كيف هي الظروف المعيشية في شنغهاي حاليا في ظل الإغلاق بسبب فيروس كورونا؟

  • ظروف صعبة في شنغهاي
  • إغلاق كامل في المدينة الصناعية الأكبر في الصين
  • المدينة تشهد أكبر تفش لكورونا منذ بدء الوباء

مع مرور 17 يوما على إغلاق السلطات الصينية منطقة شنغهاي، وعدم وجود ما يشير إلى تخفيف القيود قريبا، في ظل محاولات احتواء تفشي وباء كورونا، يتزايد القلق بشأن الأضرار الاقتصادية والصدمات المحتملة من جراء توقف النشاط في واحدة من أكبر المدن في العالم وأكثرها ثراء.

حول الظروف المعيشية في شنغهاي  تحدثنا مع أنس مُلايل و هي طالبة دكتوراه في الدراسات الصينية في شنغهاي، لسؤالها عن الظروف الحالية هناك؟ وسبل العيش في ظل تلك الأوضاع الصعبة.
وقالت أنس إن الإغلاق التام في شنغهاي بدأ في آخر شهر مارس، فيما قامت الحكومة بتقسيم شنغهاي إلى منطقتين.
وأضافت: “المنطقة التي أعيش فيها أنا بدأ الإغلاق فيها من أول شهر أبريل لمدة خمسة أيام لكن عدد المصابين بكورونا يتزايد لذلك حكومة شنغهاي قامت بتمديد الإغلاق التام”.
وتابعت: “الأكثرية من الناس يبقون في بيوتهم ولم يحاولوا الخروج عن القانون، لكن إذا يوجد فرد أو أشخاص خرجوا عن قانون الحجر الصحي يتم مقاضاتهم ويجبروا على دفع غرامة للدولة لكن الأغلبية تبقى في البيت بسبب ازدياد الإصابات “.
طالبة تونسية تكشف لـ"أخبار الآن": هكذا تبدو الأوضاع المعيشية في شنغهاي في ظل الإغلاق
الطالبة التونسية التي تعيش في شنغهاي منذ 2016 تحدثت عن وضع الدراسة في ظل إغلاق شنغهاي التام وقالت  إن الدراسة الآن عن بعد والعمل عن بعد في المنزل.
ولكن كيف يمكن تأمين الطعام وسط تلك الظروف؟
سؤال وجهناه لطالبة الدكتوراه التونسية، التي قالت، إن الكثير من الناس اشتروا الغذاء لمدة خمسة أيام لكن بعد تمديد الإغلاق قامت حكومة شنغهاي بتوزيع الغذاء لكل الأحياء هناك.
وتضيف الطالبة أنس: “يوجد العديد من المتطوعين في شنغهاي في كل حي وفي كل بناية ساعدونا بشكل كبير، وفي الوقت الحالي كل يوم من الضروري إجراء اختبار كورونا لكن حاليا في البناية التي أتواجد فيها لا يوجد به مصابون لذلك الآن نكتفي  بإجراء  اختبار الكوفيد المنزلي وهو سهل الاستعمال ومن بعد ذلك يأتي المتطوعون ويأخذوه “.
طالبة تونسية تكشف لـ"أخبار الآن": هكذا تبدو الأوضاع المعيشية في شنغهاي في ظل الإغلاق
 بما أن إغلاق شنغهاي تزامن مع شهر رمضان المبارك سألنا الطالبة التونسية أنس مُلايل،  كيف تؤمن الغذاء وعن أجواء الشهر: تكمل أنس “من قبل الإغلاق كنا نحن التوانسة نتقابل في مطاعم عربية لكن الآن الجميع في بيوتهم بسبب ظروف الإغلاق لذلك هناك توانسة يتصلون ببعض لكي يأخذوا من بعض وصفات الطعام وطبخها في البيت”.
وتتابع: وإذا لم يتوفر لدي شيء معين من الخضار أقوم باستبدالها مع الجيران بشيء آخر أو مع شريكتي في السكن، وهي صينية وساعدتني بشكل كبير وأتحدث مع أهلي خلال بقائي في المنزل لكي لا أشعر أني وحيدة خلال الإفطار في هذا الوقت الصعب” .

طالبة تونسية تكشف لـ"أخبار الآن": هكذا تبدو الأوضاع المعيشية في شنغهاي في ظل الإغلاق

وشهدت شنغهاي زيادة في عدد حالات كورونا منذ أواخر مارس ويراقب العالم عن كثب تطورات الوباء وعمليات الإغلاق في منطقة شنغهاي، التي تبقي معظم سكانها البالغ عددهم 26 مليونا محاصرين في منازلهم ومنذ أسابيع، ظل الناس محبوسين في منازلهم وشققهم، وكثير منهم غير قادرين على تأمين الغذاء والإمدادات.

وفي الوقت الذي تكافح فيه شنغهاي أسوأ تفش لكورونا في البلاد منذ عامين، يقوم الناس في بقية أنحاء الصين بتخزين الضروريات في الوقت الذي يستعدون فيه لاحتمال حدوث عمليات إغلاق مماثلة.

وفي بكين، حيث تم إغلاق بعض الأحياء السكنية في الأسابيع الأخيرة مع اكتشاف العدوى، أفرغت أرفف السوبر ماركت في بعض أجزاء المدينة من ورق التواليت والأطعمة المعلبة والمعكرونة سريعة التحضير والأرز في الأيام الأخيرة، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

 

وتلتزم الصين سياسة تقوم على فرض تدابير إغلاق سريعة وإجراء فحوص واسعة النطاق وقيود على السفر لوقف تفشي الفيروس بينما يرتفع عدد الإصابات اليومية في شنغهاي جراء تفشي المتحورة أوميكرون في المدينة.

وتعرضت استراتيجية “صفر إصابات كوفيد” التي تتبعها بكين إلى ضغوط منذ آذار/مارس إذ فرضت السلطات الصينية إغلاقا على مرحلتين على سكان شنغهاي، المدينة البالغ عدد قاطنيها 25 مليون نسمة والتي سجلت فيها أكثر من مئة ألف إصابة بالفيروس، ما أدى إلى شكاوى من نقص في الغذاء وصدامات مع موظفين صحيين.