محلل سياسي: موسكو دخلت في نفق مظلم وطويل لن يكون تجاوزه ممكنا في الوقت القريب
- نوفل ضو: روسيا تكرر الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السوفيتي
- حسين الزعبي: عملية المفاوضات هي عملية شكلية على هامش ما يجري على الأرض
تحقيق “بعض النتائج الإيجابية” من قبل أوكرانيا في ختام الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، حول الممرات الإنسانية في حين روسيا تقول إن الجولة لم تكن “بمستوى التطلعات”.
عقب انتهاء هذه الجولة، أعلنت روسيا وقفا لإطلاق نار في عدد من المدن الأوكرانية الثلاثاء اعتباراً من الساعة 07,00 ت غ للسماح بإجلاء مدنيين عبر ممرات إنسانية.
وأوضحت موسكو أن الهدف من هذه الخطوة إجلاء مدنيين من كييف، وكذلك من مدن سومي وخاركيف وتشيرنيغيف وماريوبول.
من جهتها، رفضت أوكرانيا في وقت سابق، إجلاء المدنيين إلى روسيا، إذ تؤدي أربعة من ستة ممرات اقترحتها موسكو إلى روسيا أو جارتها وحليفتها بيلاروسيا.
واتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجيش الروسي بإحباط عمليات الإجلاء الأخرى من خلال الاستمرار في إطلاق النار.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي نوفل ضو لبرنامج ستديو الآن “إنه منطق الحرب بكل أسف، في هذا الصراع الدائر في أوكرانيا لا أعتقد أن أحدا يطبق قانون الحرب كما يجب، لذلك قبل أيام تحركت محكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيق بجرائم حرب محتملة في أوكرانيا”.
وأضاف أن “الملفات الإنسانية ستتراكم مع مرور الأيام ولن تكون في مصلحة روسيا”.
وأوضح أن “الحرب ليست حرب موازن بالسلاح وليست حرب جيوش تقليدية فقط، وعندما سقط الاتحاد السوفيتي لم يكن بحاجة إلى صواريخ أو أسلحة نووية، لكنه سقط عمليا بالضربة الاقتصادية”.
وتابع “روسيا تكرر الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بتوسيع تدخلاتها العسكرية على مستوى العالم”.
وقال الكاتب والمحلل السياسي نوفل ضو إن موسكو تحاول أن توظف إمكانات عسكرية كبرى في سبيل مشاريع الحروب.
وأشار ضو إلى أن “العقوبات التي أصبحت تخضع لها روسيا، ضربت على الأقل 50% من الاقتصاد الروسي كمرحلة أولى، والدورة الاقتصادية لروسيا لن تكفي لتمويل كل هذه الحروب”.
وأردف قائلا إن “الجيش الروسي سيتعرض لحرب عصابات إذا ما تمت السيطرة على أوكرانيا، وموسكو دخلت في نفق مظلم وطويل لن يكون تجاوزه ممكنا في الوقت القريب”.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي حسين الزعبي لبرنامج ستديو الآن وفي حوار مع المقدمة سونيا زغول، إن “روسيا لديها سقف مرتفع من المطالب، من ضمنها نزع السلاح من أوكرانيا والابتعاد عن الناتو والتزام حالة الحياد، وبالتالي إسقاط الحكومة”.
وأضاف الزعبي أن “عملية المفاوضات هي عملية شكلية على هامش ما يجري على الأرض على أمل أن يحدث انشقاق داخل التشكيلة السياسية الأوكرانية يذهب إلى اتجاه ما تريده روسيا”.
وحذر من أن “الضغط قد يحدث ما لا يتمناه الأوكرانيون، وهو الانشقاقات من باب المحافظة على الوطن مقابل تقديم تنازلات”.
وفي الشأن الإنساني، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الإثنين أمام مجلس الأمن الدولي أنّ المنظمة الدولية “تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال” في أوكرانيا.
وقال غريفيث خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن خصّصت للأزمة الإنسانية الناتجة من الغزو الروسي لأوكرانيا ودامت نحو ساعتين ونصف الساعة إنّ “المدنيين في أماكن مثل ماريوبول وخاركيف وميليتوبول وأماكن اخرى في حاجة ماسّة إلى مساعدة، وخصوصاً إلى مستلزمات طبية حيوية”.
وأضاف غريفيث أنّ “هناك صيغاً مختلفة ممكنة، لكن ذلك يجب أن يتمّ ضمن احترام الأطراف لالتزاماتها بموجب قوانين الحرب”.