أربع سنوات على هجوم داعش على قلعة الكرك
يستذكر الأردنيون حادث قلعة الكرك التي تقع في جنوب الأردن، بعد مرور أربع سنوات على الأحداث التي شهدت تحصن أفراد من تنظيم داعش الإرهابي في القلعة، واحتجزوا رهائن، وقتلوا 10 أشخاص منهم 7 من رجال الأمن وسائحة كندية ومواطنين من المدينة الجنوبية.
حينها، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم المتطرف الذي نفذه مجموعة أشخاص تشبعوا بفكر التنظيم، قتلت قوات الأمن الأردنية اثنين منهم في عملية استخباراتية نوعية، وصادرت أسلحتهم الرشاشة وقنابل يدوية استخدموها في الهجوم المجرم.
اقتحام القلعة
وكانت بدأت العملية الإرهابية، من بلدة القطرانة التي تقع على الطريق الصحراوي الممتد من العاصمة الأردنية عمان باتجاه محافظة الكرك؛ بعد ان أبلغ مواطن الأجهزة الأمنية عن تسرب روائح بارود من منزل يستأجره شبان.
وفوراً تحركت الأجهزة الأمنية الأردنية إلى المكان، قبل أن يبادرهم أفراد الخلية الإرهابية بعملية إطلاق نار أدت إلى إصابة بعض أفراد القوة الأمنية، ثم قاموا بسرقة مركبة تعود لمواطن والتوجه نحو محافظة الكرك.
ومما أثار ريبة سكان المحافظة، التي يربو عدد سكانها على نحو 350 ألف شخص، أن الإرهابيين كانوا ملثمين ويحملون بنادق كلاشينكوف وذخيرة حية؛ ثم حاولوا اقتحام المركز الأمني المحاذي لقلعة الكرك، للتحصن فيه.
ولما عجزوا عن اقتحام المركز الأمني بعد إطلاق النار باتجاه الأمن العام الأردني لاذوا بالفرار وتحصنوا داخل القلعة، وأطلقوا النار من القلعة باتجاه المدنيين الأبرياء، بشكل عشوائي.
وألحق إطلاق الرصاص جروحا وإصابات بـ 34 مواطنا من المدينة، قبل أن تقرر قوة أمنية بقيادة العقيد سائد المعايطة، الذي ينتمي إلى ذات المحافظة، بعملية اقتحام للقلعة، بعد استدعائه من مكان عمله في العاصمة الأردنية عمان، وقتل على يد التنظيم الإرهابي على إثرها.
وكانت محكمة أمن الدولة في الأردن، حكمت بالإعدام على اثنين من المدانين في قضية هجوم الكرَك الذي قد وقع في نهاية عام 2016 خلّف من خلاله عشرة قتلى تبناه تنظيم داعش.
وحكم رئيس محكمة أمن الدولة في جلسة علنية على الأخوين خالد المجالي وحمزة المجالي بـ”الإعدام شنقا حتى الموت”.
البطل سائد
وقال د. صفوان المعايطة، شقيق الضابط سائد، الذي استشهد على يد التنظيم الإرهابي وسمي بـ “أسد القلعة” إن “شقيقه الشهيد سائد اتخذ بعد وصوله إلى مكان تحصن التنظيم الإرهابي قراراً باقتحام القلعة”.
وأضاف لـ “أخبار الآن” : “بقينا على اتصال معه لكن بعد فترة فقدنا الاتصال بالشهيد سائد، وتواردت أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مقتله على يد الجماعة الإرهابية، قبل أن يتم إبلاغنا باستشهاده بشكل رسمي من قبل قائد قوات الدرك”.
استهداف مباشر
من جهته، قال المحلل السياسي د. زيد النوايسة لـ “أخبار الآن” إن “الأردن استهدف أكثر من مرة من قبل التنظيمات الإرهابية، ومنها جيش محمد وتنظيمات داعش والنصرة”.
وتابع النوايسة: “بعد أحداث 11 سبتمبر دخل الأردن في دائرة الاستهداف المباشر لهذه التنظيمات المتطرفة”، مشيراً إلى أن “التنظيمات الإرهابية تلقت ضربات موجعة أضعفتها”.
وتابع أن “قوة الأردنيين في مواجهة الإرهاب تتمثل في كونهم يلتفون نحو أجهزتهم الأمنية ويرفضون التطرف والإرهاب وكل ما لا يمثل الإسلام”.
وكان الأردن تعرض اكثر من مرة لعمليات استهداف إرهابية ومنها؛ أحداث تفجير 3 فنادق في العاصمة الأردنية عمان أدت إلى مقتل 60 شخصاً وإصابة نحو 200 آخرين، فضلا عن إفشال عملية إرهابية في إربد استشهد على إثرها الضابط الأردني راشد الزيود، وكذلك حادثة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي بعد سقوط طائرته التي كانت ضمن التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
كما تعرض الأردن إلى عمليات أخرى توصف بعمليات “الذئاب المنفردة”، ومنها ما أدى إلى مقتل 5 من أفراد المخابرات العامة أثناء عملهم في مكتب بمنطقة البقعة أحد أحياء محافظة البلقاء وسط الأردن.
وتختص محكمة أمن الدولة الأردنية العسكرية بنظر القضايا الإرهابية والتي تصل العقوبة المقررة من قبلها في بعض القضايا إلى الإعدام شنقاً حتى الموت.
ونفذ الأردن العديد من أحكام الإعدام بحق إرهابيين على رأسهم الإرهابية ساجدة الريشاوي التي ساهمت في تنفيذ عملية تفجير فنادق في العاصمة الأردنية عمان، والإرهابي زياد الكربولي الذي اعتقلته المخابرات الأردنية في عملية نفذتها داخل الأراضي العراقية، بعد قتله سائقاً أردنياً.
وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة الأردني فضيل نزال الخلايلة الملقب بـ “أبي مصعب الزرقاوي”، الذي ينتمي إلى محافظة الزرقاء المحاذية للعاصمة الأردنية عمان، مسؤوليته عن العديد من العمليات الإرهابية التي حاول التنظيم تنفيذها على الأرض الأردنية لكنها باءت بالفشل.