في مشهد بات مألوفا وليس بجديد على التنظيمات الإرهابية وطبيعة العلاقات فيما بينها رغم اتفاقاتها السرية وخلافاتها الظاهرة، يعود فرع تنظيم القاعدة في اليمن الى استهداف ميليشيات الحوثي بعد توقف استمر أكثر من خمسة أشهر بسبب اتفاقهما الاخير.
وتعقيبا على حقيقة استئناف تنظيم القاعدة لهجماته ضد ميليشيات الحوثي في وسط اليمن، قال الخبير العسكري اليمني الدكتور يحيى ابو حاتم خلال اتصال هاتفي أجرته “أخبار الآن”:
المعلومات المتناقلة عن تلك الهجمات وبحسب رأيه الشخصي “غير حقيقية” وذلك بسبب عدم توفر معطيات دقيقة تؤكد ذلك.
وارجع الخبير العسكري يحيى ابو حاتم سبب عدم الاعتماد على المعلومات الواردة بخصوص هذا الشأن لاسباب عدة، منها ما يخدم العلاقة السرية بين القاعدة وميليشيات الحوثي خصوصا بعد تزايد الحديث عن التوافق فيما بينهما الامر الذي دفعهما لاختلاق مثل تلك القصة لاظهار العداء وتفنيد ما يتم تناقله.
وعلى صعيد اخر متعلق بشأن عدم الاعتماد على المعلومات المستقاة بخصوص الموضوع ذاته، عزا الخبير ابو حاتم ذلك الامر لاسباب عدة منها:
- خوف الصحافيين من التصفية والاعتقال والتعذيب.
- انتماء الصحافيين.
- التضليل الاعلامي.
وأوضح الخبير العسكري يحيى ابو حاتم ان تنظيم القاعدة وميليشيات الحوثي ورغم الاختلافات الايديولوجية الظاهرة بينهما، الا انهما على توافق كامل فيما يتعلق بزعزعة امن واستقرار اليمن والانقلاب على الشرعية اليمنية، معززا ما قاله بان كلا الطرفين يعملان وفق استراتيجية واحدة تمليها عليهما ايران.
واكد الدكتور اليمني المتخصص في الشأن الايراني، أن ايران تقف وراء تنظيم القاعدة، وهو اول تنظيم إرهابي يظهر في اليمن، وهي ايضا وراء انشاء وظهور ما يعرف بمليشيات الحوثي، وذلك من اجل تنفيذ مخططاتها واستمرار تدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
واشار ابو حاتم الى ان الاحداث التي تجري في اليمن على صعيد التنظيمات والميليشيات الارهابية معقدة جدا، اذ يظهر للمتابع ان العديد من المناطق تعاقبت التنظيمات باحتلالها من دون خسائر تذكر، مدللا على ذلك بما شهدته بعض المناطق والمدن مثل ذمار وصنعاء وريمة.
وفي سياق متصل، كانت “أخبار الان” قد نشرت تقريرا عن العلاقة بين القاعدة ومليشيات الحوثي في الثامن عشر من تموز (يوليو) الماضي والذي حمل عنوان ” هل عقدت قاعدة اليمن اتفاقاً سريّاً مع الحوثيين؟“، والذي سلط من خلاله الضوء على المعلومات المتعلقة بذلك الشأن خصوصا ما اظهره فيديو “فرسان الملاحم” الذي أصدرته قاعدة اليمن في ديسمبر ٢٠١٩ الذي أظهر هجوماً واحداً فقط ضد الحوثيين مقابل هجمات متعددة ضد جماعات أخرى، وهذا أمر مهم إذ يُظهر أن قاعدة اليمن تزيّف مزاعمها بأنها تحمي أنصارها من العدوان الحوثي.
ويتأكد للمتابع بانه ليس هناك دلالات كثيرة على وجود مواجهة واسعة بين قاعدة اليمن والحوثيين المدعومين إيرانياً، بالعكس، انعدام المواجهة يشير إلى بروز ترتيب معيّن بين عدويّ الشرعية في اليمن بحيث يترك أحدهما الآخر في حال سبيله.