح هو أن بعض أسماء المتهمين بالتجسس في القائمة التي نشرها داعش نفسه كانوا يوصفون بأنهم شديدين في قتال داعش. فهل فتئت عزيمتهم لاحقاً؟
أنصار داعش الذين كشفوا أول مرة عن مسألة الانعزال الكبير، نشروا هذا الأسبوع قصة صالح العامري وقالوا إن قيادة القاعدة اتهمته بالجاسوسية، فإن أراد أن تزال التهمة عليه أن ينفذ هجوماً انتحارياً في داعش. ومرة أخرى المشكلة هي أن جماعة المتظلمين ذكروا أن ممّن صدرت فيهم أوامر اعتقال لم يعلموا بها أصلاً لأنهم كانوا في المعركة وقتلوا هناك.
ومرة أخرى نشرت نفس المجموعة يوم ٢٠ يونيو تحت عنوان “متابعات” قائمة بأبرز “الجواسيس” الذين قادوا الحرب على داعش وقالت إنهم جميعاً كان لهم دور في محاربة داعش والتحريض عليها إعلامياً وعسكرياً.