أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري)
أكثر من أربع ساعات انتظر أنصار الجماعات الجهادية في غرف المحادثة على التلغرام والواتساب حتى حان موعد بث كلمة صوتية للمتحدث باسم داعش، أبي حمزة المهاجر القرشي.
وبدأت التوقعات عن موضوع الكلمة التي تأتي قبل أسبوع تماماً من الذكرى الأولى لقتل أبي بكر البغدادي “خليفة” التنظيم المزعوم. في ٢٦ أكتوبر من العام الماضي ٢٠١٩، نفذت القوات الأمريكية إنزالاً في قرية باريشا شمال غرب إدلب قتل على إثره البغدادي الذي كان مختبئاً عند رجل قيل إنه من حراس الدين. وبعد هذا بساعات قُتل “وزير إعلامه” أبو الحسن المهاجر، وهو سعودي الجنسية، في عملية شاركت فيها قوات سوريا الديمقراطية.
فهل سيظهر “الخليفة” المزعوم الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الذي أعلن عن توليه “الخلافة” في ٣١ أكتوبر ٢٠١٩؟ مضى عام ولم يصدر شيئ عن الرجل. وثمة “استحقاقات” ومسائل يحب داعش أن يتناولها اليوم تتعلق بحال التنظيم من إفريقيا حيث يواجه انحساراً بسبب جماعات القاعدة، إلى اليمن، وخراسان. ناهيك عن الاغتيالات التي طالت قادة من الصف الأول مثل والي العراق معتز نومان الجبوري.
ونعم، داعش يحب أن يتحدث عن هذه الأمور. فإعلامه أقوى بكثير من إعلام القاعدة ومؤسسة السحاب المنسلخة تماماً عن الواقع و”المتأخرة” في بياناتها ورد فعلها فلم يعد الأنصار أو المراقبون يقيمون وزناً لما يصدر عن السحاب.
لكن داعش مسألة مختلفة حقيقة.
هذه الكلمة التي قرأها القرشي اليوم هي الرابعة له منذ تولى منصب المتحدث باسم التنظيم في ٣١ أكتوبر ٢٠١٩. الأولى في أكتوبر ٢٠١٩، تعلّقت بتأكيد قتل البغدادي وتعيين الهاشمي؛ والثانية في يناير ٢٠٢٠ تعلّقت بتحديد “عنوان” المرحلة بقتال اليهود و”استخدام الأسلحة الكيماوية” ضدهم؛ والثالثة في مايو ٢٠٢٠ تحدثت عن “أمور عظيمة” ستحدث وتغير مسار التاريخ، وعن الاقتتال مع القاعدة في غرب إفريقيا.
في هذه الكلمة الرابعة لم يأتِ بجديد. فماذا قال؟
أمضى نصف ألـ ٣٢ دقيقة، بأن انهال بأبشع العبارات على “العلماء” الذين يفتون ضد داعش، من دون أن يذكر أسماء أو مواقف. ثم دعا أنصار التنظيم إلى ارتكاب عنفٍ أكثر وأشمل مكرراً ما قاله سابقاً عن أحداث ستقع وتقلب المقاييس.
تطرق إلى الخليفة الجديد مرتين، وذكر اسمه مرة واحدة فقط وذلك في معرض قوله إن هذا الهاشمي قبل “بيعات” أنصار التنظيم الجدد! وتحدث مطولاً عن مهاجمة السجون ودعا إلى تكرار تجربة جلال أباد شرق أفغانستان.
وعندما وزّع التحايا على أفرع التنظيم، وكان واضحاً إقراره بأن فرع التنظيم في اليمن مأزوم؛ وهذا أمر معروف باعتراف داعش في صحيفته الأسبوعية النبأ قبل شهرين تقريباً نتيجة هزيمة التنظيم في قيفة.
داعش لم يأتِ بجديد. لم يتحدث عن “الخليفة” الجديد أو القديم؛ واجترّ رسائله.