يترقّب أعضاء طالبان والمراقبون للشأن الأفغاني إطلالة زعيمها هبة الله أخوند زاده، فيما كان أعلن الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، مؤخراً، أنّ أخوند زاده متواجد في قندهار، في تأكيد أنّه مازال على قيد الحياة، مشيراً إلى أنّ إطلالته ستكون في وقت قريب.
- يتزايد الضغط على طالبان إذ أنّ زعيمها هبة الله أخوند زاده لم يظهر حتى الآن علنياً
- اعتاد الملا عمر والملا منصور على استشارته بالأمور المتعلّقة بالشعائر الدينية أو الفتاوى
- كان مسؤولاً عن العديد من الفتاوى التي استخدمها أعضاء طالبان لتبرير أعمال الإرهاب
- يتحدّر أخوند زاده من منطقة بنجواي في إقليم قندهار معقل طالبان
وقد تناقلت حسابات موالية لجماعة طالبان صورة لزعيمهم المتواري عن الانظار، هبة الله آخوند زاده، وذلك خلال الأيّام الأخيرة الماضية. وأوضحت تلك الحسابات بالاضافة إلى حسابات موالية لتنظيم القاعدة، أنّ صورة هبة الله آخوند زاده تعدّ الأولى له منذ زمن طويل، لافتةً إلى أنّ الصورة تمّ التقاطها في مكتبه بمدينة قندهار، ولكن من دون أن يصدر أيّ تأكيد أو نفي من قبل طالبان.
يأتي ذلك فيما يتزايد الضغط على طالبان، إذ بات من الضروري جدّاً لاتباعها أن يرووا زعيمهم، لما لذلك من تأثير على عمل الجماعة وقدرتها على ترتيب أوراقها.
من هو هبة الله أخواند زاده؟
الزعيم الديني لطالبان، الرجل الذي من المرجح أن يكون صاحبَ القرارِ في حكومةٍ، ستدارُ وفق تعاليم متشددة في أفغانستان، فمن هو هيبة الله أخون زادة؟
في 25 أيّار\مايو العام 2016، اختار مجلسُ شورى طالبان أخوند زاده أميراً لهم، وأتى ذلك عقبَ مقتلِ الملا أختر محمد منصور، في 21 من أيار\مايو العام نفسه، في هجومٍ أمريكي بطائرات من دون طيار عند الحدود الأفغانية الباكتسانية.
اعتاد الزعيمان السابقان لطالبان، الملا محمد عمر والملا أختر منصور، على استشارةِ أخوند زاده في الأمور المتعلّقة بالشعائر الدينية أو الفتاوى، بصفتِهِ رئيساً للمحكمةِ الشرعية اعتباراً من العام 2016. كما أنّ اسمه كان ورد في تقرير للأمم المتحدة، بوصفه كبير القضاة أثناء حكم طالبان لـ أفغانستان، الذي استمر 5 أعوام، وانتهى بالإطاحة بهم في العام 2001.
تشير التقارير إلى أن أخوند زاده ولد في العام 1959 في منطقة بنجواي بإقليم قندهار، معقل طالبان، وهو نجل إمام مسجد القرية، المتحدر من قبيلة نورزاي ذات النفوذ. إذاً نشأ أخوان زادة في أسرة متدينة، تلقى تدريبَه الديني على يدِ والده، وتلقى تعليمَهُ لاحقاً في معهد ديني في منطقة كويتا، حيث انتقلت العائلة بعد الغزو السوفيتي العام 1979.
في أوائل الثمانينيات تقريباً، بدأ أخون زادة في المشاركة بالنشاط ضدّ السوفييت، وشكّل بعضَ المقاتلين نواةَ لطالبان، وكان الرجل من أوائل أعضاءِ الجماعة المتشددة. وبصفتِهِ جزءاً من المجموعة المسلحة التي أيّدت التعاليم الإسلامية المتشددة، وقاتلت السوفييت، بدا أنّ أخون زادة قد وجد مكانتًهُ، فكان مسؤولاً عن العديد من الفتاوى التي استخدمها أعضاء طالبان لتبرير أعمال الإرهاب.
كان يُنظر إلى أخوان زادة دائماً على أنه الوجهَ الدينيَ لطالبان، وليس الوجهَ السياسيَ أو العسكري الذي يعرفُه العالم. ففي العام 1996، عندما استولت طالبان على كابول وشكلت حكومةً إسلامية، تمّ تعيين أخوند زاده كعضوٍ في دائرةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك رئيساً للمحكمة الشرعية في ذلك الوقت، ولاحقاً انتقل إلى قندهار حيث كان معلماً في المدرسة الدينية الكبيرة بالمدينة.
الغموضُ حول نشاطِ إخوان زادة كان العاملَ المسيطر طيلةَ السنوات الماضية، ففي العام ألفين وواحد، وعندما بدأ القصفُ الأميركي في أفغانستان، كان أخوان زادة أحد قادة طالبان القلائل الذين بقوا في البلاد، كما يزعمُ بعضُ أعضاء الحركة، فيما ذكرت معلوماتٌ أخرى أنّه قام بالتدريس والوعظ، في مسجد بمكانٍ ما في باكستان، وذلك مقارنةً مع آخرين بمن فيهم الملا عمر زعيم المجموعة آنذاك، سعوا للجوء إلى باكستان المجاورة.