“الثقة” بين أوكرانيا وروسيا سبب عدم التوصل لنتائج في المفاوضات
- ماريوبول مدينة مدمرة بالكامل وما حدث بها أشبه بالمذابح
- ماريوبول تحتاج 10 مليارات دولار لإعادة إعمارها
- أوكرانيا بدأت الصراع تتحدث عن الانضمام للناتو ولكن الآن وافقت على الحياد
- هناك رغبة قوية من الجانبين للتوصل إلى اتفاق ولكن تبقى الثقة غائبة
أثارت الغارة الجوية الأوكرانية على الأراضي الروسية الغموض حول ملامح الفترة المقبلة من الصراع الأوكراني الروسي والذي بدأ منذ أن قررت روسيا غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
حيث انه وسط محاولات من هنا وهناك لوقف إطلاق النار بين الجانبين والسعي لإجلاء المدنيين من المدن الأوكرانية المحاصرة، فقد اعتبرت موسكو أن هذه الغارة ستعيق المفاوضات بين الطرفين.
حلقة اليوم من ستوديو الآن تناولت ملفين مهمين للغاية الاول هو مصير مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة من القوات الروسية، أما الملف الثاني خاص بالمفاوضات بين الطرفين وهل تحقق تقدماً ملموساً على طريق التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار؟
في البداية تحدث محمد العروقي الكاتب والباحث السياسي من كييف عن مستقبل المدينة الساحلية قائلاً، “ماريوبول لم تعد كما كانت قبل الحرب، وفقاً لتصريحات رئيس البلدية هي تحتاج إلى 10 مليارات دولار لإعادة إعمارها بالكامل نظراً لما حدث بها من دمار شامل جراء الحرب”.
محمد العروقي: روسيا دمرت ماريوبول وارتكبت مجازر فيها
وأضاف العروقي أن ماريوبول باتت مدمرة بالكامل، وحدث بها ما يشبه المذابح منذ أن بدأ الغزو الروسي، ولعل أبرز الأحداث هي قصف دار الأوبرا الذي أدى إلى قتل اكثر من 300 شخص معظمهم أطفال.
ووأردف العروقي أن إحتلال روسيا لهذه المدينة يعني السيطرة الكاملة على بحر آزوف، بينما ستفقد أوكرانيا أحد أهم شرايينها الاقتصادية ولن يتبقى لها أي منفذ بحري سوى مدينة أوديسا على البحر الأسود.
أما بالنسبة للمفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني، فقد أكد وسيم أبو حسن رئيس تحرير موقع بولندا بالعربي أن الطرفين باتا أكثر واقعية في جميع الملفات سواء سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً، عن الوقت الذي بدأت فيه الحرب أواخر فبراير الماضي.
وأضاف أبو حسن أن أوكرانيا في باديء الأمر كانت تتحدث عن رغبة أكيدة في الإنضمام إلى حلف الناتو، بينما الآن وافقت على أن تكون محايده ولا تنضم إلى الاتحاد الاوروبي.
وبالنسبة للجانب الروسي كانت تصريحاته في البداية تتحدث عن وجود مجموعات نازية تسيطر على الحكم في أوكرانيا ويجب الإطاحة بها، بينما الآن الحديث برمته عن حياد أوكرانيا.
كما كانت أوكرانيا تعول الكثير مع بداية الازمة على مساندة اكثر من الناتو او بالاحرى التدخل بشكل مباشر في الصراع ولكن ما حدث كان مساعدات إنسانية وعسكرية فقط، وعلى الجانب الآخر ورغم توقع روسيا للعقوبات الاقتصادية الموقعه عليها إلا أنها لم تتوقع أن تكون بهذا الحجم وهذه السرعة.
في الآخير باتت هناك رغبة واضحة من الطرفين إلى التوصل لاتفاق حقيقي ولكن تبقى الأزمة الحالية هي غياب الثقة.