بوتين يمضي في مخططه لضم المزيد من الأراضي الاوكرانية
ففي خطوة من شأنها أن تشعل حربًا مع أوكرانيا المدعومة من الغرب، وعقب خطاب مطول؛ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، الاثنين، اعتراف بلاده باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليين في شرق أوكرانيا كجمهوريتين مستقلتين.
ولم يكن خطاب بوتين مجرد كلمة رئاسية ألقاها رئيس دولة عبر تلفزيون دولته الرسمي، بل كانت بمثابة اعتداء واضح على دولة جارة، وتزييف لحقائق تاريخية يتفق عليها الجميع.
كذلك أعاد الخطاب نموذج الحروب التقليدية إلى الواقع مجددا، مثيرا حالة رعب عالمية، من حرب منتظرة قد تمتد تبعاتها لمختلف أنحاء الكرة الأرضية، مع حشده أكثر من 150 الف جندي على الحدود مع أوكرانيا.
وفي هذا الخصوص يقول الكاتب والباحث السياسي حسين الزعبي لأخبار الآن “إن بوتين يريد أن يقول أن روسيا القوية خليفة الاتحاد السوفيتي موجودة، وقادرة على فرض كلمتها على الأرض، هو يستخدم الظل العسكري لتحقيق إنجاز سياسي بفرض النفوذ الروسي، وكل مايحصل هو محاولة لاستعادة النفوذ الروسي ببعده السوفيتي وقد حصل هذا في كازاخستان”.
وأضاف الزعبي:”ما أقدم عليه بوتين هو اقتطاع جزء من دولة في الأمم المتحدة ، والحلول الدبلوماسية لم تعد تنفع الآن بعد إعلان بوتين، وأعتقد أنه سيذهب أبعد من ذلك، لكن الحرب لن تكون مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا”.
الزعبي: إدعاء بوتين بحفظ السلام هراء
وأشار الزعبي إلى أن ” بوتين بجرة قلم أنشأ دولتان وادعاءه بأن قواته في أوكرانيا لحفظ السلام مجرد هراء كما قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة“.
وعن ارتفاع أسعار الطاقة بفعل مايجري قال الزعبي “الشعب الأوكراني سيدفع الثمن، لكن الأوروبيون لن يتركوا أوكرانيا تسقط لأنهم سيكونوا قد خسروا معركة ثانية مع بوتين، وانهيار البلاد اقتصادياً نقطة تسجل لصالح بوتين ولهذا لن يسمح الأوروبيون بذلك”
وبالنسبة لخط الغاز نورد ستريم 2 والذي تم إيقافه من قبل برلين رداً على خطوة بوتين يرى الزعبي أن ” الألمان اضطروا إلى الخطوة، وهم لطالما لاقوا معارضة أوروبية في هذا الخصوص، وسيدفع كلا الطرفين الثمن اقتصادياً”.
أبوزيد: الموقف بالغ الخطورة
من جهتها تقول الأستاذة جيهان أبو زيد الباحثة في مركز جنيف للدراسات إن ” الحكومة الروسية تدعي أن القوات التي أرسلتها إلى دونباس هي لحماية ما تطلق عليهم مواطنين روس حصلوا مؤخراً على جوازات سفر من موسكو، لكن الموقف اليوم بالغ الخطورة والحساسية”
وتضيف: “هذه الخطوة تمثيلية كبيرة من قبل روسيا، خصوصاً إذا ما أدركنا طموح روسيا لضم مساحات من أوكرانيا، تتمتع بالثروات والموقع الاستراتيجي”.
أما عن سبب نشر كل هذا العدد من الجنود ترى الأستاذة أبوزيد أن بوتين “أراد إرسال رسالة إلى الاتحاد الأوروبي والذي سيكون المتضرر الأكبر في حال نشوب الحرب، وبوتين بهذه الخطوة دفع أوروبا للتفكير بمايمكن أن يحصل مستقبلاً، فالمعركة وتبعاتها ستجري على الأرض الأوروبية”.