أزمة سوريا.. نساء أرامل فقدن أزواجهن
- خلفت الحرب في سوريا نساء وحيدات
- نساء في ريف الحسكة بسوريا يقطنن في قرية وحدهن، حيث أنشأن مستشفى خاصاً بهن لمعالجة الأمراض من خلال الأعشاب والزيوت الطبيعية
- القرية الوحيدة والأولى في المنطقة وقد تكون الثانية عالمياً بعد القرية الكينية
لم تخلف الأزمة في سوريا دماراً فقط.. بل نساء أرامل فقدن أزواجهن.. إما في عشوائية الحرب السورية أو في المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهناك أيضاً من تعرضوا للعنف المنزلي وحالات الطلاق دون أن يعيلهن أحد، لتصبح هذه القرية الملجأ الوحيد لهن، وليتحولن إلى معيلات ومديرات لأنفسهن.
ريف الحسكة.. لا حاجة للسوق في هذه القرية النسائية
قد يكون غريباً بالنسبة لك.. ولكن بالفعل نساء القرية لا يحتجن لشيءٍ من الخارج، حيث يتم تحضير الخبز على اليد، الحليب من الغنم والخضار من بستان القرية.
ولم تكتف النساء هناك الى هذا الحد، فقد صنعن مشفى خاصاً بهن لمعالجة الأمراض من خلال الأعشاب والزيوت الطبيعية، وأيضاً صناعة الخيوط وبعض الملابس التي تمت حياكتها من الصوف، كما أنهن يقدمن الهدايا والتذكارات من خلال أعمالهن اليدوية وغالباً ما يعتمدن على نبات الهرمل في ذلك.
قرية لا مثيل لها في الشرق الأوسط
القرية الوحيدة والأولى في المنطقة وقد تكون الثانية عالمياً بعد القرية الكينية، والتي أسست للهدف ذاته. حالياً في قرية “جن وار”، وهو اسم مختصر باللغة الكردية، يسكنها ما يصل إلى الخمسين امرأة ولكلِّ منهن قصة ورواية. وتقع القرية في جنوب بلدة الدرباسية بريف الحسكة في سوريا.
السيدة عمشة والتي فقدت زوجها قبل سنوات في الحرب ضد تنظيم داعش قالت لـ”أخبار الآن“: إنها لم تعد تعرف ما بوسعها أن تفعل بعد رحيل زوجها، ولم يتحمل أحد مسؤولية أطفالها ولا حتى تقديم أي مساعدة مالية.
وأضافت عمشة، عند سماعها عن هذه القرية، استغربت حقيقة حول كيفية عيش النساء لوحدهن، و إمكانهن تدبر أمور حياتهن اليومية. ولكن اختلفت لديها النظرة الآن، حيث تمكنت من إعالة نفسها وأطفالها، ولديها رسالة إلى نساء العالم بأنه لديهن القدرة في فعل ما يريدنه وألا يعتمدن على الغير في كل شيء.
سوريا.. بيوت طينية من صنع اليد
بدأت هذه الفكرة من قبل نساء محليات وبدعم من ناشطات أوروبيات وأجانب، لتتلقى الدعم لاحقاً من الجهات الرسمية في الإدارة الذاتية بعد ذلك، والمختلف في الأمر بأن بيوت القرية صنعت فقط من الطين والحجارة، وعند سؤال مراسل أخبار الآن لناشطة ألمانية حول ذلك، أجابت أن الفكرة حول هذه البيوت الطينية هي بداية دعم لثقافة وتقاليد المنطقة وثانياً الصنع بيد النساء هو دليل على إمكانية المرأة في إنجاز ما تريده.
الناشطة “تكوشين” والتي تجاوزت مدة إقامتها السنتين في القرية قالت لـ”أخبار الآن“: “نحن نحاول دائماً أن نعتمد على الأمور البدائية والطاقة النظيفة، حيث نستخدم أيضاً ألواح الطاقة الشمسية في الحصول على الكهرباء والماء في القرية”.