التغيرات المناخية قد تؤجج تفاقم الصراعات الإقليمية والسياسية في العراق
- أعلنت أكثر من 100 دولة التزامها بوقف إزالة الغابات نهائيًا بحلول عام 2030
- ضرورة “معاهدة سلام” بين البشر والطبيعة
شارك العراق لأول مرة بمؤتمرات المناخ في مؤتمر قمة باريس عام 2015، وقدم وثيقة المساهمات المحددة تجاه الاتفاق الجديد لتغير المناخ بالمساهمة بتخفيض 1% وفق المساهمات الوطنية المحلية من مجمل الانبعاثات بحلول عام 2035… وخطة أخرى للتخفيض لمستوى 13% من الانبعاثات عند توفر الدعم المالي والتقني من صناديق الاتفاقية ومن الشراكات الدولية التي تطمح أن تكون داعمة للعراق.
في كل مؤتمرات المناخ يقدم الباحثين أو المؤسسات المعنية بالمناخ تحذيرات وحلول للفت النظر بجدية للآثار الواضحة للتغيرات المناخية، والحد من ارتفاع الحرارة إلي أقل من درجتين مئويتين؛ حيث إن متوسط درجات الحرارة العالمية ارتفع بمقدار 0.85 درجه مئوية من 1880-2012.
ومن المرجح أن تشهد نهاية هذا القرن زيادة من 1-2 درجه من درجات الحرارة العالمية، أي حوالي 1.5 – 2.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي.
تلك الاستنتاجات تأجج المخاوف لدى العلماء حيث سينتج زيادة ارتفاع لمستوى سطح البحر بسبب زيادة ذوبان الجليد في القطبين.
نعود إلى عام 1995 عندما بدأت البلدان مفاوضات من أجل تعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ. وبعد ذلك بعامين، اعتمد بروتوكول كيوتو الذي كان يهدف إلي خفض الانبعاثات الغازية، حيث كانت فترة الالتزام الأولي قد بدأت في عام 2008 وانتهت في عام 2012، وبدأت الفترة الثانية في عام 2013 وانتهت في عام 2020.
تلك الاتفاقية تضم 192 دولة عضو. أعلنت أكثر من 100 دولة إلتزامها بوقف إزالة الغابات نهائيًا بحلول عام 2030 ووضع خطط لخفض انبعاثات الكربون.
في قمة غلاسكو الاسكتلندية “COP26” للتغير المُناخي ( 31 أكتوبر – 12 نوفمبر 2021 ) شاركت الدول الصناعية المسببة لكارثة الانبعاثات الكاربونية والدول المتضررة ومنظمات البيئة المهتمة بالتغيرات المناخية إضافة لمؤسسات دولية معنية بمحاربة التغير المناخي، أضف إليها شركات الطاقة النظيفة للنظر لوضع خطة جديدة للحد من التغيرات المناخية وخفض انبعاثات الكاربون .
حسب ما تم الإعلان عنه إن الأهداف المعلنة الرئيسية للقمة تتمحور إلى أربعة أهداف رئيسية :
- تأمين صافي الصفر العالمي بحلول منتصف القرن – يعني لايوجد انبعاث كاربوني عام 2050.
- الحفاظ على 1.5 درجة في متناول اليد بحلول 2050.
- الحد من إزالة الغابات.
- تسريع التخلص التدريجي من الفحم.
ما نريد ان نصل إليه في هذا المقال هو أن هناك العديد من الحقائق المرتبطة بالتغير المناخي التي لا يعلمها الكثيرون ومن المؤسف أن الشركات الصناعية الكبرى تضغط على الإعلام العالمي لمنع نشر أي بيانات توضح مخاطر انبعاثات الكاربون وتتعمد حجب الحقائق الخطيرة التي ستتسبب بكوارث منها:
- المحيط المتجمد الجنوبي يفقد 36 ميلاً سنوياً بسبب الحرارة .
