كشف مقرر الأمم المتحدة المعني بملف ميانمار توم أندروز، في حديث لـ”أخبار الآن”، أنّ الوضع في ميانمار يستمر بالتدهور، وتتدهور الظروف المرتبطة بالأمن والسلامة والرعاية الطبية بكل الطرق الممكن تخيّلها وقياسها.
- مئات الإعتداءات ينفذها المجلس العسكري على دور الرعاية في ميانمار
- الأمم المتحدة تقول إنّ الأسرة الدولية خيّب آمال الشعب في ميانمار
- الطغمة الحاكمة ستواصل حملة الترهيب طالما تتلقى المال والسلاح
وتابع: تتدهور الحالة في ميانمار كثيراً، ونحن لدينا تقارير عن مقتل أكثر من 900 شخص، واعتقال ما يزيد على 6 آلاف. كما أنّ فيروس كورونا ينتشر بسرعة كبيرة، فيما يستمر الجيش الذي تديره الطغمة العسكرية، بشنّ هجمات على دور الرعاية الصحية والعاملين فيها.
وأضاف: لقد حصل 240 اعتداءً من هذا النوع منذ الأسبوع الماضي. لذلك يُعتبر الوضع مريعاً وكل من يحاول نشر الحقيقة يتعرّض للإعتداء والمحاكمة، فقد اعتُقل 93 صحافياً بجرم القيام بوظيفتهم. وبالتالي الوضع في غاية الصعوبة لكن شعب ميانمار يظهر شجاعةً وصلابةً والتزاماً استثنائيين من أجل الإطاحة بالطغمة العسكرية الحاكمة غير القانونية ومن أجل ضمان مستقبل أولادهم وأحفادهم كي لا يعيشوا تحت رحمة هذا النظام العسكري المروع.
وأعلن أندروز في حديثه لـ”أخبار الآن“، أنّ الأسرة الدولية تخيّب آمال الشعب في ميانمار. فقد صدرت قرارات ومواقف معبّرة عن القلق الشديد وقرارات شاجبة لبعض نشاطات الطغمة الحاكمة، كل هذه المواقف مرحّب بها بالطبع، إلّا أنّ شعب ميانمار يحتاج إلى خطوات ملموسة، ويحتاج أن يرى العالم يتحرك. فمثلاً هناك صندوق إنساني تابع للأمم المتحدة لم يموّل سوى 23% منه.
الأمم المتحدة: الأسرة الدولية تفشل بتنفيذ التزاماتها حيال شعب ميانمار اليائس
إنّ الأسرة الدولية تفشل في تنفيذ التزاماتها حتى لتقديم المساعدات الإنسانية لشعب ميانمار اليائس للغاية. كما أنّ النقطة المهمة الثانية تتجلى في ضرورة تحرّك الأسرة الدولية. هناك بعض الدول التي لا تريد التحرك بكلّ بساطة، ونحن نعلم أنّ القرارات الصادرة سابقاً عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثلاً، تبقى من دون تنفيذ لأنّ بعض الأعضاء في المجلس يرفضون التحرّك والضغط على الطغمة الحاكمة في ميانمار، ولكن من جهة أخرى هناك عدد كبير من الدول التي لديها النيّة في التحرك، لذلك من الضروري ألا تُمنع من التحرك بسبب حفنة من الدول التي ترفض ذلك.
ودعا أندروز إلى إنشاء تحالف للدول التي تنوي التحرّك من أجل إيقاف المداخيل الخاصة بالطغمة الحاكمة والضرورية لها لتستكمل سياسة الترهيب، وكذلك إيقاف مصادر الأسلحة واستخدام التكنولوجيا، والعمل معاً من أجل تعزيز المساعدات الإنسانية بشكل كبير، وبطريقة تمكّن من إيصالها إلى الشعب مباشرةً من دون المرور عبر الطغمة الحاكمة غير القانونية، ولنظهر لشعب ميانمار جهوداً منسّقة لكي تصبح عملية البروباغندا التي يقودها النظام، والمبنية على تخييب الآمال والتضليل والتي تظهر في خطاباته، ممنوعةٌ من أن تترسّخ وتزدهر كمثل ادّعائهم بأنّ الأمم المتحدة تعترف بهم، وهذا مناف للعقل وادّعائهم أيضاً الإيمان بتفاهم الخمس نقاط الذي خرج عن قمة آسيان بينما هم يدحضونه ويضعونه جانباً باعتباره مجرّد اقتراح.
توم أندروز: علينا قطع المداخيل التي تغدقها مصادر دولية على المجلس العسكري
وختم حديثه لـ”أخبار الآن“: هذا النظام يجب مواجهته بطريقة مؤثرة، وطالما تملك هذه الطغمة المداخيل والسلاح لمواصلة حملة الترهيب، لن تتوقف عنها، فالطغمة تتباهى بنفسها وتتبجج بالكلام عن حجم جيشها وقوته، وفي الحقيقة تملك جيشاً ضخماً تشير بعض التقديرات إلى أنّه مؤلّف من 400 ألف جندي، وهذا أمر ملفت، لكن في الواقع، إنّ هذا الجيش بحاجة إلى مال ومداخيل لدعمه وتجهيزه.
لذلك إنْ قطعنا المداخيل التي تغدقها على هذه الطغمة مصادر دولية، بوسعنا أن نحجّم قدرته على مواصلة حملة الترهيب بحق شعب ميانمار، لكننا لم نرَ بعد جهوداً منسّقة ومركّزة من قبل الأسرة الدولية، لذلك ناشدت مؤخراً الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الشروع في التحرك قبل فوات الأوان.