يمر لبنان بأزمة غير مسبوقة على المستويات كافة
بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها لبنان، أضطر الكثير من اللبنانيين الى تغيير مهنهم، كما فعل المواطن اللبناني محمد فتحي الذي دفعته الظروف الصعبة الى بيع عصير البرتقال على الطريق بعدما كان موظفا في مؤسسة اعلامية.
أضطر المواطن اللبناني محمد فتحي الى العمل بائعا لعصير البرتقال على الطريق بعدما كان يعمل في مؤسسة اعلامية..
ويقول فتحي لـ “أخبار الآن“: “كنت أعمل في مؤسسة اعلامية لمدة سبعة عشر عاما، لكن المؤسسة أقفلت وسرحت الموظفين، اما حاليا وفي بعض الأحيان يقول لي أصحابي ساخرين: كنت تفخر بأنك صحافي لكنك أصبحت “عصارة ليمون”.
وعما اذا كان الأمر يضايقه، يرى فتحي أن المسألة تمر لأن العمل ليس عيبا”.
ويضيف: “في الأسبوع الأول بعد صرفي من العمل، بدأت بعصر البرتقال على عربة لأنه لم يعد لدي مصدر رزق، الحمدلله.. الأمر ليس محرزا لكنني أؤمن نوعا ما الأكل، كما تركت منزلي بسبب الضائقة وسكنت وعائلتي في غرفتين على سطح منزل والدي، وكان هذا الأمر قاسيا علي، تخيل أنك موظف وتعمل بتقدير بينما الآن نصبح عرضة لوقف العمل بسبب منع الدولة البسطات في الاماكن العامة”.
ويتابع فتحي: “زوجتي منذ حوالي الشهر بدأت العمل في فرن وهي تعمل للمرة الأولى في حياتها، أولادي كانوا في مدرسة خاصة لكنني أضطررت لنقلهم الى مدرسة رسمية وهو ما انعكس سلبا على حياتهم ويوميا يبكون عند عودتهم الى المنزل”.
وأضاف: “منذ أيام كنت أنوي شراء كيلو دجاج لكنني صدمت بأن ثمنه أكثر من 45000 ليرة لبنانية فقررت عدم الشراء، وفي كل يوم أقصد سوق الخضار والفاكهة لأشتري صندوقين من البرتقال وأحيانا لا أتمكن من دفع ثمنهما فأضطر للدين، الآن أصبح سعر صندوقي البرتقال 50000 ليرة لبنانية ويضاف اليهما سعر الصندوقين فارغين وهو 14000، كذلك كيس القناني الفارغة بات 80000 ليرة لبنانية وفيه 80 قنينة بينما كنت أشتريه بـ 14000، أسعاري هي الأرخص في المنطقة اذ أبيع قنينة الليمون بـ7000 ليرة لبنانية في حين أنها تباع بين 10000 و12000 في المحال”.
ويختم فتحي قائلا: “لا قدر الله، قد اضطر للهروب عبر البحر كما يفعل البعض من السوريين الهاربين من الحرب، وقد أخاطر بحياتي لكن الموت بتقدير من الله.. أفضل من أن أموت مذلولا على محطة بنزين أو في فرن للخبز، كان اللبناني محترما جدا في الخارج لكن للأسف الدولة اللبنانية لا تحترم شعبها”.