إغلاق مدينة شنغهاي الصينية يقلق العالم
- يتزايد القلق بشأن الأضرار الاقتصادية من جراء إغلاق شنغهاي
- تلعب شنغهاي التي تقع على الساحل الشرقي للصين دورا كبيرا في الاقتصاد العالمي
- تعد منطقة شنغهاي الكبرى مركزًا صناعيًا رئيسيًا للصناعات
يتزايد القلق بشأن الأضرار الاقتصادية والصدمات المحتملة من جراء توقف النشاط في واحدة من أكبر المدن في العالم وأكثرها ثراء، وذلك بعد حوالي عشرين يوما على إغلاق السلطات الصينية منطقة شنغهاي، وعدم وجود ما يشير إلى تخفيف القيود قريبا، في ظل محاولات احتواء تفشي وباء كورونا.
وتلعب شنغهاي التي تقع على الساحل الشرقي للصين، جنبا إلى جنب مع مدينة كونشان المجاورة، التي أغلقت في وقت سابق من هذا الشهر، دورا كبيرا في الاقتصاد العالمي.
يشير محللون إلى أن عمليات الإغلاق الكاملة أو الجزئية في 45 مدينة صينية، تؤثر على ربع السكان وحوالي 40 في المئة من الاقتصاد الصيني.
ويراقب العالم عن كثب تطورات الوباء وعمليات الإغلاق في منطقة شنغهاي، التي تبقي معظم سكانها البالغ عددهم 25 مليونا محاصرين في منازلهم، لثلاثة أسباب على الأقل، بحسب تحليل في شبكة سي أن أن.
العديد من سائقي الشاحنات يعانون من أجل إدخال حاويات إلى ميناء شنغهاي والخروج منه في الوقت المحدد
وسائل إعلام صينية
أول الأسباب أن هذه المنطقة بمثابة مركز ضخم للأعمال التجارية والمالية، حيث أن لديها أكبر ناتج محلي إجمالي بين جميع المدن الصينية، يبلغ 679 مليار دولار، كما أن بها ثالث أكبر سوق للأوراق المالية على مستوى العالم من حيث قيمة الشركات التي تتاجر هناك، بعد بورصتي نيويورك ولندن، وبها خامس أكبر عدد من المليارديرات في العالم.
وتعد شنغهاي، الوجهة الأكثر جاذبية للأعمال التجارية الدولية التي تتطلع إلى التواجد في الصين القارية، حيث أنه بحلول نهاية عام 2021، أنشأت أكثر من 800 شركة متعددة الجنسيات مقار إقليمية أو قطرية فيها، وفقا لسلطات المدينة.
في مقابلة خاصة مع أخبار الآن مع الزميل سيف الدين ونوس يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور عارف عبيد لبرنامج ستديو الآن إن استمرار إغلاق شنغهاي سيخلق أزمة تتجاوز الصين.
ميناء شنغهاي هو الأكثر ازدحاما في العالم لحركة مرور الحاويات، حيث نقلت عبره 47 مليون وحدة من البضائع في عام 2021، ما يمثل أربعة أضعاف الحجم الذي تم في ميناء لوس أنجلوس. وشكل الرقم 16.7 في المئة من إجمالي شحنات الحاويات في الصين العام الماضي.
كما أن شنغهاي أيضا مركز رئيسي للطيران في آسيا، حيث تعامل مطاري المدينة مع 122 مليون مسافر في عام 2019، مما يجعلها رابع أكثر المراكز ازدحاما في العالم، بعد لندن ونيويورك وطوكيو.
لكن تفشي فيروس كوفيد تسبب في تأخيرات الموانئ بدرجة أسوأ، وأدى إلى تعليق العديد من رحلات الركاب، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن الجوي، وفرض مزيد من الضغط على سلاسل التوريد العالمية.
لا يزال ميناء شنغهاي يعمل، لكن بيانات الصناعة الصادرة في أواخر مارس أظهرت أن عدد السفن التي تنتظر التحميل أو التفريغ قد ارتفع إلى مستوى قياسي.
في مقابلة خاصة مع أخبار الآن مع الزميل سيف الدين ونوس يقول الاقتصادي وخبير المخاطر المالية محي الدين قصار لبرنامج ستديو الآن عن تداعيات إغلاق شنغهاي على الاقتصاد العالمي.
وأفادت وسائل الإعلام الحكومية أيضا أن العديد من سائقي الشاحنات يعانون من أجل إدخال حاويات إلى الميناء والخروج منه في الوقت المحدد، بسبب قيود السفر.
تعد منطقة شنغهاي الكبرى، التي تضم كونشان والعديد من المدن الشرقية الأخرى، مركزًا صناعيًا رئيسيًا للصناعات بدءا من السيارات إلى أشباه الموصلات.
لكن قيود كورونا أجبرت العديد من المصانع على تعليق عملياتها في شنغهاي وكونشان، ما يهدد بتعطيل سلاسل التوريد الرئيسية للسيارات والإلكترونيات.