“تحرير الشام”: الأنفاق المشيدة سر معارك “تلال كباني” في شمال سوريا
بثت مؤسسة أمجاد الإعلامية، الذراع الدعائية لهيئة تحرير الشام ، إصدارًا مرئيًا جديدًا بعنوان: “كِباني تلال الصبر”، يتناول العمليات العسكرية في منطقة جبل الأكراد بالساحل السوري.
وتضمن الإصدار الذي تبلغ مدته 13.15 دقيقة لقطات لعناصر التنظيم المنتشرين على طول نقاط المواجهة مع الجيش السوري النظامي المدعوم بالقوات الروسية والمليشيات الإيرانية، ولقطات لاشتباكات قديمة دارت بين الطرفين خلال أعوام 2015، و2019، وجرى تصوير بعض هذه اللقطات بواسطة درونز صغيرة، ظهرت في الخلفية أثناء حديث أحد القادة العسكريين.
وقال خطاب الشامي، القائد العسكري لجبهة الساحل عن هيئة تحرير الشام، إن تلال كباني تتمتع بموقع استراتيجي هام لأنها تقع على سفوح جبال الأكراد وتطل على ريف حماة وسهل الغاب وجسر الشغور، وبذلك تُعد عصبًا عسكريًا يؤثر في مناطق الشمال السوري غير الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف أبومالك الشامي، القائد العسكري في محور تلال كباني، إن هيئة تحرير الشام وحلفائها من الفصائل السورية المسلحة اضطروا للانسحاب من بعض المناطق على جبهة الساحل في عام 2015، وأعادوا التمركز في خطوط دفاعية جديد على تلال كباني حيث دارت مواجهات عنيفة بين الفصائل المسلحة وبين قوات الجيش السوري الذي استقدم إلى المنطقة نخبة قواته الخاصة من الفرقة الرابعة والمليشيات الإيرانية، والأفغانية المعروفة بـ”فاطميون” ، إضافةً لحزب الله اللبناني.
وتابع: مع بداية الحملة العسكرية الأخيرة في عام 2019، استقدم الجيش السوري تعزيزات من الفرقة الخامسة لتساند القوات المهاجمة، وألقت القوات الروسية بثقلها في المعركة عبر المشاركة بأطقم مدفعية وكتائب مشاة تساندها التغطية الجوية، وحاولت تلك القوات مجتمعة تحقيق اختراق لخط تلال كباني أكثر من 10 مرات في اليوم الواحد، واستُخدمت فيها الدبابات والآليات الثقيلة، لكنها باءت جميعًا بالفشل.
ومن جانبه، أشار أبويحيى الشامي، أحد القادة العسكريين بمحور تلال كباني، إلى أن المنطقة لم تكن مجهزة من الناحية العسكرية لتكون خط مواجهة، لذا بدأت الهيئة تحصين المنطقة وحفر شبكة من الأنفاق الموصولة فيما بينها والتي تحتوي على ملاجئ ومخازن للذخيرة والإمدادات اللوجيستية، لجماية المقاتلين وتمكينهم من الصمود لفترة طويلة داخل مواقعه إذا قُطع خط الإمداد عن التلال الاستراتيجية.
وأوضح “أبويحيى” أن الأنفاق استغرقت سنوات من أجل إنشائها وتكلفت أموال طائلة، ومازالت عملية تطويرها جارية في الفترة الحالية.
وعلى نفس الجهة، قال سعد أبو وقاص، قائد سلاح المدفعية في تلال كباني إن المدفعية لعبت دورًا بارزًا في التصدي للاقتحامات التي حاول الجيش السوري النظامي وحلفائه القيام بها، مبينًا أن مقاتلي السلاح أصبح لديهم خبرة طويلة في استخدام مختلف أنواع العتاد، وأصبح لديهم قدرة على استخدام السلاح المناسب لتحقيق خسائر في مواجهة القوات المعادية.
وادعت هيئة تحرير الشام أن محاولات اقتحام منطقة التلال الاستراتيجية خلال المواجهات الأخيرة بلغت أكثر من 110 محاولة، فقد الجيش السوري خلالها أكثر من 500 جندي وضابط، وتم تدمير أكثر من 15 مجنزرة وآلية عسكرية، فضلًا عن إسقاط 10 طائرات استطلاع بدون طيار، كما اعترفت هيئة تحرير الشام بوقوع قتلى وإصابات في صفوف مقاتليها المتمركزين في تلال كباني، لكنها لم تذكر العدد الإجمالي لخسائرها، بينما أظهر الإصدار صورًا لمقتل بعض أفرادها، ولقطات لمحاولة إسعاف المصابين خلال المعارك.