تعتبر معركة دونباس في الشرق الأوكراني في مواجهة القوات الروسية، حاسمة بالنسبة إلى أوكرانيا، وفق ما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أوليكسندر موتوزيانيك مؤخراً، والذي رأى أنّ روسيا تهدف إلى دفع قوات بلاده خارج المناطق الشرقية في لوغانسك ودونيتسك والحفاظ على ممر بري لشبه جزيرة القرم موقتاً، قبل التاسع من مايو المقبل، وذلك بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية.
- معركة دونباس في الشرق الأوكراني ضدّ القوات الروسية حاسمة بالنسبة إلى أوكرانيا
- النائبة الأوكرانية كيرا راديك لأخبار الآن: نستعد للمعركة وعلى شركائنا مدّنا بالأسلحة الثقيلة
- راديك: هدفنا الآن أن نحارب الروس ونهزمهم في دونباس ثمّ الإتجاه جنوباً وتحرير ماريوبول
- رغم العقوبات دفعت أوروبا لروسيا الشهر الماضي 35 مليار دولار ما يعني مليار باليوم الواحد
- راديك: أطفال ماريوبول يعيشون في ظلّ ظروف غير إنسانية وهم محاصرون من دون طعام وماء
“أخبار الآن” أجرت لقاءً خاصاً مع النائبة الأوكرانية وزعيمة حزب “هولوس” السياسي، كيرا راديك، التي انتشرت لها صور بينما تحمل السلاح استعداداً لقتال الروس الغزاة، وقد أكّدت أنّ بلادها بحاجة إلى مدّها بالسلاح الثقيل من أجل الإستمرار في الوقوف في وجه روسيا، مؤكدّةً أنّ بلادها ستربح تلك الحرب تماماً، إذ “ليس أمامنا خياراً آخر وليس لدينا سوى وطن واحد، وسنحارب من أجله”.
أنا متأكّدة من أننا سنربح تلك الحرب تماماً، فليس أمامنا خياراً آخر وليس لدينا سوى وطن واحد، وسنحارب من أجله
النائبة الأوكرانية كيرا راديك
وقالت: بصفتي عضو في البرلمان الأوكراني وكقائدة لشعبي، أشعر بالقوّة بسبب شجاعة جنودنا وبمقاومة كلّ مواطن أوكراني يقف بمواجهة الشر. نحن نعلم أنّنا لسنا لوحدنا في تلك المعركة، هناك الملايين عبر العالم يقفون معنا ويدعموننا، وهناك بلدان تساعدنا في القتال لكي نربح في تلك المعركة ضدّ الشر. نحن نعلم أنّه مرّ 56 يوماً على الحرب وقد حصلت خلال ذلك الوقت العديد من المفاوضات، لكن الآن يقف العديد من الدول الديمقراطية خلفنا، وتقدم المساعدة لأوكرانيا كي تحارب روسيا وتخرجها من أراضينا، ولضمان أنّ بلدنا سيبقى بلداً ديمقراطياً وبلداً يحدد هو مصيره، هذا رأيي وذلك ما نلمسه”.
وعن الأوضاع الراهنة في كييف، قالت راديك المتوجدة في العاصمة الأوكرانية حالياً: “بعدما احتلت روسيا بعض المدن تمّ إجبارها على التراجع إلى خارج حدود المدينة، فعاد الناس، لكن نحن المسؤولون نطلب منهم عدم العودة لأنّنا لا نعلم ما هي المناطق الآمنة، صدقاً لا يوجد مكان آمن في أوكرانيا حالياً، لكن نحن نقول لهم يجب أن تفكّروا أين يمكنكم أن تكونوا الأكثر فائدة لبلدكم، وإذا قرّر الناس أنّ وجودهم هنا هو الأكثر فائدة، فعندها سيعودون. تعرضت كييف لقصف جوي منذ بضعة أيّام استهدفت البنية التحتية والمدنيين، لكنّ الناس يحاولون العيش من جديد هنا، فهم عادوا إلى العمل وأعادوا فتح محالهم وغيرها من الأمور، إذاً الحياة تستأنف هنا”.
وعن المعركة المرتقبة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، وأهمية تلك المعركة ومدى الإستعداد الجانب الأوكراني لها، ردّت بالقول: “من المعروف أنّه ستحصل معركة كبيرة في شرق أوكرانيا، وتسمى معركة دونباس حيث ستحشد روسيا قواتها للتخلّص من الجيش الأوكراني، نحن نعلم ذلك ونستعد لتلك المعركة، كما أنّ روسيا تستعمل قواتها الجوية لتضرب المناطق الواقعة إلى شرق أوكرانيا وغربها لتقول لنا إنّه ليس هناك من مكان آمن، لكن ذلك يشكل دفعاً إضافياً لشركائنا الدوليين لإعطائنا الأسلحة التي نحتاج إليها، المدفعية الثقيلة الطائرات المقاتلة كلّ ما هو ضروري ونحتاجه لمحاربة روسيا”.
