قصف إيراني لمواقع في أربيل ادعت أنها مراكز سرية لإسرائيل
- الصواريخ كانت موجّهة إلى القنصلية الأمريكية في أربيل
- إيران تستمر بالضغط على التحالف الثلاثي بسبب عزمه على تشكيل حكومة أغلبية وطنية
- إيران تستخدم إسرائيل “شماعة” لاستهداف الأراضي العراقية
شنّ الحرس الثوري الإيراني الأحد هجوماً بصواريخ “بالستية” على أهداف في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، قال إنه استهدف “مركزاً استراتيجياً اسرائيلياً، في حين نفت سلطات الإقليم وجود أي مواقع اسرائيلية على أراضيها.
و قالت سلطات كردستان إن الهجوم استهدف القنصلية الأميركية في أربيل .
وأكد بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في كردستان أنه “في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخا بالستيا” وأن “الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق”.
وأضاف البيان أن “الصواريخ كانت موجّهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل” وأن الهجوم لم يسفر عن “خسائر بالأرواح”.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عزيز لبرنامج ستديو الآن إن “الأطراف الخاسرة في الانتخابات الأخيرة (الموالية لإيران) تهدد منذ مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج، بوجود قوة إقليمة خلفها تساعدها وتساندها وهي “إيران”.
وأوضح أن إيران تستمر بالضغط على التحالف الثلاثي الذي يضم التيار الصدري والديقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، بسبب عزمه على تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وبالتالي فإن طهران وأتباعها يعلمون جيدا أن هذا يعني إبعادهم عن المشهد السياسي وانتهاء إمبراطورياتهم العسكرية والاقتصادية التي يملكونها.
وأشار إلى أن الدور الإيراني في العراق سيء للغاية، فهي تحقق غاياتها ومصالحها من خلال بعض الأطراف ولا تهتم للمصلحة العراقية والشعب العراقي.
وأوضح ياسين عزيز أن إيران استغلت انشغال أمريكا والدول الفاعلة بالغزو الروسي على أوكرانيا ، ونقذت اعتداءها على أربيل ، مع أن الوقت ليس بصالحها نهائيا.
إيران تستقوي بروسيا
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي محمد زنكنة خلال حواره مع ميرنا منذر ضمن ستديو الآن، إن إيران تستخدم إسرائيل “شماعة” لاستهداف الأراضي العراقية ، مبينا أن إيران تملك قواعد عسكرية وميليشيات في سوريا وإذا أرادت أن ترد على إسرائيل؛ فلتتوجه إلى هضبة الجولان التي تخلى عنها حافظ الأسد من عام 1967.
إيران تريد أن تصفي حساباتها في مناطق أخرى ، ودائما ما تنادي ضد إسرائيل وأمريكا ولم نرى منها شيئا.
وأوضح أن إيران استمدت قوتها من الاستقواء الروسي على أوكرانيا الذي فتح المجال ليكون لروسيا قوة ونفوذا أوسع وأكبر في المنطقة .
مبينا أن إيران تحاول بسط نفوذها في العراق وسوريا واليمن ، وتهدد السلم في هذه الدول ودول الخليج أيضا.
مشيرا إلى أن هذا توقيت الهجوم ليس مناسبا لإيران التي تحاول إحياء الاتفاق النووي مع أمريكا والدول الأوروبية.
السيادة العراقية
بعد ساعات من الهجمات التي تبناها الحرس الثوري الإيراني على أربيل بالعراق، قال اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقي، إن عملية استهداف قاعدة حرير، في محافظة أربيل، بإقليم كردستان، والتي حدثت، الأحد، لم تتسبب في أي أضرار بصفوف قوات التحالف الدولي المتواجدة، أو المواطنين، أو العاملين في القاعدة.
وأضاف رسول في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن”، أنه يوجد الآن تحقيق يجري، لمعرفة كيفية عملية إطلاق الصواريخ باتجاه قاعدة حرير، مشيرا إلى أن هذه العملية ليست من مصلحة العراق.
وشدد رسول- في تعليقه على العملية- أنه على الجميع احترام سيادة العراق.
وأكد أن هناك عمل دبلوماسي يجري الآن بين الحكومة العراقية، ونظيرتها الإيرانية، خاصة بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني عن وقوفه واء عمليه الاستهداف بالصواريخ.
استدعاء السفير الإيراني
وفي هذه الاثناء عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق اجتماعاً استثنائياً، برئاسة مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء للبحث في الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل ، وتسبّب في وقوع خسائر، وترويع سكّان المدينة.
وأكد المجلس أن الاعتداء بالصواريخ الذي انطلق من الأراضي الإيرانية واستهدف مدينة أربيل العراقية يعدّ اعتداءً على مبدأ حسن الجوار بين العراق وإيران، والعلاقة التأريخية التي تربط شعبي البلدين الجارين، فضلاً عن كونه انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية.
وبيّن المجلس أن العراق سبق أن أعلن رفضه انتهاك سيادته واستخدام أراضيه لتصفية الحسابات بين الدول والجهات، مشدداً على موقف العراق برفض استخدام أراضيه للاعتداء على دول الجوار.
واستدعت وزارة الخارجية السفير الإيراني ببغداد، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية استهداف أربيل.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان مقتضب، إن “وزارة الخارجية استدعت السفير الإيراني ببغداد وأبلغته احتجاج الحكومة العراقية على الأحداث الأخيرة”.
وقالت الوزارة في بيان أن هذا الاستهداف تسبّب في خسائر مادّية، وأضرار بمنشآت مدنيّة ومساكن للمواطنين، علاوة على بثّ الخوف بين سُكّان تلك المناطق.
وإذ تُجَدِّدُ وزارة الخارجيَّة إدانتها للإنتهاك السافر الذي طال سيادة و أراضي جُمهوريَّة العراق، تؤَكِّدُ أنَّ مواقفَ كهذه لن تكون سوى عامِل خرقٍ لمبادئ حُسن الجوار وستلقيّ بظلالها على مشهد المنطقةِ لتزيده تعقيداً.