مظاهر خجولة لعيد النوروز في إيران
يمر عيد النوروز هذا العام حزيناً على الإيرانيين، إذ يمتزج بمرارة الفقر الذي يعيشونه وتفشي جائحة كورونا.
في كل مكان تعيش طهران على إيقاع زحمة السير الخانقة التي يسببها إقبال سكانها على المتاجر استعداداً للاحتفال بالعيد، لكن هذا العام تغيب الفرحة ومظاهر الاحتفال عن الإيرانيين بسبب ضيق الحالة الاقتصادية، و لا يخفي العديد من الإيرانيين بعض المرارة جراء الظروف القاهرة التي يمرون بها.
يأسف الإيرانيون كثيراً لأنهم لن يستطيعوا هذا العام شراء العديد من حاجياتهم الأساسية لهذا العيد.
إيران.. نوروز تحت وطأة أزمة كورونا
الزيارات نفسها ستكون محدودة بسبب جائحة كورونا، حيث سيحيي الإيرانيون هذا التقليد، كل في منزله، إذ يأتي العيد هذا العام مع وطأة الأزمة الصحية الناشئة.
التراجع الكبير في قيمة العملة المحلية (الريال)، تسبب بتضخم كبير وارتفاع هائل في الأسعار، وهذا بدوره انعكس على القدرة الشرائية للمواطنين.
رغم المآسي التي يعشيها الإيرانيون بسبب سوء الخطط الاقتصادية لحكوماتهم المتعاقبة إلا أنهم يأملون بأن يشموا عطر نوروز والحياة بشكل لائق بعيداً عن ظلم واضطهاد النظام الإيراني لهم.
وتحدثت سيدة إيرانية لأخبار الآن عن الصعوبات التي تواجهها خلال عيد النوروز لهذا العام، ولذلك قررت أنها وعائلتها البقاء في المنزل.
وأضافت “لقد طلبت أيضاً من أولادي إلغاء جميع التجمعات والبقاء في المنزل، فهذا أفضل لنا جميعاً”.
كما تحدث رجل إيراني وهو يرتدي الكمامة لأخبار الآن عن غياب الخطط الحكومية للحد من انتشار فيروس كورونا خلال العام الماضي، “لذلك ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا، والسؤال هل لدى الحكومة أي خطط هذا العام؟”.
ويجيب عن سؤاله بنفسه قائلا ” الحكومة ليس لديها أي خطط لأي شيء على الإطلاق، لا من أجل فيروس كورونا ولا من أجل معيشة الناس. لو كانت لديهم خطط، فلن يكون الناس في مثل هذه الحالة موجودين”.
وفي إطار الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الإيراني، تقول سيدة أخرى وهي ترتدي الكمامة لأخبار الآن ” دخلي 2.4 مليون تومان ومكافأة 1.5 مليون تومان. ما الذي سأفعله لأحفادي، ماذا يمكنني أن أشتري لهم، لقد مر عام لم أشتر فيه اللحوم.. هل يمكنك أن تصدق ذلك؟ لم أشتري حتى كيلو من اللحم. سعر الدجاج مرتفع أيضًا ، والأرز أيضاً و زيت الطهي سعرة مرتفع. ماذا علينا أن نفعل؟. لدي ابن مصاب بالسرطان. لدي ابن آخر عاطل عن العمل ولا أجرؤ على إرساله للعمل خوفًا من أن يجعلوه يومًا ما بائسًا ويعيدونه إلى المنزل”.
وأضافت” أولئك الذين لديهم المال سيشترون. وأولئك الذين ليس لديهم نقود مثلي ، ننظر فقط. لا نستطيع شراء حتى أبسط الأمور ولو كانت لوح صغير من الشوكولاته.. أليست هذه القسوة؟ أي نوع من الحكومة هذه؟”.
وانخفضت القوة الشرائية بشكل ملحوظ، بحسب رجل إيراني قابلته أخبار الآن، مضيفا “أصبحت طاولة الناس أصغر بكثير. انخفضت القوة الشرائية بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي. لا يستطيع معظم الناس حتى شراء الأشياء الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار. كل الناس تحت الضغط”.