يتواصل توتّر العلاقات بين الصين وليتوانيا، والذي برز مؤخراً بسبب موقف بكين العدائي بعدما اتخذت فيلنيوس قراراً بتمتين علاقاتها مع تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً منها بشكل أو بآخر.
- ليتوانيا تجدّد رفضها منطق الصين في التعامل معها وتؤكّد أنّ قطع العلاقات معها لا يؤثر عليها
- ماتيهوسايتس: قمنا بخطوات أكثر ربحية وأفضل لليتوانيا وتمثل مفهومنا الحالي بالشؤون الخارجية
- ليتوانيا تقوم بحملة توعية عن المخاطر التي تكتنفها مثلاً أجهزة هواوي وتكنولوجيا الـ5G الصينية
وقد قال أصغر نائب في البرلماني الليتواني، وهو أيضاً نائب رئيس لجنة الشؤون الأوروبية، ماريوس ماتيهوسايتس، لـ”أخبار الآن“، إلى أنّ بلاده لم تكن تنوي يوماً أن يكون هناك علاقات سيئة مع الصين، واصفاً ما أقدمت عليه الصين من خطوات ديبلوماسية بالإعتداء أو ردّة الفعل العنيفة.
واضاف: “لربّما تجلّت المسألة الأصعب هذه السنة في استدعاء الصين سفيرنا في شهر يونيو وفي أغسطس، فقد أوقفت الصين خطوط القطار المباشرة، لكن اعتماد ليتوانيا على الإستثمارات الصينية المباشرة، أو حتى الحصص في السوق، ليس كبيراً جدّاً، وعلى سبيل المثال، يساوي حجم التبادل الليتواني مع الصين التبادل مع نيجيريا، لذلك المشكلة ليست بكبيرة، وبالتالي يقع على عاتق السوق الصيني أن يفهم طبيعة الشؤون الخارجية كما نفهمها نحن”.
ماتيهوسايتس: بكل بساطة قمنا ببعض الخطوات المؤسساتية الخاصة بعملية اتخاذ القرار، وبعدما أجرينا حساباتنا، رأينا أنّ الأمر لم يعد مربحاً لنا
وأوضح أنّ “بعض الشركات يحتسب الخسائر الناجمة عن تغيير وجهتنا، على مستوى الشؤون الخارجية، لكن هذه الخسائر لا تمثل أكثر من 1 أو 2 % من إجمالي الناتج المحلي، لكن من الواقعي والممكن أن ننوّع المشاريع وأن نجد شركاء جدد وسبل جديدة للتعاون مع الدول، التي نعتبرها أجدر بالثقة، وحيث من الأسهل أن نتحدث مع المساهمين”.
وأشار ماتيهوسايتس إلى أنّ ليتوانيا لا تقوم بأيّ خطوات تهدف إلى إثارة غضب الصين، أو إلى التصرف بطريقة تبدو وكأنّها تعارض الصين، موضحاً بالقول: “بكل بساطة قمنا ببعض الخطوات المؤسساتية الخاصة بعملية اتخاذ القرار، وتجلّت في تعليق عضويتنا المباشرة ومشاركتنا الفعّالة في مجموعة 17 +1، بمعنى آخر لقد خرجنا من هذه الصيغة. لقد فهمنا بعدما أجرينا حساباتنا، أنّ الأمر لم يعد مربحاً لنا، ولم يعد يخدم هدف المهمة الأصلية كما بدت في البداية”.
وتابع ماتيهوسايتس: “لقد قمنا بهذه الخطوات أيضاً من أجل التعاون مع جزيرة تايوان بشكل مكثف، من خلال السماح لها بوجود ممثل لها في فيلنيوس، وفي المقابل افتتحنا مؤسسة تجارية في تايوان. بكلّ بساطة، لقد قمنا بخطوات أكثر ربحية، وأفضل برأينا لليتوانيا، وتمثل مفهوم ليتوانيا الحالي في الشؤون الخارجية وكيفية إدارة أعمالها مع الصين ومع هؤلاء الشركاء من بين ديمقراطيات جنوب شرق آسيا صاحبة العقلية الرأسمالية، والتي يمكن الاعتماد عليها في إدارة الأعمال، والتي تملك الفلسفة نفسها”.
هل تنسحب إستونيا من مجموعة 17+1؟
وقال إنّ “الإتحاد الأوروبي يضم 27 دولة عضو سيّدة، ونحن نتقاسم معهم نسبياً مفهوماً إجماعياً مفاده أنّه علينا أن نعمل من أجل بناء اقتصاد قوي، وأيضاً مفهوماً خاصاً بنا حول حقوق الإنسان والديمقراطية والدفاع عن هذه القيم. لذلك أودّ أن أقول إنّ الموقف الذي اتخذته ليتوانيا بشجاعة مؤخراً، يحظى بقوّة بدعم الدول الإسكندنافية والجمهورية التشيكية ودول كثيرة أخرى مثل إستونيا، التي قد تحذو حذونا وتنسحب من مجموعة 16 + 1 أو دول عديدة أخرى يوجد فيها ممثل تجاري لتايبيه”.
وأكّد ماتيهوسايتس في حديثه لـ “أخبار الآن” وجود دعم قوي من قبل الإتحاد الأوروبي لليتوانيا، وقد أصبح صوت فيلنيوس مسموعاً على نطاق أكبر”. وأمل أن يتوصل الليتوانيون والتايوانيون إلى إيجاد مسائل وأسواق مشتركة لتعزيز التعاون بينهما، وتقاسم الإنجازات في مجالات الثقافة والعلوم والإقتصاد.
واضاف: “نحن نقوم باختيار المناطق والمدن والأسواق التي نريد بناء علاقات أوثق معها، لذلك من المؤسف أن ينظر النظام الشيوعي الصيني إلى تعاوننا مع مناطق مختلفة بطريقة عدوانية، وأن يحاول أن يلقي اللوم علينا أو أن يعاقبنا… إنّ ذلك أمر مستغرب، ولكن يبدو أنّه الواقع الذي بات علينا أن نعيشه”.
حملة توعية على مخاطر الأجهزة الصينية
وعن حظر الأجهزة الصينية، لفت أصغر نائب في برلمان ليتوانيا، إلى أنّ الخبراء في الإستخبارات والأمن السيبراني يقومون بحملة توعية عن المخاطر التي تكتنفها مثلاً أجهزة هواوي وتكنولوجيا الـ5G الصينية، مشدّداً على أنّه “يفترض أيضاً بواضعي السياسات والسياسيين والحكومة أن يصغوا للمحترفين في مجال الأمن القومي السيبراني”. وأشار إلى أنّ تلك مسألة تتعلق بالخصوصية والمراقبة.