فوزية كوفي إحدى عضوات وفد حكومة كابول للتفاوض مع طالبان
عادت ليلاً من الدوحة، السيدة فوزية كوفي وهي واحدة بين أربع نساء عضوات في وفد حكومة كابول إلى المحادثات الأفغانية-الأفغانية مع طالبان في العاصمة القطرية.
انتظرناها في مكتبها القريب من منزلها في حيّ تتوسطه مدرسة للبنات، ازدان المكتب بلوحات كبيرة لنساء وبنات من مختلف مناطق أفغانستان تحت عنوان “تمكين المرأة”، نساء يعملن في الحياكة والنسيج، وأخريات في معالجة العصفر.
السيدة كوفي من روّاد حقوق المرأة والطفل هنا في أفغانستان، وكان لها دور في إقرار قانون منع العنف ضد المرأة وحماية الطفل.
فوزية كوفي هي أول سيدة تشغل منصب نائب رئيس البرلمان عندما كانت عضواً في (ولسي جيرغا): مجلس نواب الشعب. كما أنها أول سيدة تقود حزباً سياسياً – حزب “حركة التغيير من أجل أفغانستان.”
في مشوارها السياسي، تعرضت لمحاولتي اغتيال، الأولى في ٢٠١٠، وقد تبنتها طالبان. والثانية كانت الصيف الماضي ولم تتبنَّ أي جهة المسؤولية.
في جلسة سؤال وجواب سريعة سألناها:
لماذا لا تحرز مفاوضات الدوحة بين الحكومة وطالبان أي تقدم؟
تحكي فوزية كوفي: “من ناحيتنا اقترحنا مشروعاً لتشارك السلطة، أما طالبان فاقترحوا مشروع إعادة كتابة الدستور، ليس مراجعة الدستور الحالي، قبل الخوض في ذلك علينا الاتفاق على مسائل عامة، مسائل تؤرق الشعب الأفغاني، مسائل مثل الانتخابات، لم يوضح طالبان موقفهم من الانتخابات، كيف سيشاركون فيها, الآلية للمشاركة في الحكم، هذا ما يريد أن يعرفه الأفغان.”
اذا كيف تأملون تسوية أمر كهذا وهو في صلب عقيدة طالبان؟
تقول فوزية فوزية كوفي: “نعلم أن طالبان يريدون نظام حكم ديني، يحكم فيه رجال دين وحسب، وهو نظام لم يعد عملياً في مناطق عدة من العالم، لا يستطيع طالبان العيش في عزلة عن العالم، على طالبان أن يحددوا كيف ستبدو علاقتهم مع بقية العالم، إن حاولوا الوصول إلى السلطة بغير التسوية السياسية، إن وصلوا بتسوية عسكرية، كيف سيحسمون مسألة الشرعية، كيف يعملون مع بقية العالم، كيف سيتعاملون مع شعبهم الأفغان إن حاولوا فرض آرائهم، عليهم الإصغاء حقاً لما يريده الأفغانيون وما يريده شركاؤنا في المجتمع الدولي وجيراننا في المنطقة، نأمل أن الدعم الدولي والشعبي نستخدمه لإقناع طالبان أنه لن يستطيعوا إحلال الاستقرار بالطرق العسكرية، الحل الوحيد هو المفاوضات.”
كيف ستستفيدون من هذا الدعم ونحن نرى اليوم طالبان يسيطرون على مساحات واسعة من أفغانستان، حتى إنهم سيطروا على بادخشان وهي مسقط رأسك؟
فوزية كوفي: “يجب أن أقول إن أحداً لا يسيطر على الأرض، في بادخشان مثلا، مفهوم “السيطرة” هو أن تضع رايتك على سفح جبل وتدّعي أنك تسيطر! هذه ليست سيطرة، في عدة مناطق من بادخشان وأفغانستان لم يُهزم الجيش، لم تكن ثمة مواجهة عسكرية، لم يواجه طالبان أحد، دخلوا المنطقة وأعلنوها لهم، لا أعتقد أن السبب هو قوة طالبان وإنما وللأسف هو ضعف حكومتنا في الدفاع عن الأرض والإنسان”