مواطن أوكراني: ما نراه في الأخبار عن ماريوبول لا شيء مقارنة بالواقع
- تتعرض مدينة ماريوبول الأوكرانية لشتى أنواع القصف
- يقصفها الروس كل 15 دقيقة من جميع الاتجاهات: براً وبحراً وجواً
- يضطر كثير من الأوكرانيين إلى النزوح من مدينة إلى أخرى بسبب القصف الروسي المكثف
تتعرض مدينة ماريوبول الأوكرانية لشتى أنواع القصف، إذ يقصفها الروس كل 15 دقيقة من جميع الاتجاهات: براً وبحراً وجواً.
بيد أن الحال في المناطق الأوكرانية الأخرى ليس أفضل بكثير من مدينة ماريوبول، إذ يضطر كثير من الأوكرانيين إلى النزوح من مدينة إلى أخرى بسبب القصف الروسي المكثف.
تم قصف جميع المباني والمخازن والمراكز تقريباً وحرق الكثير من المنازل
رومان سكلياروف
في مقابلة خاصة مع أخبار الآن يقول المواطن الأوكراني رومان سكلياروف: “هربت من ماريوبول كان ذلك يوم 24 فبراير، في الصباح تلقيت مكالمة, لقد كنت نائماً استيقظت عندما اتصل بي صديقي وقال إن هناك حرب ادركت ذلك لكن لم أصدق أن هذا صحيح.. فتحت النافذة وسمعنا انفجارات وطلقات رصاص إذ أطلق أحدهم النار وبالطبع كنا خائفين للغاية، قررت على الفور أننا بحاجة إلى التحرك وعلى الفور اتصلت بوالديّ وحاولت إقناعهم بالمغادرة وقضيت ثلاث ساعات لنقلهم وأخذ الأمتعة والهرب من المدينة بالسيارة ذلك اليوم، وأمضينا يومين للوصول إلى كييف لذا فإن معظم أصدقائي والذين أعرفهم لا يزالون هناك بعض الناس غادروا قبل بضعة أيام.
عن حال المدن الأوكرانية يقول رومان إن إحدى صديقاته اتصلت به قبل يومين وقالت إن حالة المدن مروعة للغاية، قالت إنها كارثية، مضيفة أن ما نراه في الأخبار لا شيء مقارنة بالواقع، فهو أسوأ بكثير لأن الكثير من المدنيين قتلوا بقصف روسي، وكل 15 دقيقة يقصفون المدينة بواسطة السفن البحرية وبواسطة الطائرات المقاتلة والدبابات، كماأن الأمر لا يتوقف وهناك لا يوجد طعام أو كهرباء وخدمة الهاتف المحمول مقطوعة، وكل يوم يحاول الاتصال بالبعض ولكن لا أحد يجيب.
كيف هو الحال في ماريوبول؟
يقول المواطن الأوكراني رومان سكلياروف إنه علم من أقاربه أن المدينة الآن في حالة مروعة، إذ تم قصف جميع المباني والمخازن والمراكز تقريباً وحرق الكثير من المنازل، وقبل أيام قليلة شاهد مقطع فيديو وصور كانت إحداها لمنزله المدمر، وكم كانت دهشته كبيرة عندما رأى ذلك بعينيه بأن منزله دمر تماماً وحُرق، وهو يعلم أنه في هذه المدينة الكثير من القتلى الذين كانوا ملقين على الأرض ولا يمكن لأحد انتشالهم.
يضيف رومان أنها كارثة حقيقة إذ لا يسمح الروس بإحضار بعض الطعام إلى المدينة، كما أنه لا توجد أي ممرات إنسانية، رغم أن السلطات في أوكرانيا حاولت المساعدة في إنشاء ممرات إنسانية لكن ذلك لم يحدث.
يؤكد المواطن الأوكراني أن الناس يحاولون الإخلاء بأنفسهم وخاصة ممن لديهم سيارات وبنزين، بينما ما تزال جدته هناك في ماريوبول.
هل يمكن العودة إلى المدينة؟
يجيب رومان على هذا السؤال بالقول إنه لا يستطيع أن يتخيل كيف يمكننه العودة الآن لأن كل شيء مدمر بالكامل.
يقول المواطن الأوكراني إنه يتمنى أن يعود ليرى كيف هو الوضع في الواقع لكنه يفهم أنه في هذه الحالة لا يمكن العيش في المكان المدمر.
يضيف رومان بحسرة أنه خسر كل شيء.. ليس فقط منزله بل فقدت كل المدينة، لكنه بعد كل هذه الأشياء الكارثية التي يراها ويسمع عنها سيبحث عن مكان آخر لبدء حياة جديدة
يؤكد المواطن الأوكراني إنه عندما كان في كييف بدأ الأمر يتفاقم أكثر فأكثر، لذلك تحرك (شأنه في ذلك شأن الكثير من الأوكرانيين) بعيداً قليلاً عن كييف بالقرب من المطار، وكان هناك مدينة أخرى قريبة من كييف وكانت آمنة ولكن بالأمس كان القصف على كييف بقنابل كبيرة من قبل الروس، حيث دمر الكثير من المباني الكبيرة مع المركز الترفيهي والمتاجر.
يقول رومان إنه أمر لا يصدق.. هو لا يعرف ما نوع القنبلة لأنها سقطت في الليل لكن الكثير من أصدقائه سمعوها جميعاً.
ويخشى رومان أن يحاول الروس تكرار ما حدث في ماريوبول لكنه يأمل ألا يحدث ذلك.
رسالة للأوكرانيين..
يوجه رومان رسالة لجميع الأوكرانيين وهي أنهم يجب ألا يستسلموا وعليهم أن يقاوموا لأن ثمن هذه الحرب هو حرية الأوكرانيين وإذا خسروها فسوف يخسرون حريتهم في ظل النظام الروسي الذي يقوده ديكتاتور، لذا فهو يعتقد أن على الأوكرانيين الإيمان بأمر أفضل.
إضافة إلى ذلك يوجه رومان الشكر لكثير من الأشخاص الذين يدعمون أوكرانيا والشعب الأوكراني.
يرى رومان مدى اتحاد الأوكرانيين في هذه المحنة، يساعده من الأشخاص ويساعدون أصدقائه في هذا الموقف الصعب، وهي لحظة مهمة للغاية لأن الكثير من البلدان الآن متحدة كما لم يحدث من قبل.