أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٣ إلى ٩ يناير ٢٠٢١. في العناوين:
– بعد غياب ٨ أشهر، قاعدة اليمن يستكمل سلسلة “تأملات” التي سجلها باطرفي قبل رمضان الماضي
– أحرار الشام تتجاوز أزمة أخرى بحلّ توافقي يخرج باشا وصوفان من الصورة
– تشكيل جديد في إدلب مهمته اقتناص أمنيي هيئة تحرير الشام
– إندونيسيا تطلق سراح أبي بكر باعشير المتورط بهجمات بالي ٢٠٠٢
وضيفنا هذا الأسبوع الأستاذ هشام النجار، الكاتب والباحث المصري صاحب كتاب “كيف تحاور متطرفاً”. نسأله عن أبي بكر باعشير الزعيم السابق للجماعة الإسلامية في إندونيسيا المتورطة في هجمات بالي ٢٠٠٢.
باطرفي غائباً
يوم الجمعة ٨ يناير، بثت مؤسسة الملاحم الجناح الإعلامية لأنصار الشريعة، القاعدة في اليمن، تسجيلاً جديداً لأمير التنظيم خالد باطرفي. ومثل معظم إصدارات القاعدة، الفيديو منسلخ عن الواقع. هو الدرس السابع عشر من سلسلة دروس “تأملات في سورتي الحجرات والنور”. السلسلة بدأت بمقدمة في ٢٤ أبريل٢٠٢٠ مع بداية شهر رمضان المبارك واستمرت على مدى ١٦ درساً كان آخرها في ١٣ مايو. قبل ذلك بيوم واحد، أصدر التنظيم بيان ” “ولا تكن للخائنين خصيما” الذي يرد على اتهامات ما صار يُعرف بجماعة النهديين. في ذلك الأسبوع، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي قتل عبدالله المالكي، بوصفه قائداً بارزاً في التنظيم ونقطة الوصل مع منفذ هجوم بنساكولا فلوريدا في ديسمبر ٢٠١٩. لماذا ينشر التنظيم هذا الفيديو الآن بعد ثمانية أشهر؟ قد لا يتجاوز الأمر قراراً فردياً بأن تضخ قنوات القاعدة الإعلامية أكبر كمية من الفيديوهات والبيانات منافسة إعلام داعش المركزي والمنتظم. لاحظتُ هذا في الشهر أو الشهرين الأخيرين. وأعتقد أن لحساب وكالة ثبات، ووريث القسام دوراً كبيراً في هذا الضخ. وكأنها محاولة للتصحيح. فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونرى إصداراً من القنوات الرئيسة التابعة لقاعدة الصومال، أو اليمن أو غرب إفريقيا، ناهيك عن إصدارات القاعدة في شبه القارة الهندية وإن كانت بالأوردية. وفي الأسبوع الأخير هذا، كان واضحاً “التناغم” بين هذه القنوات. وهو تناغم نادر. مرة أخرى، إعلام القاعدة منسلخ عن الواقع: يجترّ ما لديه من مرئيات أو صوتيات ويعرضها بمناسبة وبغير مناسبة. وأوضح انسلاخ يظهر في “سحاب” القيادة المركزية. بالرغم من ذلك، ما أن صدر بيان القاعدة المركزية في ٣ يناير بعنوان “إن عدتم عدنا” الموقع بتاريخ نوفمبر ٢٠٢٠ والذي تناول أحداثاً من أكتوبر الماضي، قام إعلام القاعدة في اليمن وغرب إفريقيا بتأكيد ما جاء في البيان وكأنهم يريدون تصحيح خطأ التوقيت. ولنتذكر سلسلة “معاً إلى الله” التي يقدمها الظواهري زعيم القاعدة. بُثت الحلقة الأولى في ٢٩ ديسمبر ٢٠١٩، ولا تزال السحاب تنشر حلقاتها أو الترجمة الإنجليزية لحلقة سابقة وكل هذا حتى يظل الرجل “موجوداً.” في الفترة الأخيرة، شاعت أنباء عن أن الرجل تُوفي في أكتوبر ٢٠٢٠. وآخرون يقولون إنه على الأرجح ممنوع من الظهور الإعلامي بموجب اتفاقية طالبان مع أمريكاً، أو ربما بحكم مرضه الشديد. المهم أن الرجل غائب. فهل باطرفي غائب أيضاً؟ هل هو مشغول بانشقاق في صفوف التنظيم بعد “تفاهمات” ربما توصل إليها الرجل مع فاعلين آخرين على الساحة اليمنية؟ لا شيئاً أكيداً.
