تكبد تنظيم داعش الإرهابي خسائر فادحة على مدار الاعوام الخمسة الماضية خصوصا في مناطق شرق سوريا وتلك المتاخمة للحدود العراقية، لكن خسارته لأخر معاقله الباغوز منذ عامين، كان بمثابة السقوط الأخير الذي أكدته الكثير من الأحداث على صعيد التنظيم داخليا خاصة عند مقتل زعيم داعش السابق أبو بكر البغدادي أواخر تشرين الأول (اكتوبر) العام 2019.
وكشف تراجع تنظيم داعش الإرهابي في أهم المناطق التي كان يحتلها مشكلات تنظيمية وخلافات لا يمكن إنكارها على مستوى القيادات، والتي كانت جميعها سببا تشتت التنظيم واعتماده على أساليب جديدة في تنفيذ هجماته زادت من خطورته، وذلك بالتنسيق بين مجموعات صغيرة أو تقتصر على عدة اشخاص لتنفيذ هجماته.
أساليب هجمات داعش الأخيرة تكشف خطر التنظيم
واظهرت الأساليب الفردية في تنفيذ الهجمات الإرهابية في الأونة الاخيرة وتحديدا في العراق وسوريا ودول الساحل الافريقي، أن خطر التنظيم لا يزال قائما والى حد ما هو لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات متعددة بمناطق عدة.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن خمسة ألاف و 795 هجوم إرهابي في 31 دولة، بمتوسط ثماني هجمات في اليوم، وفق ما ذكره محلل وخبير أمني متخصص في شؤون الجماعات الجهادية، يتخذ من اسم “مستر كيو” اسماً له، وذلك في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” والتي امتدت لعشرة تغريدات متصلة ببعضها البعض.
عدد هجمات داعش أسبوعيا منذ معركة الباغوز
وتبنى تنظيم داعش في 104 عددًا من مجلة “النبأ” الذراع الاعلامي للتنظيم، والتي نُشرت في الفترة ما بين أواخر أذار (مارس) العام 2019 والثامن عشر من الشهر الجاري 2021. وفق الباحث الذي اشار الى ان دراسته اشتملت على جمع البيانات ورصد الأهداف والأسلحة المستخدمة وغنائم الحرب وتحديد الموقع الجغرافي للتنظيم.
وتبنى تنظيم داعش أخيرا عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي الهجوم الذي استهدف قوات من الجيش المالي في شمال شرق مالي قبل عشرة أيام، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 جندياً.
داعش استمال جماعات ارهابية جديدة رغم خسائره
ورغم خسارة تنظيم داعش للكثير من الاراضي والمساحات التي كان يحتلها لكنه تمكن من استقطاب الكثير من الجماعات المسلحة الى صفوفه خاصة بعد خسارته “الباغوز”، وإعلانه عن ثلاثة أفرع جديدة له في كل من وسط أفريقيا والهند وباكستان.
ونفذ داعش الإرهابي ومن خلال 16 فرع يتبع له هجمات إرهابية عدة، تصدر فيها قائمة الاكثر تنفيذا فرعه في العراق لياتي فرعه في سوريا ثانيا، في حين كان الفرع الثالث والأكثر وضوحا خلال الاسابيع الاخيرة هو فرع وسط أفريقيا بعد ان شهدت نيجيريا هجمات ارهابية عدة استهدف الجهات الامنية وطالت المدنيين ايضا.
هجمات داعش عبر فروعه المختلفة حول العالم
وشهدت بلدان مثل العراق وسوريا وأفغانستان هجمات لتنظيم داعش استهدف فيها صحافيين واطباء واصحاب مهن في بعض القطاعات، وكان يبرر قتلهم بحجج واهية اهمها العمالة والتجسس، الا ان تلك الهجمات التي شهد العراق بعضا منها تعد اشارة واضحة على تجدد خطر التنظيم خاصة بعد مقتل شاب ووالدته العاصمة بغداد.
التنظيم المندحر يهول من حجم هجماته الأرهابية وأعداد ضحاياها
وسعى التنظيم الى المبالغة في عدد الضحايا التي تسفر عنها هجماته الإرهابية، ويبقى فرع العراق الاكثر نشاطا بين افرعه، لكن هجمات افرعه في كل من (نيجيريا وأفغانستان والنيجر وبوركينا فاسو ومالي وموزنبيق)، أسفرت أيضا عن وقوع الكثير من الضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين.
عدد هجمات داعش في كل دولة وأعداد الضحايا
وادعى تنظيم داعش الإرهابي أنه استخدم العبوات الناسفة على نطاق واسع، مقارنة باستخدامه للمدافع الرشاشة وبنادق القنص وقذائف الهاون والصواريخ، لكن فرعه في نيجيريا نفذ مؤخراً هجمتين بسيارتين مفخختين في أقل من شهر. وأظهر أيضا قدرته على تنفيذ هجمات واسعة النطاق في (العراق وسوريا ونيجيريا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وأفغانستان وسريلانكا)، رغم زعمه بان هجماته انخفضت بشكل عام.
تنوع استخدام داعش لأسلحة مختلفة في هجماته
وكان تنظيم داعش الإرهابي اعلن مسؤوليته عن عشرات الهجمات ضد النساء في سوريا وأفغانستان والعراق منذ كانون الأول (ديسمبر) 2020، مما يتضح بانه يتخذ اسلوب جديد ومثير للقلق من حيث الاتصالات. ومن المثير للاهتمام أيضا أن التنظيم تبنى هجمات إرهابية عدة ضد اشخاص يمارسون اعمال السحر والشعوذة.
ويحاول التنظيم من خلال الادعاءات الكاذبة بخصوص حجم هجماته الإرهابية وقدراته في تنفيذها، استمالة العناصر والمقاتلين واثبات تواجده باقل التكاليف الممكنة.
ويتضح من خلال جميع ما ذكرناه سابقا ان تنظيم داعش الإرهابي تبنى 5 ألاف و 795 هجوم إرهابي في 31 دولة، في حين كانت غالبية هجماته محدودة النطاق ولكنه لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات إرهابية خطيرة. والجدير بالذكر بان الاخبار المتناقلة عبر حسابات التنظيم على منصات التواصل الاجتماعي، تحولت للحديث عن الهجمات التي يتم تنفيذها ضد النساء.