في العام الدراسي أزمة البنزين تعيق وصول الأساتذة والطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم في لبنان
يعاني الأساتذة والطلاب في لبنان من صعوبة الوصول الى مدارسهم وجامعاتهم في لبنان بفعل ندرة مادة البنزين والارتفاع الكبير ببدلات النقل، ما يهدد قطاع التعليم في البلاد.
وعلى الرغم من أن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي قد أعلن تأجيل بدء العام الدراسي الجديد في المدارس الحكومية لمدة أسبوعين، الا ان الطالب الجامعي لا يستطيع أن يأتي الى جامعته بشكل دوري، لأن التنقل لم يعد سهلا بالنسبة اليه كما الى أقرانه والأساتذة بفعل ندرة توفر مادة البنزين.
وفي هذا الاطار، قال طالب جامعي لبناني لـ”أخبار الآن”: والله أنتظر على المحطات أحيانا لثماني ساعات ومن ثم أملأ سيارتي بالبنزين حتى أتمكن من الذهاب الى الجامعة.. وفي بعض الأحيان لا أستطيع الوصول وبالتالي أضطر الى التغيب عن بعض المحاضرات.. الأمر سيء للغاية، بدل التاكسي أصبح يفوق العشرين ألف ليرة لبنانية وان تنقلت بسيارات الأجرة فبحاجة يوميا لحوالي 80 ألف ليرة لبنانية ، ارتفاع تعرفة التاكسي وذل الطوابير، يدفعان ببعض الطلاب الى استئجار مساكن، لكن بدل الايجار مرتفع جدا وبالدولار الأميركي”.
ثمن صفيحة البنزين في السوق السوداء يصل إلى 600 ألف ليرة لبنانية في لبنان
فيما أضاف أحمد خياط طالب جامعي لبناني: “أدفع ثمن صفيحة البنزين في السوق السوداء 600 ألف ليرة لبنانية، فيما سعرها الحقيقي حوالي 200 ألف ليرة لبنانية، والا عليّ الانتظار أكثر من ساعتين أمام المحطة وأحيانا كثيرة تقفل قبل وصول دوري، لا حل، هذه أصعب سنة دراسية”.
تزامناً، قالت فاطمة صفا طالبة جامعية لبنانية لـ”أخبار الآن”: اضطررت أن أستأجر سكنا قريبا من الجامعة على الرغم من أن الايجار 500 دولار أمريكي شهريا كحد أدنى، الطلاب هنا يضطرون الى الاستئجار ليتجنبوا التنقل”.
أما عباس مراد طالب جامعي لبناني فقال: “أنا استأجرت شقة قريبة من هنا، لكن ان رغبت بزيارة أهلي في جنوب لبنان أعاني كثيرا من غلاء بدل الباصات وغلاء وكل شيء”.
كان من المفترض أن تفتح المدارس لهذا العام في السابع والعشرين من أيلول سبتمبر لكن صعوبة التنقل ساهمت بارجاء الأمر الى الحادي عشر من الشهر المقبل، والى أزمة التنقل، تبرز أزمات أخرى تهدد العام الدراسي في لبنان، لا سيما في المدارس الرسمية والجامعة الحكومية.
في المقابل، أوضحت نسرين شاهين رئيسة لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي اللبناني لـ”أخبار الآن”: راتب الأستاذ لا يكفي ثمن المحروقات كي يتمكن من الوصول الى مدرسته أو جامعته، كما أن الطالب اللبناني يعاني كثيرا لأن راتب الوالد أو الوالدة لا يكفي بدل الباصات.. الباص يكلف الطالب شهريا حوالي مليون ليرة لبنانية أي ما يفوق الحد الأدنى للأجور.
وأضافت: “الجانب النفسي في لبنان معدم، وأكاد أقول أنه يجب العمل هذا العام على برامج دعم نفسي، لأن الأستاذ خلال وجوده في الصف يفكر بلقمة عيش أبنائه وبالتالي لم يعد لديه قدرة على التركيز والعطاء، والطالب لا يستطيع أهله تأمين ثمن سندويش له.. التلميذ لا قدرة لديه على شراء قطعة شوكولا أو زجاجة عصير”.
هموم جديدة على عاتق الطلاب والأساتذة، فهل ستشهد مدارس وجامعات لبنان اقفالا بسبب الأزمة المعيشية هذه المرة وليس بفعل جائحة كورونا؟