طالبان تواصل الاستيلاء على المدن… وانتقادات دولية لانتهاكات مقاتليها
- مطالب بضرورة توفير الدعم الدولي لمواجهة عناصر طالبان
- الأفغان يأملون في قدرة القوات الأمنية خلال مواجهة طالبان
- عودة طالبان قد تشكل بؤرة جديدة للإرهاب في المنطقة
أبدى عدد من المواطنين الأفغان مخاوفهم من اتساع أعمال العنف والانتهاكات التي يقوم بها مقاتلو طالبان في المدن التي يتم الاستيلاء عليها، موضحين أن الوضع يحتاج لتدخل فوري من القوات الحكومية قبل فوات الأوان.
وتأتي تلك المخاوف في ظل تطورات متصاعدة ميدانيا، وبسبب هذا التقدم السريع، أعلنت واشنطن مساء الخميس أنها قررت “تقليص وجودها الدبلوماسي” في كابول.
و أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة أنها مستعدة لاجلاء “آلاف الاشخاص يوميا” من طريق الجو
في الوقت نفسه، أعلنت بريطانيا أنها سترسل 600 عسكري لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة الأراضي الأفغانية.
فيما أعلنت دول عدة بينها هولندا وفنلندا والسويد وايطاليا واسبانيا الجمعة خفض وجودها في البلاد الى الحد الادنى، لافتة الى برامج لاجلاء موظفيها الافغان.
وقالت الولايات المتحدة وباكستان والاتحاد الأوروبي والصين في بيان مشترك إنها لن تعترف بأي حكومة في أفغانستان “مفروضة بالقوة”.
وفي ظل هذه الأوضاع، لا يخفي الأفغان قلقهم، حيث تقول معصومة سادات” طالبة جامعية” إن الوضع مقلق ويزداد سوءا يوما بعد يوم
وتضيف لأخبار الآن قائلة: ” أعتقد أن سبب هذا الوضع السيء ليس انسحاب القوات الأجنبية، ولكنه يشكل أيضاً جزءا كبيرا من قلقنا الحالي، إن أوفى المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بالتزاماتهما، فلن تتمكن طالبان من الاستيلاء على جميع أراضي أفغانستان ، ولكن إذا لم تسيطر الحكومة على الوضع الحالي، أعتقد أن طالبان ستستولي قريباً على كل المناطق بما في ذلك كابول”.
ويتذكر الأفغان حكم طالبان، حيث تؤكد الطالبة الأفغانية أنها ذكريات سيئة، رغم ذلك تقرر عدم الرحيل قائلة: ” أقسم بالله أني لن أغادر بلدي أبدًا ، لأنني أعتقد أن متعة الوطن لا توجد في أي مكان آخر، وإذا غادرنا بلادنا من سينقذها في المستقبل؟”.
معاناة الأفغان تتفاقم في ظل انتشار عناصر طالبان
وحول قدرات الحكومة الحالية، يشعر الأفغان بكثير من الإحباط، حيث يشير محمد حسن أحد سكان كابول إلى أن تلك الحكومة تجعل الشعب بائس، في ظل انتشار طالبان في المدن.
ويشرح قصته قائلاً: “أقسم بالله أننا فقدنا عملنا وحياتنا وكل شئ، أبلغ من العمر 70 عامًا ولكن علي أن اتعامل مع هذا ، على الرغم من أنني أعاني من آلام في الظهر، لم أر هذا الوضع قط حتى في فترة الحرب الأهلية، جاري ليس لديه حتى رغيف خبز، الناس يفرون من البلاد كل يوم”.
ويتابع: ” لا يمكنني الذهاب إلى أي مكان لأننا لا نملك المال، ومن ناحية أخرى ، فإن باكستان وإيران لا يحبوننا، لذا إن قُتلنا، فلن نذهب إلى أي مكان، نحن بحاجة لقوات أمريكية في أفغانستان لأن المنطقة الأكبر في البلاد حاليا تخضع لسيطرة طالبان ويوما بعد يوم، تتدهور الأوضاع”.
ناشط أفغاني: “لماذا تقتل طالبان الأبرياء إذا كانت تقاتل من أجلهم؟”طالبان
وبشأن انسحاب القوات الأجنبية، يؤمن الناشط الأفغاني سيد جعفر، بأن مغادرة القوات الأمريكية أفغانستان، يمكن أن تشكل طالبان والقاعدة تهديدًا للولايات المتحدة والدول الأوروبية على المدى الطويل.
ويضيف قائلاً :”نحن نؤمن بقواتنا الأمنية الباسلة بشرط ألا يتركهم المسؤولون لمصيرهم، لا يجب أن تغادر الحكومة المنطقة الواقعة تحت سيطرة طالبان وتضحي بقوات الأمن. نحن نؤمن بشبابنا وبقواتنا الأمنية. يمكنهم الدفاع من شعبنا ومن بلدنا “.
ويتابع تصريحاته لأخبار الآن قائلاً :”طالبان يجب أن تعرف شيئًا واحدًا ، لم يمكنهم الهيمنة على أفغانستان بأيديولوجيتهم منذ 20 عامًا؛ شعبنا ليس كما كان قبل20 عامًا. أقول للأشخاص الذين يتفاوضون مع طالبان أن يسألوهم، هل تقاتلون من أجل قتل الناس أو تدمير البلاد؟ إذا كنت تقاتل من أجل الناس فلماذا تقتل الأبرياء؟ “إذا كنت تقاتل من أجل البلد فلماذا تدمر البلد؟ لا تفجروا الجسور”.