أحرار الشام
حل توافقي ينهي الانقسام في أحرار الشام الذي بدأ في أكتوبر الماضي. مجلس قيادة الجماعة قرر تعيين عامر الشيخ أبي عبيدة درعا قائداً عاماً خلفاً لـ جابر علي باشا. مهامه: الإشراف على تشكيل مجلس قيادة جديد؛ وتولي قيادة القسم العسكري خلفاً لأبي المنذر الذي مثّل مع حسن صوفان أحد طرفي الانقسام في مواجهة باشا ونائبه أبي العز أريحا. وبهذا، يخرج حسن صوفان وجابر علي باشا من الصورة. الرجلان كتبا مرحبين بالقائد الجديد. بحسب السيرة الذاتية التي نشرها موقع الجماعة، عامر الشيخ من مواليد دمشق ١٩٨٥؛ سجنه النظام في ٢٠٠٤ لمدة سبع سنوات وفي السجن التقى معظم قيادات ومؤسسي الجماعة؛ فكان من مؤسسي كتائب أحرار الشام في دمشق وريفها. قاد قطاع درعا وعُين قائداً لقطاع غصن الزيتون في نوفمبر ٢٠١٩ وحتى تاريخه.
متابعة الحراس
لا جديد في واقعة تبني تنظيم حراس الدين هجوم تل السمن في الرقة، باستثناء أن حساب رد عدوان البغاة استرجع من الأرشيف صوتية لأبي يحيى الجزائري، الذي فُصل من الحراس في ٢٠١٩ بعد خلاف مع كبار التنظيم: العريدي وأبي همام الشامي. في الصوتية: نصائح في الأعمال ضد الروس والتركيز على ضرب قواعدهم. لم يتضح تاريخ الصوتية.
الدفاع عن الحراس
يتابع حساب رد عدوان البغاة نشر وثائق مسربة من داخل المكتب الأمني في هيئة تحرير الشام تثبت تورط أمنيين وقياديين في جرائم سرقة (احتطاب) وابتزاز. مما نشره الحساب هذا الأسبوع وثيقة قال إنها تثبت توريط الهيئة لحراس الدين في قضايا احتطاب: مجموعة من الهيئة سرقوا مركبة واتهموا الحراس بذلك. نذكر أن مقدمات الانقضاض الأخير على الحراس في عرب سعيد كان بسبب ما قالت الهيئة إنه احتطاب الحراس وأنصارهم في إشارة إلى أبي عمر منهج.
جماعة عبدالله بن أنيس
على مدى الأشهر القليلة الماضية، وقعت هجمات ضد أمنيي هيئة تحرير الشام لكن أحداً لم يتبناها. يوم الجمعة ٨ يناير تعرض حاجز برج النِمرة في إدلب إلى هجوم قُتل فيه أمنيان. الجديد أن جماعة باسم عبدالله بن أُنيس تبنت الهجوم وأصدرت بيانها الأول الذي قالت فيه: إن الهجوم “نصرة للمسلمين والمستضعفين.” لم يذكر البيان هيئة تحرير الشام صراحة لكن في جملة واحدة فقط ذكروا لفظ الهيئة التي “حاربت من أراد الجهاد وطرد المحتلين” و”صالت على دماء المجاهدين،” ووصفتها بـ “الجماعة المرتدة.”
