أخبار الآن | بيروت – لبنان (خاص)

في بلدة قرنايل اللبنانية كلّ شيء مقفل هنا، حركة سير خفيفة، وكذلك حركة المارة تغيب عن شوارع البلدة، التي عادة ما تضج بالحياة. تلك هي الصورة، الهدوء يخيّم على كلّ مفاصل الحياة في البلدة، التي تشكل محطة ربط بين عدد من البلدات المحيطة.

دخلنا هذه البلدة ونحن نلتفت يمنةً ويسرةً، ننظر إلى الشرفات علّنا نجد أحداً نسأل عن حال الأهالي في ظلّ تفشي كورونا، إلاّ أنّ الجميع يلتزم إجراءات العزل، لكن هنا، تبقى للخروقات مساحة ولو حذرة، كون الأهالي ما اعتادوا إغلاقَ أبوابهم أمام زائريهم في اي ظرف من الظروف. أكملنا سيرنا في البلدة، إلى أن وصلنا منزل المختار أبو مازن فوجدناه وزوجته، يرحبان بضيوفهما.

تقول أم مازن لـ”أخبار الآن” إنّها تلتزم منزلها، “لا منروح ولا منجي”، وتضيف: “أحياناً المختار يضطر للخروج من المنزل لكنّه يأخذ احتياطاته، يضع الكمامة ويرتيد القفازات. وتوضح أم مازن إنّها لا تخشى من استقبال الزائرين فيما الذين يأتي يأخذ الإحتياطات الكاملة، ونحن أجرينا فحوصات الـPCR وأتت النتيجة سلبية، فأهلاً وسهلاً”. وردّاً على سؤال عمّا إذا كان الزائر مصاب من دون أن يعرف، تقول: “بيكون نصيبنا هيك، بس من شباط ألغينا كلّ النشاطات، حتى في المآتم نقدم العزاء عبر  الهاتف”.

أمّا المختار من جهته، فقال: “كلّنا اهل وقرايب، والناس لبعضها حتى كورونا لأننا نعرف أنّ البلدة نظيفة من الفيروس، لكن هناك إصابتان، شخص أتى من الخارج وشقيقه في المنزل، وعدد الفحوصات التي أجريت تقريباً أكثر من مئتي فحص”، موضحاً أنّ الجميع يأخذ الإحتياطات. واضاف أن الضيف لديهم مكروم وفق العادات.

رضوان الأعور، أحد أبناء البلدة، يقول إنّ “العادات هذه لا يمكن تغييرها، فعليك أن تدعو الجميع وتستضيفه، فالأمر لم يتغيّر حتى في ظل انتشار فيروس كورونا، لكن مع تفادي بعض الأشخاص المشتبعه بإصابتهم”.

البلدية تتخذ الإجراءات المناسبة منعاً لتفشي الوباء، دوريات وتدابير تنفذها العناصر التابعة لها والتي تجول في الشوارع في إطار مراقبة مدى التقيّد بالإجراءات حرصاً على السلامة العامة. وفي هذا السياق، يقول أسامة الأعور، عضو المجلس البلدية في بلدة قرنايل، إنّ “البلدية أتخذت الإجراءات اللازمة، وقد تجاوب الأهالي مع توصياتها، ونحن نقوم بإغلاق المحال، والجميع يلتزم المنازل، إضافة إلى فرض منع التجوّل”. وأشار الأعور إلى أنّ “فيروس كورونا دخل إلى هذه البلدة كما أيّ بلدة أخرى، وهي أزمة ستمر، والألفة ما زالت تظلل الناس هنا رغم كلّ الظروف”، موضحاً أنّ الأفراح في البلدة باتت تقتصر على أمور بسيطة وكذلك المآتم، وأيضاً في ما يخص الزيارات يتم اختصارها مع مراعاة كذلك مسألة التباعد الإجتماعي”.

أعداد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان تتزايد بشكل لافت، إذ فاقت الثلاثة آلاف حالة، فيما برز مؤخراً الحديث عن التفشّي المجتمعي. وعلى أهمية التمسك بالعادات اللبنانية في المجتمع، ومنها كرم الضيافة وحسن الإستقبال، يبقى الحذر والإحتياط واجبين، حتى لا تتحول نعمة المحبة والضيافة إلى نقمة، قد تولّد لعنة تبقى مفاعليها سارية مدى الحياة.

إقرأ أيضا:

لبنان يدخل المرحلة الرابعة في مواجهة كورونا