مجزرة سنجار لا تزال تخلق معاناة للأيزيديين.. وتساؤلات حول مصير المختطفين
- محاولات مستمرة للبحث عن أكثر من 3 آلاف من الأيزيديين المفقودين
- صعوبات جمة تواجه مهمة البحث عن الأيزيديين
- اندثار داعش على الأرض يجعل تحديد موقع المختطفين أمرا صعبا
- ترهيب للأشخاص المنخرطين في البحث عن الأيزيديين
سبع سنوات على الثالث من شهر اغسطس من عام ٢٠١٤، ليستيقظ سكان مدينة سنجار الأيزيدية على وابل الرصاص وصيحات نسائها. صباح ما يزال صداها تعشش في أذهان جميع أبنائها ليعيد التاريخ بهم من إبادات ومجازر.
هو اليوم الذي شهد مقتل آلاف الايزيديين وخطف وقتل آلاف آخرين معظهم نساء واطفال، فيما يرى مراقبون ومسؤولون بأن وضع المدينة المتطور من كل النواحي منذ تحريرها عام ٢٠١٥. ولم تتوقف عمليات البحث عن مفقودين أو مقابر جماعية يعتقد بأنها تضم رفاتهم.
ليومنا هذا ما زال أكثر من ثلاثة آلاف أيزيدي من رجال ونساء وأطفال مجهولي المصير، بعد أن اقتحم مئات من مسلحي تنظيم داعش منطقة سنجار، وأعدم فيها المئات من الرجال والشبان.
وقالت هدية حاج حسين لمراسل أخبار الآن، أنها فقدت العديد من أفراد أسرتها مثل أخيها وخالها، موضحة أن أخيها قد اختطف مباشرة على يد عناصر داعش
وتابعت قائلة: “حتى الآن نحاول معرفة مكان أخي، لكن لا نعرف أي معلومات رغم مرور سبع سنوات”.
إلى الآن وصل عدد المفقودين حوالي الثلاثة آلاف بعد أن تم تحرير وخلاص العدد ذاته تقريباً من ذكور وإناث، ولكن السيدة “هدية حاج حسين” لم تحالفها الحظ وبقيت آخاها (الرابع عشر من عمره اثناء اختطافه) وخالها (خمسين عاماً) ضمن سجل المفقودين املاً منها برؤيتهم يوماً من أمام باب منزلها.
تحرير المختطفات أصبح أمرا صعبا
لطالما أخذ على مهمته تحرير أبناء مجتمعه من الآيزيديين من قبضة تنظيم داعش، فبعد جهوده لخلاص أكثر من ثلاثمئة وتسعة وتسعين ايزيدياً، باتت في عام ٢٠٢١ أكثر صعوبة عليه، عبد الله شريم “ابو مهدي” فالتسعة والخمسين مختطفاً من عائلته دفعه إلى الثأر والعمل دون كلل حتى الآن.
ويرجح أسباب مصاعب تحريرهن لعدم وجود سيطرة فعلية لتنظيم داعش على الأرض، فيما كانت تستخدم التنظيم سابقاً قنوات تيليغرام تحت مسميات المول (أي السوق الكبير) وذلك لبيع الاطفال والنساء الايزيديات باسعار متفاوتة. حينها كان لأهاليهم ورجالهم الفرصة الاكبرفي ايجادهن وخلاصهن بطريقة ما.
الفرحة كانت صدمة بعد إنهاء التنظيم
فيما كان يأمل العديد من الأيزيديين، بالخلاص و الاستقرار بعد إنهاء تنظيم داعش في آخر معاقله ببلدة الباغوز في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، ولكن هنا كانت الصدمة لهم، فبعد انتهاء التنظيم عسكرياً، لا يزال الآلاف من النساء والرجال مجهولي المصير
مراسل أخبار الآن، أجرى حوارا مع عبد الله شريم، الذي يسعى كما أوضح إلى تحرير كافة أبناء مجتمعه، حيث أشار إلى تواجد أغلب الأيزيدات المفقودات في مناطق إدلب والمخيمات وقرى مختلفة في سوريا والعراق.
وتابع قائلاً: “بعد انتهاء السيطرة الجغرافية للتنظيم، أضطر الكثير من الأيزيديات إلى الانتقال لمناطق اخرى قسراً وتحت تصرف عناصرهم، وهناك عدد كبير في مخيم الهول ايضاً يخشون من كشف هوياتهم”.
وعند سؤاله بشأن جهوده في إنقاذ المختطفات، خاصة أن ذلك قد يشكل خطراً على حياته، قال: “بالتأكيد، أنا تلقيت تهديدات لاكثر من مرة من خلال أشخاص يقومون بتصويري سراً، في سيارتي أو أثناء تجولي في السوق”.
و أكمل قائلاً:”حياتي ليست مهمة ولا أخشى الموت في سبيل إنقاذ تلك الفتيات القاصرات، أما روحي فهي فداءاً لدموع تلك الأطفال التي اغتصبن من قبل إرهابيي داعش”.