“حرة الهند”.. إصدار جديد لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري “المنسلخ عن الواقع”
- هذا الفيديو هو إثبات على أن الرجل على قيد الحياة
- لم يتطرق الظواهري إلى أي أحداث جسام يمر بها التنظيم
لم تعد منشورات السحاب الذراع الإعلامية لقيادة تنظيم القاعدة المركزية تستقطب كثير اهتمام. فهي لا تتعدى أن تكون محاضرات إنشائية مرتجعة من سنوات سابقة.
ما بثته السحاب مساء الثلاثاء ٥ أبريل لم يكن مختلفاً. التسجيل المرئي الجديد لا يتجاوز تسع دقائق وعنوانه ”حرةُ الهند.“ وفيه يتحدث زعيم التنظيم أيمن الظواهري عن المضايقات التي تتعرض لها المسلمات المحجبات في الهند.
إذا أردت مشاهدة أبرز ما جاء في هذا الإصدار وتبعاته بالفيديو:
وهنا يُشير على ما يبدو إلى فيديو من شهر فبراير الماضي ظهرت فيه الطالبة الجامعية موسكان خان وهي تتحدى بشجاعة طلاباً هندوس استهزؤوا بحجابها. يشيد الظواهري بالفتاة ويعيد استخدام مصطلحات من منشورات سابقة واصفاً ما يحدث في الهند بأنه ”معركة وعي.“ ويقول إنه ”تأثر جداً“ بالفتاة، فكتب فيها شعراً ”رغم أني لستُ بشاعر.“ ويختم بخمسة عشر بيتاً من الشعر لن تخدم مسلمي الهند؛ بل ستأتي عليهم بما لا تُحمد عقباه عندما يستغلها هندوس متطرفون لتبرير تطرفهم.
حيّ يُرزق
نعم، هذا الفيديو هو إثبات آخر على أن الرجل على قيد الحياة؛ بل إنه يبدو في صحة جيدة. في أكتوبر ٢٠٢٠، راجت شائعات بأنه توفي وعزز ذلك غيابه عن أحداث جسام أصابت التنظيم من شرقه إلى غربه؛ فلم تكن منشورات السحاب المرئية التي ظهر فيها الظواهري مواكبة للأحداث؛ إلى أن بُث جزء آخر من سلسلة ”القدس لن تُهوّد“ في يوم ١١ سبتمبر ٢٠٢١، وأشار فيه الظواهري إلى هجوم تل السمن، في الرقة السورية، الذي تبناه فرع التنظيم في الشام، حراس الدين، في يناير ٢٠٢١. في نفس اليوم، نشرت السحاب كتاباً من تأليف الظواهري يتكون من أكثر من ٨٠٠ صفحة موضوعه ”الفساد السياسي“ عبر تاريخ المسلمين. يبدو الكتاب أنه حصيلة بحث انشغل به الظواهري طوال سنوات. المقدمة موقعة بتاريخ أبريل ٢٠٢١. وهذا كان بمثابة ”إثبات حياة“ آخر.
قائد يقود
مسألة حياة الرجل أو وفاته مهمة لأنصار التنظيم وعناصره لأنها، وبعيداً عن الأمور الفقهية التي يدثرون أنفسهم بها، ثمة مسألة تنظيمية تنعكس على استجابة التنظيم لأحداث جسام تمرّ بها الأفرع. وهذه أحداث لا تتعارض مع ”اللامركزية“ التي يتنطع بها البعض لتبرير هذا الغياب. الانشقاق الذي وقع في قاعدة اليمن وقاده أبو عمر النهدي لم يكن شأناً داخلياً خاصة أن الرجل ومن معه وهم قادة ميدانيون وقضاة رفعوا مظلمة يطالبون فيها بتدخل الظواهري نفسه لحل الخلاف مع باطرفي زعيم التنظيم.
انحياز حراس الدين في الشام وكسر شوكتهم وترك من بقي منهم بلا حول ولا قوة ليس شأناً يتعارض مع لامركزية الظواهري. وكذلك الدعوات الجادة في مالي لبدء مفاوضات بين الحكومة وإياد أغ غالي زعيم نصرة الإسلام والمسلمين على غرار اتفاق أمريكا مع طالبان. وهنا الطامة الكبرى. لم يتطرق الظواهري في أي حديث إلى استحواذ طالبان على الحكم في أفغانستان، وإنكارهم أي بيعة من الظواهري، وتواصلهم مع دول لا تختلف عن حكومة الهند في انقضاضها على الإسلام مثل الصين التي تمنع الحجاب والعبادة في إقليم شنجان الإيغوري؛ وروسيا التي تقصف المسلمين في إدلب.
منسلخ عن الواقع
لم يتطرق الظواهري في منشوراته الأخيرة إلى أي من هذه الأحداث الجسام واكتفى بنشر مجلدات من الكتب ومحاضرات مرتجعة منسلخة عن الواقع. فمن يبت في شؤون التنظيم الآن؟ هل تفرغ الظواهري للتأليف ونقل الحكم إلى سيف العدل الذي يعيش في طهران حياة لا إقامة جبرية فيها؟ ودليل هذا أن صاحبه أبا محمد المصري قُتل في واحد من أرقى أحياء طهران في أغسطس ٢٠٢٠ وكان مع ابنته في سيارة يقودها. هذا أمر يتعين على تنظيم القاعدة أن يبت فيه.