نازحون في ريف إدلب ينتفضون ضد هيئة “تحرير الشام”
- قتلت امرأة نازحة متأثرة بجروح بليغة يوم الخميس، إثر استهدافها برصاص عناصر “هيئة تحرير الشام”
- إثر ذلك، هاجم أهالي المخيم القريب من المعبر حاجزاً أمنياً ومعبر دير بلوط الذي تُسيطر عليه الهيئة
- أحرقوا عدة كرفانات وخيام تتمركز فيها عناصر أمنية لتحرير الشام
قتلت امرأة نازحة متأثرة بجروح بليغة يوم الخميس، إثر استهدافها برصاص عناصر “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، بالقرب من معبر دير بلوط شمال محافظة إدلب، أثناء نقلها لمادة المازوت من منطقة “غصن الزيتون” التي يُسيطر عليها “الجيش الوطني المعارض” إلى منطقة إدلب، التي تُسيطر عليها “تحرير الشام”، إذ إن الهيئة تعتبر نقل المحروقات من مناطق الجيش الوطني إلى إدلب أمرا غير شرعي وغير قانوني ويأتي في إطار “التهريب”.
إثر ذلك، هاجم أهالي المخيم القريب من المعبر حاجزاً أمنياً ومعبر دير بلوط الذي تُسيطر عليه الهيئة، وأحرقوا عدة كرفانات وخيام تتمركز فيها عناصر أمنية لتحرير الشام، الأمر الذي دفع جهاز أمن الهيئة إلى إرسال تعزيزات أمنية مزودة بعربات مصفحة إلى المنطقة بُغية اقتحام المخيمات، واعتقال مدنيين، والاعتداء عليهم بالضرب، من بينهم ناشط إعلامي كان يغطي الحدث، بالإضافة لإصابة طفل برصاص عناصر الهيئة أثناء عملية اقتحام المخيمات.
الشابة التي قتلت برصاص “تحرير الشام” هي فاطمة عبد الرحمن الحميد البالغة من العمر 28 عاماً، وهي أرملة ولديها أربعة أطفال أيتام، نازحة من بلدة سفوهن بريف إدلب الجنوبي، أُصيبت بعد ظهر الخميس، إثر استهدافها بشكلٍ مباشر من قبل عناصر هيئة تحرير الشام بالقرب من معبر دير بلوط، أثناء نقلها مادة المازوت من منطقة (غصن الزيتون) التي يُسيطر عليها الجيش الوطني إلى منطقة إدلب”.
وفي حديث خاص لأخبار الأن مع أهالي مخيم اطمة بالقرب من معبر دير بلوط موقع حادث يوم الخميس، تقول أم حسن والتي تعمل في تهريب الوقود من أجل كسب رزقها وحسب وصفها انها تعيش في مخيم أطمة منذ ثلاث سنوات مع أطفالها الصغار بعد مقتل زوجها بسبب الحرب، وهي أرملة وحسب قولها فهي لا تملك معيناً لها ولأسرتها و من أين لها الحصول على خبز لتعيش أطفالها وتقول أنا اذهب للحصول على المازوت من أجل أطفالي لجلب الخبز لهم وهذه المرأة التي قتلت أمس ما هو ذنبها !! أليس حرام وهي قتلت على حساب من ؟ كونها هي الضحية
وحسب قولها فإنها تتكلم باسمها و باسم كل النازحين هنا كونهم لا يحصلون على أي شي، وما دفعهم العمل في تهريب الوقود هو الحاجة لرغيف الخبز للأطفال.
وتضيف أم حسن أنها لا أملك أي معين لتقديم المساعدة لها.. لا أخ ولا قريب وهذا ما دفعها للعمل في تهريب المازوت، وكما تقول إن هناك نسبة كبيرة تعمل في تهريب المازوت من سكان المخيمات بهدف الحصول على أموال لإعانة أنفسها وحسب قولها أنهم يتعرضون للخطر مقابل بين 30 و 40 ليرة تركي فقط وهو ثمن خبز للأطفال.
وحسب قولها يكون العمل في الليل ويكون الأمر جدا مخيف حيث تؤكد أن أطفالها سقطوا مرتين بين السواتر الترابية في الليل بين حاجز هيئة تحرير الشام و الجيش الوطني وتعرضوا يومها لخطر كبير وحسب قولها ان عناصر “الجيش الوطني” ينظرون اليهم بلا أي رحمة وهم يتعذبون بين الأسلاك الحديدية ورغم ذلك حسب قولها يتم إجبارهم على سكب المازوت في الطريق وحرقه أمامهم وإعادتهم بالضرب إلى منازلهم، وحسب قولها إن ما يفعله عناصر “تحرير الشام” هو محض حرام لأن المدنيين في النهاية نازحون من مخيم لمخيم و أطفال أيتام وكل هذا بهدف تأمين لقمة المعيشة.
فيما يقول النازح أبو أحمد والذي رفض ذكر اسمه خوفا من هيئة “تحرير الشام” إن قاطني مخيم أطمة وهم عائلة كبيرة جدا تعيش من سلة صغيرة إغاثية والتي لا تكفي ابدا وهم خمسة أشخاص.
يضيف أبو أحمد أنه وعائلته يجمعون الحطب من الجبال ليدفئون الأطفال، وهذه الظروف دفعت النساء و الأطفال الصغيرة الذهاب إلى معبر دير بلوط حاملين على الأقل خمس ليترات مازوت يحملها النساء و الأطفال من أجل كسب عشرة ليرات تركي أي أقل من دولار واحد لشراء الخبز منها و إطعام الأطفال، ولكن ما حصل يوم الخميس أنه تم قتل امرأة وكل ذنبها أنها كانت تريد إطعام أطفالها الجياع عن طريق بيع المازوت.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة “تحرير الشام” تواصل هيمنتها العسكرية والمدنية من خلال “حكومة الإنقاذ” على منطقة إدلب، والتحكم بالمعابر الحدودية، والاقتصاد في المنطقة واحتكار كافة السلع والمواد الغذائية والمحروقات والتحكم بأسعارها، بالإضافة لفرض إتاوات وضرائب على أصحاب الشركات والمهن، في ظل تردي الوضع المعيشي لدى غالبية سكان المنطقة وارتفاع نسبة البطالة بشكلٍ كبير نسبةً عن الأعوام السابقة.