شابة إيزيدية تتحدى الظلام وتشرق من جديد
يسود الهدوء مدينة سنوني صباح هذا اليوم المشمس الربيعي في قضاء سنجار غرب محافظة نينوى العراقية.
نحن هنا لنزور شابة عراقية إيزيدية، تلمع ابتسامتها المشرقة كلون شعرها والشمس، لتزيح عن وجه المدينة ظلمة، حملتها الأيام السابقة حين هجوم داعش على قضاء سنجار وهجر أهله ونكّل بهم حد الإبادة عام 2014.
هي شكرية آل دخيا، الشابة التي لم ترضَ لنفسها أن تقف حياتها عند حدود النزوح، فعملت، وفي نفس الوقت تابعت دراستها حتى نالت شهادة الصيدلة، لتعود بعد تحرير المدينة مع أحلامها التي تلونها ريشتها بخدمة الأهالي وأماني السلام.
شكرية.. استمدت القوة من دعم عائلتها وإرادةصلبة تحب الحياة
منذ عودتها إلى المدينة عام 2018، تعمل شكرية في مستشفى سنوني العام، بقسم الصيدلية، رافقناها إلى عملها التي تذهب إليه صباحاً، وهناك حكت لنا قصة إصرارها على إكمال تعليمها الثانوي ومن ثم دراسة الصيدلة، مستمدة القوة من دعم عائلتها وإرادة صلبة تحب الحياة.
بإصرارها واجتهادها، تغيرت حياة شكرية.. وهي تشجع الفتيات والنساء على أن يكون لهن مشروعهن الخاص مهما كان صغيراً، وفي منزلها، بعد عودتها من المستشفى والمساعدة في الأعباء المنزلية، تحمل ريشتها التي تهوى لتستثمر وقتها بين الألوان، فتشكلها رسائل تروي فيها قصص قومها وما مروا به، وتصبح ألوانها علاجاً لروحها.
على قارعة أحد طرقات مدينة سنوني، كرفان صغير عليه لافتة تقول: صيدلية شكرية، هذا هو مشروعها الصغير الذي بدأته شكرية بدعم من مجتمعها، ومن خلاله تخدم هذا المجتمع، وتقدم صورة لشابة عراقية ترسم حياتها بألوان شنغال وحبها للسلام.
حلقات جديدة من سلسلة من الظلمات الى النور ترقبوها كل احد العاشرة و النصف بتوقيت الإمارات.