من جهة هناك بلدان تدعمنا ومن جهة أخرى هناك بلدان ترسل المال لروسيا ما يقلّل من تأثير العقوبات
النائبة الأوكرانية كيرا راديك
وردّاً على سؤال حول أهمية معركة دونباس في حماية ماريوبول، شدّدت راديك في حديثها لـ”أخبار الآن“، على أنّه “في الوقت الراهن قدرة أوكرانيا في الحصول على الأسلحة محدودة جدّاً”، مضيفةً: “لقد حشدنا جنودنا شرقاً حيث سيتواجهون مع الجيش الروسي، ولإنقاذ ماريوبول من الحصار علينا أن ننقل جنودنا إلى الجنوب، وإذا حصل ذلك فنحن واثقون من أنّنا سنحاصر ونخسر، إذاً هدفنا الآن أن نحارب الروس ونهزمهم في معركة دونباس ومن ثمّ الإتجاه جنوباً وتحرير مدينة ماريوبول. ما تفعله روسيا اليوم هو تشتيت قوتنا، فهي تهاجم في سبعة اتجاهات مختلفة، وذلك ما نحاول نحن تجنّبه، نحن نحاول التركيز على ربح هدف واحد معين”.
متى تنتهي الحرب في أوكرانيا؟
في ذلك الصدد، طرحت النائبة الأوكرانية جملة من الأسئلة، قائلةً: “ذلك يعتمد على عوامل عديدة، لكن أؤكّد أنّ الأوكرانيين لن يستسلموا، سيقاتلون كلّ روسي موجود على أرضنا، السؤال هو هل ستقاطع الدول الأوروبية النفط والغاز الروسي؟ والسؤال لحلفائنا هل سيستمرون بإمدادنا بالسلاح؟ والسؤال للشعب الروسي هل سيتحولون إلى كوريا جنوبية ثانية أم أنّهم سيسقطون بوتين؟ بناءً على تلك الأسئلة يمكن الحصول على إجابة لذلك السؤال، غير أنّني أعرف تماماً مخطط بلادي، فمخططنا هو أن نحارب حتى آخر رجل وإمراة”.
وعمّا إذا كانت العقوبات كافية لردع فلاديمير بوتين، أم أنّه على المجتمع الدولي التحرّك بطريقة مختلفة، اعتبرت راديك أنّ “العقوبات تسير ببطء وستأخذ وقتاً لتؤثر على بوتين، وبالرغم من العقوبات دفعت الدول الأوروبية لروسيا الشهر الماضي 35 مليار دولار، 35 مليار دولار يعني مليار دولار في اليوم الواحد، وذلك المبلغ هو أكبر من كلّ المساعدات التي نتلقاها من الولايات المتحدة، وأكثر من المساعدات التي نتلقاها من المملكة المتحدة، فمن جهة هناك بلدان تدعمنا، ومن جهة أخرى هناك بلدان ترسل المال إلى روسيا، فذلك يضعنا في موقف صعب ويقلّل من تاثير العقوبات”. وشدّدت على أنّ “السلاح هو موضوع حساس جدّاً، وما نحتاجه ليس عضوية الناتو بل عضوية الإتحاد الأوروبي، ذلك هو هدفنا الأساسي الآن”.
الأطفال ماريوبول تحت الحصار من دون طعام وماء!
وعن الأطفال لا سيما في مدينة ماريوبول، قالت راديك لـ”أخبار الآن“: “الأولاد في أوكرانيا يعانون من تأثيرات الحرب، فهم يمضون طفولتهم في الملاجىء خصوصاً أطفال ماريوبول الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية، من دون طعام ومن دون ماء، وهم محجوزون في المدينة تحت الحصار. نحن نطالب روسيا منذ 56 يوماً أن تؤمن لنا ممرّات إنسانية لكي نتمكن من إخراج الناس والأطفال، وعلى مدى 56 يوماً لم تستجب روسيا لمطلبنا. الوضع مخيف والظروف غير إنسانية ونحن نطلب من دول أخرى مساعدتنا في ذلك الموضوع”.
أنا متأكّدة من أننا سنربح تلك الحرب تماماً، فليس أمامنا خياراً آخر وليس لدينا سوى وطن واحد، وسنحارب من أجله.
النائبة الأوكرانية كيرا راديك
وعن الرسالة التي توجهها إلى المرأة الأوكرانية في ظل تلك الحرب الروسية، ختمت بالقول: “نحن النساء في أوكرانيا متميزات لأنّه يمكننا أن نحارب جنباً إلى جنب مع رجالنا، ويمكننا أن ندافع عن أرضنا كالرجال تماماً، ولذلك أنا أشجع كلّ مَنْ يمكنه أن يحمل السلاح أن يحمله ويحارب بكلّ شجاعة لحماية كل إنش من الأراضي الأوكرانية، ولنفعل ما بوسعنا لضمان خسارة العدو الذي هاجم أرضنا، وأراد تدميرنا، نحن نحارب وكل العالم يراقبنا ويصفق لنا، فلنستمر في ما نقوم به وسنربح”.