القاعدة في اليمن تنعى القيادي لطفي اليزيدي (العم صالح الحضرمي) بعد أكثر من ثلاثة أشهر على قتله في مأرب
في نوفمبر الماضي، نقلنا في برنامج المرصد عن مصدر قريب من مكافحة الإرهاب في اليمن أن قياديين في القاعدة قُتلا في غارة أمريكية استهدفتهما في وادي عبيدة في مأرب بتاريخ ١٤ نوفمبر. القياديان هما لطفي صالح اليزيدي المكنى العم صالح، وصالح بامحيسون. وكلاهما قياديان رفيعان في القاعدة.
في ذلك الوقت، تواصل البرنامج مع القيادة المركزية للقوات الأمريكية Centcom الذين نفوا تنفيذ هجمات موجهة في تلك المنطقة العام الماضي.
لكن، قبل أيام وبتاريخ ٢٣ فبراير الجاري، أكدت مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن قتل لطفي اليزيدي ”صالح الحضرمي“ فيما قالت إنه غارة أمريكية في مأرب في وقت قالت إنه ”تزامن“ مع هجوم الحوثيين على المحافظة. هذه المعلومة الأخيرة ربما تشير إلى موجة الهجوم الأخير على مأرب الذي بدأ في سبتمبر/أكتوبر من العام الماضي.
لم تذكر الملاحم بعد شيئاً عن صالح بامحيسون الذي كان قاضي القاعدة في المكلا إبان سيطرة التنظيم عليها في ٢٠١٥ إلى ٢٠١٦.
لطفي اليزيدي (العم صالح)
أما لطفي اليزيدي فكان أمير الحسبة في المكلا. مصدرنا وصفه بأنه ”قيادي جهادي قديم … ومن أصدقاء باطرفي“ زعيم تنظيم القاعدة في اليمن الذي خلف قاسم الريمي في فبراير ٢٠٢٠.
وبهذا، كان لليزيدي دور مهم في إدارة التنظيم في حضرموت التي تنتمي إليها قبيلته. ويضيف المصدر أن أخاً لليزيدي يعيش في هناك كان يخبئه فترات طويلة بعد خروج التنظيم من المكلا.
وأضاف إن الرجل مسؤول عن تفجير ناقلة النفط الفرنسية (لومبورغ) قبالة الشواطئ اليمنية في عام ٢٠٠٢. وربما لهذا السبب أشيع في ٢٠١٦، أن تعاوناً فرنسياً إماراتياً أفضى إلى اعتقال اليزيدي.
بعد أن نشرت الملاحم صورة لليزيدي، تحققنا منها بالرجوع إلى حساب يعود إلى أحد أشقاء اليزيدي. الحساب على الفيسبوك كان نشر الصورة بتاريخ ٢٣ نوفمبر من دون تعليق؛ واكتُفي بكتابة عبارة ”تقبلك الله يا أخي.“ وفي التعليقات يُسأل صاحب الحساب عن صاحب الصورة، فيرد ”أخوي.“
باطرفي والرابط الإيراني
قبل شهر تقريباً، أعلنت الملاحم قتل المسؤول العسكري في قاعدة اليمن، صالح بن سالم بن عبيد عبولان المعروف بـ العم سعد أبي عمير الحضرمي، وكان جهادياً مخضرماً قاتل في أفغانستان وكان
من ”خاصة“ أسامة بن لادن. الملاحم لم تذكر مكان أو زمان الواقعة لكننا نقلنا عن مصدر قريب من مكافحة الإرهاب أن الرجل قُتل على الأرجح في ١٥ يناير الماضي في منطقة المحفد أقصى شمال
غرب أبين. ونقلنا أيضاً أن عائلة الرجل كانت متورطة بحيازة جوازات سفر مزورة صادرة من السلطات الحوثية.
مع نهاية العام الماضي، اشتد القتال في مأرب وبدأ زحف ألوية العمالقة الجنوبيين على محافظة شبوة في وقت نشرت فيه الملاحم مقابلة طويلة مع زعيم تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي.
في تلك المقابلة المنشورة في نوفمبر، اجتهد الرجل في محاولة تأكيد أنه وتنظيمه يقفان ضد الحوثيين. ونذكر وقتها أن الملاحم وبشكل مفاجئ أيضاً كثفت نشر أخبار عن هجمات تبناها التنظيم ضد الحوثيين وكأنهم كانوا يمهدون للمقابلة التي قال فيها الرجل إن تنظيمه تعرض ”للطعن في الظهر“ في محاولة تبرير انحياز التنظيم من مأرب بإلقاء اللوم على القبائل السنية.
ولاحقاً، ومع اشتداد المعارك في شبوة، اتضح كيف أن القاعدة ما أن تحلّ في مكان حتى ينتقل سريعاً إلى سلطة الحوثيين وكأن التنظيم يمهد للحوثي المدعوم إيرانياً. وهنا يحق لنا أن نتساءل عمّا إذا كان باطرفي يتطلع إلى خارج حدود اليمن وصولاً إلى طهران حيث يقيم سيف العدل، الرجل الذي نعتقد أنه التالي في زعامة القاعدة. فبينما يدعي الرجل أنه يدافع عن سنة اليمن، نجد كبار ضباطه متواطئين مع الحوثي.