إيرانيون يشككون بلقاح ضدّ كورونا صُنع في بلادهم.. ما السبب وراء ذلك؟
وسط انتشار فيروس كورونا حول العالم ومع بروز لقاحات عديدة “موثوق بها” من قبل الجهات الصحيّة العالمية، ظهر على الساحة “لقاح إيراني الصّنع” بشكل مفاجئ.
في الواقع، فإن الأمر “سيريالي” بشكل كبير، لا سيما أنه ما من تفاصيل واضحة معروفة عمّا يسمى بـ”اللقاح الإيراني ضدّ كورونا”، كما أنه ما من معطيات دقيقة تؤكد أنه فعال ضد الفيروس.
وفعلياً، فإن الشكوك حول هذا اللقاح كثيرة، أما الأسئلة الأكبر فهي تتعلق بالبيانات والخصائص التي استند الإيرانيون إليها لصناعة اللقاح، في حال سلّمنا جدلاً أن طهران بادرت إلى هذه الخطوة.
ومن دون أي شك، وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، فإن العديد من مراكز الأبحاث التي كانت تعمل على لقاحات “كورونا” كانت عرضة لهجمات سيبرانية هدفها سرقة البيانات الخاصة بها، وقد تكون إيران وراء العديد من تلك الهجمات لتطوير لقاح. وفي حال حصل ذلك فعلاً، يمكن تسمية اللقاح الإيراني باسم “اللقاح المسروق ضدّ كورونا”.
لا ثقة باللقاح الإيراني
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت السلطات الصحية الإيرانية أنه سيتم توزيع اللقاح الإيراني الصنع في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2021. وفي هذا الإطار، كان لـ”أخبار الآن” جولة في طهران حيث التقى بالعديد من الأشخاص الذي أبدوا شكوكاً كبيرة بهذا اللقاح، وكان هناك انقسام بين مؤيد لأخذ هذا اللقاح وبين معارض لذلك.
ويقول أحد الأشخاص لـ”أخبار الآن“: “إذا كنا لا نزال على قيد الحياة بحلول موعد توزيع اللقاح، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي وعدد اللقاحات الموزعة، فسوف أفكر في الأمر حينها، أي أنني سأفكر بأخذ هذا اللقاح”.
بدوره، يقول شخص آخر: “سآخذ الجرعة، لأنني أعتقد أنها لا شيء. يمكن أن يكون اللقاح ماء مقطراً، فنحنُ صنعنا لقاحاً بسرعة كبيرة، وأنا متأكد من أنه لا يوجد شيء فيه. لذلك، ليس لدي أي مخاوف وسآخذه”.
كذلك، يقول أحد الأشخاص أنه “بما أن هذا اللقاح إيراني، فسوف يأخذه”، في حين يقول آخر أنه “يرفض أخذه بشكل كامل”. ومع هذا، يقول مواطن ثانٍ: “أقبل بالتأكيد اللقاح الإيراني على اللقاح الروسي”.
في المقابل، يؤكد أحد الأشخاص أنه “لا يثق باللقاح الإيراني”، ويقول: “الثقة الموجودة بالطب الأجنبي والغربي لا يمكن العثور عليها في الطب الإيراني. الأمر لا يعني أن علماء بلادنا سيئون أو أي شيء آخر، ولكن أثناء تعرضنا للعقوبات، فإنه لم يكن لديهم المعدات المناسبة لانتاج لقاح موثوق لنا، وبالتالي فإننا نثق أكثر باللقاحات الأجنبية”.
وفي وقتٍ سابق، قالت مينو محرز، عضو اللجنة الوطنية الإيرانية لمكافحة فيروس كورونا أنّ “اللقاح موثوق للغاية ولكن في حالة حدوث شيء ما، سيدفع التأمين الدية”. وتعليقاً على هذا الكلام، قال أحد الأشخاص: “أعتقد أنه من الأفضل أن تأخذ اللقاح بنفسها أولاً، وبعد أن تحصل على الدية، يمكن إخبار الآخرين بأخذ اللقاح”.
بدوره، يقول رجل آخر: “حسناً.. سيدفع التأمين الدية؟ لم يعوضوا النقابات حتى الآن، ما هي الدية التي يتحدثون عنها؟ لم يعوضوا حتى الآن لعائلات قتلى تحطم الطائرة الأوكرانية. لا أعرف كيف يخططون لدفع الدية. أعتقد بشكل عام أنه لا يوجد لقاح”.
ويضيف: “ماذا يعني قولهم أنه إذا حدث شيء فسوف ندفع الدية؟ هذا يعني أن شيئاً ما سيحدث بالتأكيد وأنهم توقعوا دفع الدية مقابل ذلك. هذا النوع من التصريحات خاطئ ويثير الشكوك. إذا لم تكن هناك مشكلة فلماذا يذكرون دفع الدية؟ إذا كانوا متأكدين تماماً، فلن يقولوا أبداً سيدفع التأمين الدية”.
وحالياً، فإن الحكومة الإيرانية تشتري لقاح “سبوتنيك” الروسي، بينما تحظر استيراد اللقاحات الأمريكية والأوروبية. وعن هذا الأمر، يقول أحد المواطنين لـ”أخبار الآن“: “حسناً، كانت هناك شائعات تقول إن المسؤولين أخذوا اللقاح الأوروبي قبل حظر الواردات، وبمجرد حقنهم ، قاموا بحظر الاستيراد وعمدوا إلى استقدام اللقاح الروسي للناس. إذا كانت اللقاحات الأوروبية سيئة، فلماذا ستكون غير مناسبة لنا في الوقت الذي تلقى فيه المسؤولون تلقى اللقاحات بأنفسهم؟”.
بدوره، يقول رجل آخر: “بصراحة، ما سمعته هو أن المسؤولين يستخدمون لقاحات أوروبية وأمريكية لأنفسهم. لكن بالنسبة للمجتمع، فهم يستوردون اللقاحات الروسية. إذا لم تكن هناك مشكلة مع اللقاح الروسي، فلماذا لا يستخدمونه بأنفسهم؟ هذا أيضاً يجعل المرء يشك”.
ويردف: “يقولون إنه لا ينبغي استيراد لقاح فايزر ، ولكن لماذا يتم استيراد اللقاح الروسي؟ لا أدري ما الفرق؟ أعتقد أنه يجب أيضاً استيراد اللقاح الأوروبي، وكلما تم تطعيم الناس بشكل أسرع ضد هذا المرض، كان ذلك أفضل. لكن الأمر هو أن المسؤولين هم من يتخذون القرارات”.