الشابة “خيرة” مثال حي عن معاناة أصحاب الهمم في تونس
بوجع كبير حدثتنا “خيرة”، شابة تونسية من أصحاب الهمم أجبرتها ظروف الحياة الصعبة وفقدانها ليدها اليمنى في مرحلة مبكرة من حياتها , على العمل في جمع القوارير البلاستيكية من فضلات القمامة.
تجوب الشابة التونسية شوارع ولاية صفاقس التونسية صباحا مساء وكامل أيام الأسبوع , بحثا عن المواد البلاستيكية لتتمكن من بيعها بأسعار زهيدة نهاية كل يوم لإحدى شركات التحويل.
وفي سياق وصفها لمعاناتها اليومية قالت الشابة لأخبار الآن : “العمل بيد واحدة أمر مرهق وشاق ولكنه ممكن، إذ إن يدا واحدة وعلى غير ما يعتقده الكثيرون تصفق وقادرة على تحقيق المستحيل،”
“علي أن أعمل لأعيل طفلي الوحيد وأسدد إيجار المنزل وكل المصاريف اليومية الأخرى”.
سألناها عن زوجها فأجابت أنه في السجن وأن كل أعباء الحياة ملقاة على كتفيها المثقلتين على الدوام بجر عربة البلاستيك لمسافات طويلة ولساعات عديدة, بحثا عما يسد الرمق ويطفئ الجوع.
سألناها عن أحلامها فقالت: “يد صناعية تعوض المبتورة وعمل آخر أقل شقاء ومنزل يأويني وطفلي”.
وتعتبر “خيرة” واحدة من آلاف المواطنين الذين يعانون الفقر والتهميش في تونس وإعراض السلطة الرسمية عن مساعدتهم وإيجاد حلول جذرية لأوضاعهم الإجتماعية الهشة , خاصة أنها تمثل فئة كبيرة من أصحاب الهمم الذين ينتمون للطبقات الفقيرة والذين يعانون من ايجاد مورد رزق يتلاءم مع احتياجاتهم.
هذا وقد ازدادت الأوضاع الإجتماعية في تونس تدهورا إثر أزمة انتشار وباء كورونا , إذ قدر المعهد الوطني للإحصاء في تونس نسبة الفقر بنحو 15.2%، في دراسة له بالتعاون مع البنك الدولي نشرت عام 2020، كما زادت نسبة البطالة لتبلغ 18 % في الربع الثاني من العام الجاري.