في ردود الفعل، حساب مزمجر الثورة السورية المعارض للهيئة فرح طبعاً بالهجوم. لكن حسابات القاعدة التقليدية لم تنقل الخبر. مع هذا، منتدى نصرة أهل الحق الذي يضم في أغلبه مناصرين للقاعدة، تناقلوا الخبر واختلفوا في توصيفه. أحدهم اعتبر أن هذه الجماعة “جماعة تشليح وخارجية عوادية” نسبة إلى البغدادي ابن عواد؛ مستنداً في ذلك إلى أنه لا يحكم “بالردة” على جماعة الهيئة إلا داعشي. وبهذا، ميز أنصار القاعدة بين عناصر الأمن وقيادة الهيئة ممثلة بالجولاني، محرّضين على قتل الجولاني. حساب واحد على الأقل أشار إلى فتوى المقدسي حول الانتساب إلى أمن الهيئة في أكتوبر ٢٠٢٠. وقال إن المقدسي كفّر الهيئة. وهذه من المسائل التي لا يزال أنصار القاعدة مضطربين بشأنها. المقدسي لم يكفر الهيئة. قال وقتها إن الهيئة أتت ناقضاً من نواقض الإسلام وهذا لا يعني تكفيراً. ونذكر أنه قبل أن يغلق المقدسي حسابه، أشار إلى ما قلناه في حلقة سابقة.
مانداباي
نشرت مؤسسة الكتائب، الجناح الإعلامي التابعة لجماعة شباب الصومالية، فيديو يشمل كلمة صوتية لأمير التنظيم أبي عبيدة أحمد عمر بمناسبة مرور عام على هجمة مانداباي ضد القوات الأمريكية. عمر قال إن هجوم مانداباي كان الرابع ضمن سلسلة ما يُسمى “القدس لن تُهوّد” التي أطلقها التنظيم في يناير ٢٠١٩. شمل الإصدار صوراً لمنفذي الهجوم. واحتفى أنصار القاعدة بهؤلاء خاصة من ناحية أنهم ينتمون إلى “بلاد شتى” ولهذا بُعد عقائدي مهم. فهم يريدون تأكيدَ أن عناصر القاعدة في الصومال يتجاوزون الجغرافيا التي صنعها “المحتل” بعكس داعش. لنتذكر فيديو داعش “معذرة إلى ربكم” الصادر منتصف ديسمبر الذي حاولوا فيه تفنيد الاتهامات بأنهم في الصومال عصبيون قبليون.
القاعدة إفريقيا
نشرت مؤسسة الزلاقة الجناح الإعلامي لنصرة الإسلام والمسلمين بزعامة إياد غالي بيانين رقم ١٦٢ و ١٦٣ حول هجمات ضد القوات الفرنسية في مالي. من البيان رقم ١٦٢، التقط أنصار داعش جملة: “إن جهادنا هو لحماية المستضعفين أيا كان دينهم.” حساب مبين/رائد المناصر لداعش قال: “”لم يبقى للقاعدة في مالي إلا أن تعلن عن نيتها ’حماية حقوق الأقليات‘ في مناطقها!” بالنسبة لداعش وغيرهم من القاعدة حقيقة، لا اعتراف بالأديان والإثنيات. ولنذكر جدلية العلاقة بين طالبان وشيعة الهزارة مثلاً. ولنذكر أيضاً أن من أهم العوامل التي تحسم الصراع بين داعش والقاعدة في غرب إفريقيا هي تقبل الحاضنة الشعبية: تعبير يكرهه الدواعش، ويستغله القاعديون إلى أن يتمكنوا.
باعشير
أطلقت السلطات الإندونيسية يوم الجمعة ٨ يناير سراح أبي بكر باعشير، الزعيم السابق للجماعة الإسلامية المتورطة في هجمات بالي ٢٠٠٢ التي قتل فيها مئتان وشخصان. في ٢٠٠٨، انفصل باعشير عن الجماعة الإسلامية وأسس جماعة أنصار التوحيد. وساهم هذا في تخفيف الأحكام عليه. في ٢٠١١، بُرّئ من الضلوع في هجمات بالي، لكن حُكم بالسجن ١٥ عاماً لدعمه الإرهاب. أمضى في السجن عشرة أعوام فقط.