أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)
يشهد مزاد العملة في العراق وشركات الصرافة سحباً كبيراً على شراء الدولار كلما مرت إيران بأزمة اقتصادية أو فُرض حصار دولي عليها، مستغلة بذلك ظروف العراق ونفوذها فيه لتهريب الدولار منه.
قالت مصادر حكومية عراقية لـ”أخبار الآن”، إن “إيران عملت خلال الـ12 سنة الماضية على سحب العملة الصعبة من العراق بطرق متعددة لتجاوز الحصار والعقوبات الدولية التي فرضت وتُفرض عليها”.
ووفقاً للمصادر، فإن “إيران تتجاوز الأزمات الاقتصادية من خلال استغلال نفوذها في العراق وإخراج العملة الصعبة منه بطرق متعددة، منها عمليات بيع وهمية”.
وأضافت، أن “هناك مئات الملايين من الدولارات سُحبت من الأسواق العراقية خلال العامين الماضيين ولم تعد إليه”، مبينة أن “شركات إنشاءات ومقاولات وشركات سياحة وسفر أبرز واجهات إيران لسحب الدولار العراقي”.
وأشارت إلى أن “المصارف التي تحمل عناوين (إسلامية) وتُدار من قبل شخصيات مستقلة لكن أعضاء مجلس إدارتها من أحزاب وميليشيات موالية لإيران، هي أحد أبرز أطراف تهريب العملة العراقية إلى إيران، والحكومة العراقية لديها علم بذلك، خاصة وأن بعض هذه المصارف لديها زبائن بالعشرات فقط”.
وبين فترة وأخرى تُعلن إيران عن تصدير مواد يُسميها الخبراء بـ”غير الضرورية” إلى العراق، مثل (الورود – النبق – أسماك الزينة – الدراجات الهوائية – لعب الأطفال).
وفي التاسع والعشرين من تموز/يوليو الماضي، أعلن المتحدث باسم مصلحة الجمارك الإيرانية، روح الله لطيفي، عن تصدير أكثر من 1543 طنا من الورود إلى العراق بقيمة 2.389 مليون دولار، خلال ثلاثة أشهر فقط.
وقالت مصادر عراقية لـ”أخبار الآن”، إن “أغلب ما يتم الإعلان عنه من قبل إيران على أنه صُدر إلى العراق، في الحقيقة هي إعلانات وهمية تستند على فواتير وهمية يتم تسهيل إصدارها من إيران”.
وأضافت، أن “عملية سحب العملة الصعبة من العراق إلى إيران تتم عبر فواتير وهمية وغير صحيحة بمساعدة أحزاب وفصائل مسلحة من الداخل، وتُركز في هذه العملية على شراء المواد القابلة للتلف بسرعة حتى لا تُطالب بها بعد فترة من قبل أي جهة رقابية”.
وتشرح المصادر لـ”أخبار الآن” عملية سحب العملة، حيث أشارت إلى أن “مزاد العملة اليومي في العراق تُسيطر عليه ميليشيات وأحزاب موالية لإيران، ويبيع المزاد يومياً عشرات ملايين الدولارات، أغلبها تذهب إلى إيران”.
ويتفق النائب العراقي محمد الدراجي مع مصادر “أخبار الآن”، حيث قال في تصريحات سابقة، إن “نافذة بيع العملة باعت في يوم واحد 207 مليون دولار، وإذا استمر هذا الوضع معناه 53 مليار دولار بالسنة”.
وتتحدث المصادر الرقابية لـ”أخبار الآن”، عن “وجود مؤسسات رسمية عراقية متورطة بعملية تهريب العملة إلى إيران، وتُدار تلك المؤسسات من قبل شخصيات تُعينهم الأحزاب الموالية لطهران، وليس هذا فحسب، بل تقوم تلك الأطراف بتأسيس مصارف أهلية تقوم بعمليات التحويل عن طريق البنك المركزي العراقي”.
ولم تكن هذه الأساليب هي الوحيدة التي تستخدمها إيران لسحب العملة الصعبة من العراق، بل عيّن تُجار إيرانيون مرتبطون بالحرس الثوري الإيراني، شخصيات عراقية تستبدل التومان الإيراني بالدينار العراقي، ومن ثم تشتري بالدينار الدولار.
ووفقاً للمصادر، فإن “عملية إيصال الدولارات إلى إيران تتم من خلال التهريب عبر المنافذ الحدودية غير الرسمية والتي تسيطرعليها ميليشيات موالية لإيران، أو من خلال عمليات شراء غير حقيقية وبوصولات وهمية، فتجد أن أموالاً خرجت من العراق دون أن تدخله أي بضاعة”.
قال مصدر أمني عراقي لـ”خبار الآن”، إن “الكثير عمليات القبض التي نقوم بها على عصابات تزوير العملة، تكون لديها ارتباطات بإيران، فهناك تطبع العملة المحلية العراقية التي أغرقت السوق مقابل إخراج الدولار الأمريكي”.