أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غيث حدادين)
حذر تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، يوم الجمعة، من مغبة تنامي التيارات المتشددة في فرنسا، داعياً الدولة إلى التحرك لأجل مواجهة التطرف.
أوليفير غيتا، المدير العام لمؤسسة غلوبال سترات، أكد في حديث لأخبار الآن أن تلك الخطوة مهمة للغاية، وتعتبر خطوة أولى يجب استكمالها بخطوات أكبر.
ما رأيك بالتقرير وما يميزه؟
أحد اقتراحات التقرير ركّز بالأساس على حظر أي قيادات لجماعات الإخوان المسلمين في فرنسا، وذلك يشمل من يسافر إلى فرنسا، مثل يوسف القرضاوي، حيث لن يكون مسموحاً له بالسفر إليها، وكذلك القادة الآخرين المقيمين فيها، إنه تغيير كبير مقارنة بأي دولة أوروبية أخرى، وهي خطوة مهمة لمكافحة الإخوان حول العالم.
هل هو فصل جديد أو مواجهة جديدة مع التيارات المتشددة، والتي ربما تقتدي إلى عزل هذا التيار؟
نعم، ما يجب فهمه هو، إن التوجه الرسمي من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي والإشارة بوضوح إلى هذا التنظيم خطر. وهذه أول مرة تحدث، لكن يجب ان يتبعها خطوات أخرى من الحكومة. ويجب أن نتذكر أن المجلس كتب التقرير ثم على الحكومة دراسته وبعد ذلك تقرر بمفردها ما إذا كانت تريد تنفيذ هذه الاقتراحات أو تنفيذ جزء أقل منها أو أكثر ممن اقترحه المجلس.
وعين رئيس وزراء جديد لفرنسا هذا الأسبوع ووزير داخلية جديد كذلك هو جيرالد دارمانان، وهو حفيد جندي جزائري، حارب مع الفرنسيين ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وهو مدافع شرس عن العلمانية وسيحارب المجموعات المتشددة مثل الإخوان أكثر من أي وزير سابق آخر.
ما أهم اقتراح جاء في هذا التقرير؟
أهم اقتراح هو منع قيادات الإخوان من المجيء إلى فرنسا، أو الإقامة على الأراضي الفرنسية، مهم جداً.
هل ستتخلى رموز الخطاب المتشدد عن أدوارها بسهولة؟
الجماعات المتشددة مثل الإخوان كانوا ناجحين في الماضي بشكل كبير في أوروبا، لأنهم تظاهروا باحترام القانون لكنهم يعملون بهدوء خلف الكواليس، ولديهم الخطاب المزدوج الموجود لدى الإسلاميين، لذلك أمام الحكومة يتظاهرون بالتزام الدستور الفرنسي، لكن خلف الكواليس يحاولون تقويض الدولة الفرنسية، وتقسيم المجتمع، ووضع المجتمع المسلم خارج المجتمع الفرنسي.
ولذلك أعتقد أن الإخوان وجماعات أخرى، سيحاولون البقاء صامتين في الوقت الراهن، لكن مع مواصلة أجندتهم الخطرة.
هل هذا يعني أننا قد نشهد ما يسمى بالنشاط السري لتلك الجماعات؟
نعم، فقوة تنظيم الإخوان حول العالم تأتي من كونه مجتمعاً سرياً وهذه من أهم النقاط التي برزت في التقرير. هناك على الأقل 600 منظمة في فرنسا مرتبطة بالإخوان لكن من الصعب للغاية للسلطات الفرنسية منعهم، لأنهم لا يعترفون أنهم من تنظيم الإخوان رغم أن أجنداتهم كلها متطابقة مع أجندة الاخوان.
أحد التوصيات ترى أنه يجب على كل جمعية ترغب بالاستفادة من دعم الدولة، أن توقع على ميثاق تتعهد فيه باحترام قيم الجمهورية الفرنسية؟
نعم طبعاً، فتنظيم الإخوان في فرنسا، يدعو نفسه (اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا)، وهي منظمة رائدة، ويدّعون قدر الإمكان أنهم جزء من المجتمع ويحترمون القوانين، لذلك لن يكون لديهم مشكلة في التوقيع على أي ميثاق كان، لأنهم سيستمرون في الكواليس بمتابعة ما يفعلون من تقويض وتقسيم للمجتمع على أساس طائفي.
هل المقترحات التي جاءت في التقرير ستحسن الوضع في فرنسا، أم ستزيده سوءاً؟
إنها تدابير إيجابية للغاية، وتحدث للمرة الأولى في الغرب، فالسلطات والحكومة والبرلمان يقرون بوضوح أن تنظيم الإخوان منظمة خطرة للغاية، وفي الحالة الفرنسية هناك اتجاه إلى منع القادة بدلاً من منع المنظمة ككل لكنها خطوةٌ عظيمة.
والتوصيات الجديدة لن تزيد الوضع سوءاً بل تقول بوضوح للإخوان أننا نعرف ما تخططون له، ونحن لسنا ساذجين، والاستمرار بما تفعلون إلى ما لانهاية غير ممكن. لكن نحتاج إلى خطوات أكبر من الحكومة.
مصدر الصورة: GETTY IMAGES
إقرأ أيضاً