إرهاب إيران
يُحاكم الدبلوماسي المدعو أسد الله أسدي الجمعة في بلجيكا بتهمة التخطيط لمحاولة تفجير تجمّع لمعارضين إيرانيّين قرب باريس في صيف العام 2018، في قضيّة أثارت توتّرات دبلوماسيّة بين فرنسا وإيران.
في حديث مع أخبار الآن، قال الصحفي والمختص في الشأن الإيراني، موسى الشريفي أن أسدي ليس هو الوحيد الذي يدخل في عمليات إرهابية وتخطيط لقمع المعارضة وتفجير مقر المقاومة الوطنية الإيرانية في باريس، واصفاً أنه ومنذ بداية الثمانينات، يعد السلك الدبلوماسي الإيراني واجهة لقمع الحكومة الإيرانية للمعارضة.
كما قال أنه في عام 1979 بني النظام الإيراني على أساس الإرهاب تجاه كل من يعارضه، وفي حديثه عن إذا ما كانت الأعمال الإرهابية التي تحدث في أوروبا لها علاقة بالنظام الإيراني، أجاب الشريفي أن النظام الإيراني يعد “الأب الأساسي لكل المنظمات الإرهابية”.
كما أكد الشريفي أن الأوروبيين غضوا الطرف كثيراً عن النظام الإيراني، لمصالح اقتصادية وغيرها، ولكن هذه القضية أصبحت مكشوفة تماماً بالأدلة والحقائق، وبالتالي هذا ما دفع القضاء الأوروبي لاتخاذ خطوة تجاه النظام الإيراني.
ويدفع الكثير من الدبلوماسيين الغربيين الحكومات الأوروبية إلى رسم معالم علاقة أكثر تشددا مع النظام الإيراني من خلال اتباع مسار العزلة الدبلوماسية عبر إغلاق السفارات الإيرانية في العواصم الغربية أو مقاطعتها بسبب إصرارها على قمع المعارضين في الخارج واستهدافهم بالقتل بهدف كتم أصواتهم، وهو خيار يرى البعض أنه حتمي باعتباره أحد الآليات الدولية لمواجهة الإرهاب العابر للحدود.
من هو أسدالله أسدي؟
يعمل الأسدي لدى MOIS، المخابرات الإيرانية التي تعمل داخل وخارج البلاد. وتظهر وزارة الداخلية في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية ويُنسب إليها هجمات على أهداف غربية في العراق، حيث كان متمركزًا قبل تعيينه في فيينا.
وتوصلت المخابرات البلجيكية إلى إستنتاج مفاده أن إيران حاولت إستهداف المعارضة الإيرانية من خلال حمل الإيرانيين الذين يعيشون في بلجيكا، على شن هجوم بالقنابل في تجمع حضره 15 ألف معارض بالقرب من باريس.
ستبدأ محاكمة أسد الله أسدي ومواطنيه الثلاثة يوم الجمعة 27 نوفمبر، في المحكمة الجنائية في بانتورب البلجيكية.
وكشفت المعلومات أن المحكمة تتهم أسد الله أسدي، وأمير سعدوي، ونسيمة نعامي، وميهرداد عارفاني بمحاولة القتل والإرهاب مع سبق الإصرار، مضيفة أن المتهمين الأربعة يعملون منذ سنوات على اختراق صفوف المعارضة الإيرانية.
كما نقلت أن المخطط الإرهابي كان استهدف تجمع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في نهاية يونيو عام 2018، حيث زار أسد الله أسدي ومحمد رضا زاريج، مكان تجمع المعارضة قبل عام على انعقاده.
تورط أسدي
الحكاية بدأت حين كان أسد الله أسدي المعروف على أنه “العقل المدبر” للاعتداءات، دبلوماسيا معتمدا في السفارة الإيرانية في فيينا، وقتها أوقف في ألمانيا وسلم لبلجيكا في أكتوبر 2018 ليبقى هناك سجيناً.
وذكرت مصادر قضائية في بلجيكا قبل أيام، أن دبلوماسيا إيرانيا يشتبه في تورطه في مخطط لتنفيذ اعتداء على معارضين لطهران في فرنسا في 2018، سيحاكم مع ثلاثة أشخاص آخرين أمام محكمة انفير في بلجيكا اعتبارا من 27 نوفمبر.
وخلصت المخابرات البلجيكية في تقريرها إلى أن الأفراد الثلاثة عملوا بالتنسيق لشن هجوم على المعارضة الإيرانية. لم يكن هذا عملاً من قبل أفراد ، بل عملية بأمر من طهران.
يشكل التقرير لائحة اتهام ملتهبة لإيران التي تقف الآن متهمة بالتخطيط لهجوم بالقنابل على قاعة تضم 15000 من معارضي نظام طهران. إذا نجحت ، فقد تكون تداعيات الهجوم هائلة. وكان من بين الحاضرين عشرات الشخصيات الدولية البارزة ، بما في ذلك المحامي الشخصي للرئيس ترامب ، رودي جولياني ، والمرشحة للرئاسة الكولومبية إنغريد بيتانكورت ، بالإضافة إلى زعيم جزائري سابق.
محاكمة أسدي
ستبدأ محاكمة أسدي الجمعة، وستكون فرصة أمام الادعاء البلجيكي لمحاسبته مع بقية المشاركين له عن الأنشطة التي كان من الممكن أن تضر بالمئات من دعاة الديمقراطية في الشرق الأوسط.
وقال أليخو فيدال كوادراس نائب سابق لرئيس البرلمان الأوروبي والرئيس الحالي لمنظمة اللجنة الدولية للبحث عن العدالة غير الحكومية ومقرها بروكسل، في تقرير نشرته مجلة “موديرن دبلوماسي” أن الفرصة سانحة اليوم للقوى الغربية لإعادة النظر العام تجاه النظام الذي يمكّن ويدعم بنشاط مثل هذه المؤامرات الإرهابية.
ولكن كوادراس يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أنه يكاد يجزم أن المحاكمة فرصة حقيقية للقوى الدولية من أجل وضع حد لأعمال إيران التخريبية من خلال التجسس على الدول ودعم العمليات الإرهابية فوق أراضيها.
وأثبتت تحقيقات أجهزة الاستخبارات الأوروبية بكل من برلين وباريس وبروكسل، أن أسدي، المستشار الثالث للسفارة الإيرانية في فيينا، هو المسؤول عن محطة وزارة المخابرات الإيرانية في فيينا وأنه شغل هذا المنصب منذ يونيو 2014 وقام بتنسيق أنشطة جميع محطات المخابرات الإيرانية في أوروبا، قبل أن يتم اعتقاله في ألمانيا، في أغسطس 2018.
وتتعلق المحاكمة بمحاولة تفجير تجمع دولي ينظمه ائتلاف جماعات وشخصيات معارضة إيرانية، وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سنويا بالقرب من باريس. وكان من الممكن أن تشمل الأضرار الجانبية لمؤامرة يونيو 2018 بسهولة أي عدد من الشخصيات البارزة التي سافرت لحضور الحدث من جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى.