أبو عمير الحضرمي مسؤول القاعدة في اليمن يموت بضربة جوية
- وقعت غارة جوية في أبين جنوب اليمن
- المستهدف في الغارة كان المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، صالح بن سالم بن عبيد عبولان المعروف بأبي عمير الحضرمي
- نشرت الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن بياناً من صفحتين تنعى فيه الرجل وتصفه بـ“الوالد القائد.
- لم يذكر تأبين القاعدة أين أو متى قُتل الرجل
مساء السبت ١٥ يناير ٢٠٢٢، وردت رسالة إلى هاتف شخص قريب من مكافحة الإرهاب في اليمن تقول إن غارة جوية وقعت في أبين جنوب اليمن؛ ويستعلم مرسلها عن تفاصيل.
يبدو أن المستهدف في الغارة كان المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، صالح بن سالم بن عبيد عبولان المعروف بأبي عمير الحضرمي.
يوم الخميس ٢٠ يناير، نشرت الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن بياناً من صفحتين تنعى فيه الرجل وتصفه بـ“الوالد القائد.“
في التأبين، تذكر الملاحم أن عبولان كان من ”خاصة“ أسامة بن لادن والمقرّبين منه في أفغانستان إبّان ”الجهاد الأفغاني.“ وتتابع أنه بعد تشتت الجهاديين عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تنقل عبولان في أكثر من بلد حتى وصل إلى السعودية حيث سُجن هناك ثم سُلّم لليمن ليُصار إلى إطلاق سراحه ثم لينضم مجدداً إلى جماعة القاعدة في اليمن هو وأبناؤه.
لم يذكر تأبين القاعدة أين أو متى قُتل الرجل، لكن بحسب مصدرين مختلفين قريبين من مكافحة الإرهاب في اليمن، فإن الغارة على الأرجح كانت في ١٥ يناير وأن الرجل كان في مديرية المحفد شمال غرب محافظة أبين.
فماذا كان عبولان يفعل في المحفد؟
بعد ساعات من إعلان القاعدة قتل عبولان، نبشت الدكتورة إليزابيث كيندال، المتخصصة في شؤون اليمن وأستاذة الشعر الجهادي في جامعة أكسفورد البريطانية، قائمة من العام الماضي ورد فيها اسم ”عبولان“ تحت عنوان ”بعضاً من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين منحتهم المليشيات الحوثية بطاقات شخصية بأسماء مزورة.“
الاسم الذي ورد كان تحديداً ”سليمان صالح سالم عبولان“ وقد اتخذ اسم ”أحمد جمعان عبدالله البقية.“ وورد الاسم في قائمة ثانية بعنوان ”بعضاً من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين منحتهم المليشيات الحوثية شهادات مزورة“ وهذا سليمان حصل على شهادة من جامعة سبأ في صنعاء. قد يكون هذا هو ابن القائد العسكري المقتول ”صالح عبولان.“ فملف عبولان وأبناؤه من الملفات التي يهتم بها جهاز مكافحة الإرهاب في المكلا. كما أن بيان القاعدة ذكر ”ذرية“ عبولان عندما أشار إلى خدمته التنظيم. فقال: ”وقام بسد الثغرات وتحمل المسؤولية عبر تنقله بين الأعمال في الجماعة كأمير على بعض الولايات أو مسؤول على بعض اللجان وحاملاً للجماعة هو وذريته.“
هاتان القائمتان كانتا جزءاً من تقرير عن ”التعاون والتنسيق بين مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية“ أعده الجهاز المركزي للأمن السياسي وجهاز الأمن القومي اليمنيان، ورُفع إلى مجلس الأمن الدولي بتاريخ ٣٠ مارس ٢٠٢١.التقرير يتحدث أيضاً عن إطلاق الحوثيين سراح عناصر من القاعدة من خلال عمليات هروب مدبرة؛ والتعاون في تهريب أسلحة ومخدرات، وتعاون عسكري مباشر.
ماذا يعني هذا بالنسبة للتنظيم؟
لا شك أنها خسارة مدويّة بالنسبة لتنظيم القاعدة في اليمن. آخر قيادي رفيع قُتل في غارة أمريكية كان عبدالله المالكي مسؤول التخابر مع منفذ هجوم بنساكولا، وذلك في مايو ٢٠٢٠.
ولا شك أن هذا سيؤثر على تحركات التنظيم في منطقة حيوية بالنسبة للحوثيين. فالمحفد على أطراف شبوة التي كاد الحوثيون يسيطرون عليها داكّين إسفيناً يقصم الجنوب ويعزل حضرموت عن بقية المحافظات. وبوجود خلايا القاعدة في أبين، كان الالتفاف سهلاً ومتاحاً.
قتل عبولان يضع أيضاً خطط زعيم قاعدة اليمن خالد باطرفي على المحك. ما الذي يفعله الرجل؟ في نوفمبر الماضي، بثت الملاحم مقابلة طويلة معه بذل فيها جهداً كبيراً ليؤكد أنه وتنظيمه ضد الحوثيين. وفي المحصلة اتهم قبائل سنية في مأرب بأنها ”طعنته في الظهر“ في محاولة لتبرير انحياز التنظيم من هناك أمام زحف الحوثيين. في ذلك الوقت، وبشكل مفاجئ، اجتهدت الملاحم أيضاً في نشر أخبار عن هجمات تبناها التنظيم ضد الحوثيين؛ وكأن الملاحم كانت تمهد للمقابلة حتى لا يُقال إن التنظيم لم يتبن هجمات تُذكر ضد الحوثيين خلال عام.
إذاً، في الوقت الذي يحاول فيه باطرفي أن يُقنع العالم أنه ضد الحوثيين، يبدو كبير ضباطه متواطئاً معهم. وفي الوقت الذي تدعي فيه القاعدة أنها حامية السنة في اليمن، يظهر الحوثيون بمظهر رعاة القاعدة وأوليائهم.