قصر الملك غازي يمثل حقبة مهمة من تاريخ العراق
لم يتبقى للعائلة الملكية في العراق سوى بعض الآثار، من بينها قصر الملك غازي، فكل ما يتعلق بهذه العائلة قد عمدت الأنظمة السياسية المتعاقبة على تهديمه أو إزالته وإهمال ماتبقى.
والمتبقي الوحيد من حقبة حكم هذه العائلة هو قصر الملك غازي والذي يقع بين غابات من بساتين النخيل وعلى مقربة من أحد الانهار المتفرعة عن الفرات يقع قصر متواضع في منطقة صدر الدغارة بمحافظة الديوانية يبعد حوالي 200 كم عن مركز العاصمة بغداد.
القصر الصغير الذي يعود تشييده للعقد الثالث من القرن العشرين والذي تصل مساحة البساتين التابعة له حوالي ثمانية دونما لم يبن من أجل الاستجمام والصيد فحسب بل إضافة إلى ذلك كان الملك يلتقي فيه شيوخ الفرات الأوسط من اجل متابعة ما يلزم ومناقشة الوضع السياسي لما للعشائر من ثقل في العمل السياسي آنذاك.
إن الموقع الاستراتيجي للقصر والذي يتوسط مناطق الفرات الأوسط وبنائه على ضفاف النهر بين المساحات الخضراء عوض كثيرا بساطة تشييده، ويمكن الوصول للقصر من خلال النهر، أو القطار أو وسائل النقل الاخرى.
هذا القصر تعرض لإهمال كبير في الفترات السابقة، حيث استخدم مركزا طبيا، ثم مدرسة للمرحلة الاعدادية، الادهى من ذلك انه استخدم بعد ذلك مستودعا لوزارة الري للآليات التابعة للوزارة، بل استخدمه بعضهم مرتعا للحيوانات”.
وفي عام 2009 أجريت عملية ترميم للقصر بحيث بدى بهذه الحلة، ورغم أن الترميم لم يرتق بما يكفي لأهمية ذلك الأثر إلا إنه بدى أفضل بكثير مما كان عليه قبل الترميم.
يضم القصر ثلاث قاعات صغيرة وملحقات من ضمنها غرفا للحراس، مطبخا، واسطبلا للخيول ومتعلقات أخرى، قاعات القصر حاليا تحتوي على مقتنيات تعود للحقبة الملكية ومن بينها مقتنيات شخصية للملك غازي وصورا لهذه الملك وعائلته ولهذه الحقبة.
في باحة القصر وضعت مدافع تعود للحقبة العثمانية، وفي الباحة أيضا شيدت ثلاث تماثيل لملوك العراق الثلاثة، يضم القصر محتويات بسيطة تعود للحقبة الملكية.
القصر يعتبر معلما سياحيا تاريخيا في مدينة الديوانية 180 كم عن مركز العاصمة بغداد حيث تفوّج إليه رحلات مدرسية كثيرة على مدار العام وكذلك يزوره مواطنين .
الملك غازي ثاني ملوك العراق حكم البلاد للفترة من العام 1933 وحتى العام 1939، أما والده فهو الملك فيصل الأول بن الشريف الحسين الهاشمي أول ملوك العراق.