- حرارة الأرض في القرن الحالي هي الاعلى على الإطلاق.
- خفض الانبعاثات لايعني توقف ارتفاع الحرارة!
وبحسب تقرير الاستخبارات الأمريكية، فإن تقدير آثار التغيرات المناخية على الأمن الوطني حتى 2040 تشير إلى توتر عالمي قادم، وعن شكل سبب هذا التوتر، قال التقرير إن دول كبرى ستختلف فيما بينها حول كيفية التعاطي مع التغير المناخي.
وأشار التقرير إلى أن خطرا قد ينتج في حال قامت دول بخطوات أحادية لاستخدام تقنيات متقدمة في مجال الهندسة الجيولوجية.
وحذر التقرير أيضا من مخاطر لجوء دول بعينها وبصورة منفردة إلى استخدام تقنيات متقدمة في مجال الهندسة الجيولوجية.
“معاهدة سلام” بين البشر والطبيعة
التدابير التي يتم اتخاذها بعد كل قمة مناخية تبقى محصورة في معالجة ظرفية للعوارض، وقاصرة عن إيجاد حل دائم لسبب المشكلة، وهو استنزاف الموارد الطبيعية وتدميرها بلا قيود.
لذا، فأي حل جذري لتحديات المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث من شأنه أن يرتكز إلى «معاهدة سلام» بين البشر والطبيعة، أي إقامة توازن حقيقي بين التنمية والبيئة.
ووفقًا لبحث أجرته منظمة المناخ المركزية العلمية؛ من المتوقع أن تكون شنغهاي الصينية التي يقطنها 93 مليون شخص أحد المدن المعرضة للغرق عام 2050. وذلك بسبب متوسط الفيضان السنوي.
كذلك مدن هاناو في فيتنام التي يقطنها 31 مليون شخص ومن المتوقع أن تؤثر فيضانات المحيط السنوية بشكل خاص على دلتا ميكونغ المكتظة بالسكان والساحل الشمالي حول العاصمة الفيتنامية هانوي.
المدينة الأخرى هي كالكوتا، أحد مدن الهند التي يقطنها حاليا 36 مليون شخص معرضة لخطر الفيضان الأكيد إضافة لمدن اخرى وكامل دولة بنغلاديش بما فيها دكا العاصمة.
المدن الساحلية الكبرى التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة مثل جاكرتا عاصمة إندونيسيا ومانيلا عاصمة الفلبين التي تغرق بعض أماكنها بمعدل 20 إلى 28 سنتيمترا في السنة يؤكد الباحثون في المعهد الإندونيسي، ارتفاع المياه بنسبة 2.5 متر في شمال العاصمة خلال 10 سنوات فقط، أي ما يعادل 25 سم في كل سنة جديدة، و هي أسرع مدن العالم غرقاً بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات، وأنها يمكن أن تختفي بحلول عام 2050.
ويعود ذلك إلى وجود المدينة على أرض واسعة من المستنقعات البحرية، والتي يمر من خلالها 13 نهراً… إضافة إلى مدينة الإسكندرية في مصر التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، وتقع منخفضة عن مستوى سطح البحر المتوسط ومدينة بومباي المركز المالي للهند.
أخيراً ووفقًا لمكتب المناخ المركزي، فإن البصرة ثاني أكبر مدينة في العراق التي تحتوي حقول النفط العملاقة والموانئ والتي يقطنها حاليا 4 مليون نسمة. إلى ذلك، تعتبر عصب اقتصاد العراق ،معرضة بشدة للفيضانات الساحلية ويمكن أن تغمرها المياه إلى حد كبير بحلول عام 2050.
ويتوقع الخبراء أن يكون لذلك آثار خارج حدود العراق حيث يمكن أن تؤدي الهجرة الناجمة عن ارتفاع منسوب البحار إلى تفاقم الصراعات الإقليمية والسياسية.