بعد مطالبة بوتين ببيعه بالروبيل.. أوروبا تستعد للتخلي عن الغاز الروسي
- أوروبا شعرت منذ فترة أن اعتمادها على الطاقة من الدب الروسي أمر مقلق
- أوروبا اتخذت قرارها بالاستغناء عن الغاز الروسي
- أوروبا تمتلك الكثير من البدائل عن الغاز الروسي لكنها بدائل تحتاج إلى استثمار طويل المدى
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بعدم بيع الغاز الروسي إلا بالروبيل خاصة للدول التي وصفها بغير الصديقة ودول الاتحاد الأوروبي، وقرار بوتين يأتي ردا على العقوبات الأمريكية والأوروبية التي فرضت على بلاده جراء غزو أوكرانيا التعسفي.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور جاسم عجاقة خلال برنامج ستديو الآن مع الزميل سيف الدين ونوس: إن أوروبا اتخذت قرارها بالاستغناء عن الغاز الروسي ، لكن هذا الأمر لن يتم في المدى القصير ، لأن أوروبا اعتمدت على الغاز الروسي بشكل كبير لعدة أسباب ، أهمها: سعره المنخفض وقرب امداده عبر الأنابيب.
وأوضح أن أوروبا شعرت منذ فترة أن اعتمادها على الطاقة من الدب الروسي أمر مقلق ، وربما اعتقدت في وقت من الأوقات أنها إذا أقامت علاقات اقتصادية مع روسيا فإنها ستثنيها عن أفكارها التوسعية في أوروبا الشرقية.
من جهته قال الاقتصادي وخبير المخاطر المالية محي الدين قصار: إن أوروبا تمتلك الكثير من البدائل عن الغاز الروسي ، لكن هذه البدائل تحتاج إلى استثمار طويل المدى.
وأوضح أن الطاقة البديلة كالرياح والطاقة الشمسية لا تلبي الحاجة الضرورية المطلوبة في أوروبا.
وأشار خلال حديثه لبرنامج ستديو الآن: إن أوروبا تمتلك محطات طاقة نووية وإذا أرادت زيادة معدلات الطاقة عليها أن تنشئ محطات طاقة نووية جديدة، وهي تأخذ وقتا من 10 إلى 15 عاما.
أسواق الطاقة
تواجه أسواقُ الطاقةِ العالمية تطوراتٍ متلاحقة منذ اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا، مما يضغط على الإمدادات العالمية بشكلٍ غير مسبوق، وسط عقوباتٍ متبادلة بين الدول الغربية وروسيا، كان آخرُها قرار موسكو بيع الغاز الروسي بـ”الروبل”.
في الوقت الذي أكد فيه محللون بأسواق النفط أن القرارَ الروسي يأتي لمحاولة الالتفاف حول العقوبات المالية، لكنه سيواجهُ صعوباتٍ أمام التطبيق العملي. لا سيما مع استحالة الحصول على الكميات اللازمة من العملة الروسية لسداد مستحقات النفط والغاز.
وبغض النظر عن إمكانية التطبيق، فالدولُ الأوروبية تبحث الآن عن البديل، حيث أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن صفقة كبيرة للغاز الطبيعي المُسال، في محاولة لتقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية.
ويشمل الاتفاق تزويد واشنطن دول الاتحاد الأوروبي بغاز إضافي، يعادل عشرةً بالمئة مما تستقبله الآن من الغاز الروسي، بنهاية العام الجاري.
وجاء الإعلان خلال الزيارة التي أجراها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى بروكسل.
الاتحاد الأوروبي قال إنه سيوقف فعليا استخدام الوقود الروسي، ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
تحذير أمريكي منذ عقود
“إن خط أنابيب الغاز البالغ طوله 3500 ميل، من سيبيريا إلى ألمانيا، يمثل تهديدا مباشرا لمستقبل أوروبا الغربية”، لم يكن هذا التحذير الوارد في تقرير لوكالة الاستخبارات الأمريكية، مقدما للرئيس جو بايدن، بل كانت الـ”سي آي إيه” تقدم إحاطتها للرئيس الراحل رونالد ريغان قبل أكثر من أربعة عقود، بحسب ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز“.
ويحذر التقرير، من “تداعيات خطيرة”، من جراء اعتماد أوروبا الخطير على الوقود الروسي، واليوم بات الأوروبيون يدركون المخاطر بالفعل بعد نشوب الحرب الدائرة على بوابتهم الشرقية، ويساعدون في تمويلها، من خلال مشترياتil من موسكو، ويبدون عاجزين عن فعل عكس ذلك.
كان خط الأنابيب هذا بالحقبة السوفيتية، موضوع معركة مريرة خلال إدارة ريغان، في وقت كان يشهد بداية اعتماد أوروبا الشديد على الغاز الطبيعي الروسي لتدفئة المنازل والوقود.
بوتين يصر على بيع الغاز بالروبل وأوروبا تفكر بحظره
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن أن روسيا لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل لقاء إيصال الغاز إلى “دول غير صديقة”، بما في ذلك جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بعد فرض عقوبات مشددة عليها جراء غزوها لأوكرانيا.
وأثار قرار بوتين الكثير من التساؤلات حول ما إن كان ذلك يتوافق مع شروط العقود التي أبرمتها موسكو مع “الدول غير الصديقة” وفقا لوصفه.
وأضاف بوتين خلال اجتماع حكومي “قررت تنفيذ مجموعة من الإجراءات لجعل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول غير صديقة بالروبل الروسي”، ووجه بتنفيذ التغييرات في غضون أسبوع.
في الوقت الراهن، تم تجنيب المحروقات الروسية إلى حد كبير من العقوبات الغربية القاسية ضد روسيا.
ورغم أن واشنطن فرضت حظرا على الغاز والنفط الروسيين، إلا أنهما لا يزالان يتدفقان إلى أوروبا التي تعتمد كثيرا على المحروقات الروسية وتعد السوق الأول لموسكو.
لكن الاتحاد الأوروبي بات يفكر أيضا بفرض حظر على النفط الروسي.